خبراء مؤتمر إقليمي يناقشون في العراق تحديات الأمن الغذائي

مصطفى الكاظمي: الأزمة تطال الجميع بلا استثناء، والمسؤوليات الملقاة على عاتق الأجيال الحالية كبيرة.
الثلاثاء 2022/02/08
من المسؤول الحكومات أم الطبيعة؟

بغداد - تطرح قضية الأمن الغذائي نفسها بقوة بالنظر إلى استمرار الجائحة والأزمات السياسية التي تمرّ بها بعض الدول، في ظل تزايد التحذيرات من أن فترة ما بعد كورونا قد تجعل منها أحد أكبر التحديات للحكومات العاجزة عن الحد من النمو الديموغرافي المتسارع.

وإلى جانب الجفاف، فاقم توقف سلاسل الإمداد العالمية وإغلاق منافذ التصدير والاستيراد نتيجة الإغلاق المتكرر في الكثير من مناطق العالم للحدّ من تفشي الجائحة هاجس تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لاسيما لدى الدول محدودة الموارد.

وباتت مشكلة نقص الغذاء تتصدر أوليات حكومات العالم وخاصة الدولة العربية في ظل موجة الجفاف التي تضرب أجزاء واسعة من الكرة الأرضية والذي فاقم من أزماتها الجائحة حيث جعلت الأسعار تصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتواجه البلدان وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من التحديات لتحقيق أهدافها الغذائية، بالنظر إلى المشاكل السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية ورأس المال البشري.

منظمة فاو: الآمال في استقرار أسعار الغذاء هذا العام تبدو ضئيلة

وعلى وقع استشعار المخاطر المتصاعدة يشكل المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا الذي يستضيفه العراق بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) منصة لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات بين أصحاب القرار والوقوف على آفاق تلك التحديات.

ويبحث خبراء ومتخصصون وسياسيون من عدة دول على مدار يومين خلال المؤتمر السادس والثلاثين الذي انطلقت فعالياته الاثنين في بغداد تحت عنوان “التعافي ومعاودة التشغيل”، سبل تطوير نظم غذائية وزراعية قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال افتتاح المؤتمر الذي تشارك فيه 30 دولة، إن “المسؤوليات الملقاة على عاتق الأجيال الحالية كبيرة، فالأزمة تطال الجميع بلا استثناء”.

وأضاف “علينا العمل بروح جماعية وأن نترفّع عن مصالحنا الضيقة وحساباتنا الخاصة ونتمسك بروح التعاون والشراكة والانطلاق إلى التكامل لتحقيق أمن مائي وغذائي شامل سيقود إلى تطوير نمط حياة مجتمعاتنا وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة”.

ويعيش السكان في الدول التي تواجه حروبا واضطرابات مثل اليمن وسوريا والعراق في أوضاع سيئة للغاية نتيجة غياب الدعم الكافي لتنمية القطاع الزراعي قياسا بدول أخرى  تحاول الدخول في معركة مع الجفاف والوقت بطرق بديلة كالزراعات العضوية.

واعتبر الكاظمي في كلمته أن بلاده تواجه تحديا مضاعفا بسبب غياب التحديث في منظومات الزراعة والري لسنوات طويلة بسبب الحروب والفساد وسوء الإدارة، ولذلك فإن حكومته تعمل على وضع استراتيجيات مكافحة التصحر، وإيجاد الحلول لأزمة المياه.

وكانت منظمة فاو قد حذرت قبل فترة من أنّ الأزمة الصحية العالمية ستكون لها آثار طويلة الأمد على الأمن الغذائي العالمي، بعدما أدّى في 2020 إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع.

ويهدد تفاقم الجوع في العالم والذي زاد بواقع 18 في المئة خلال العام الماضي لوحده، وهو الأكبر منذ 15 عاما على الأقل، أكثر من أي وقت مضى الهدف الذي حدّدته الأمم المتحدة والمتمثل في القضاء عليه في عام 2030.

الجفاف وتوقف سلاسل الإمداد العالمية وإغلاق منافذ التصدير والاستيراد نتيجة الإغلاق المتكرر بسبب الجائحة يفاقم هاجس تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لاسيما لدى الدول محدودة الموارد

وبحسب أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فقد ألقت الجائحة بقرابة 20 مليون شخص في براثن الفقر المدقع خلال 2021.

ويرجع خبراء فاو قلقهم إلى استمرار ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، حيث قفزت بنهاية العام الماضي بنحو 28 في المئة إلى أعلى مستوى لها في عقد من الزمن. وقالوا إن الآمال في العودة إلى ظروف السوق الأكثر استقرارا هذا العام تبدو ضئيلة.

وبلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة فاو، الذي يقيس السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، 125.7 نقطة في 2021، وهو أعلى مستوى في عشر سنوات.

وكان صعود أسعار الأسمدة في الأسواق العالمية واقترانه بارتفاع أسعار الطاقة قد أدى إلى ارتفاع تكلفة المستلزمات التي يستخدمها المزارعون في إنتاج محاصيلهم الأمر الذي أثار الشكوك في العائد المتوقع من محاصيل موسم الحصاد المقبل.

وساهم ارتفاع أسعار الغذاء في زيادة أوسع نطاقا للتضخم وخاصة في المنطقة العربية في وقت تتعافى فيه الاقتصادات النامية على وجه التحديد من أزمة كورونا. وقد حذرت فاو من أن ارتفاع الأسعار يعرض الفئات الأفقر للخطر في الدول المعتمدة على الاستيراد.

ويرجع خبراء فاو قلقهم إلى استمرار ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، حيث قفزت بنهاية العام الماضي بنحو 28 في المئة إلى أعلى مستوى لها في عقد من الزمن. وقالوا إن الآمال في العودة إلى ظروف السوق الأكثر استقرارا هذا العام تبدو ضئيلة.

11