خبراء سعوديون يناقشون دور الدراما في تشكيل الوعي الجمعي

الرياض- عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، خلال الأسبوع المنقضي ندوة بعنوان “الإبداع في صناعة الدراما”، جاءت ضمن مساعيها للانفتاح على تقديم مختلف العناصر الثقافية لروادها وللمتابعين والباحثين وفي سياق اهتمام السعودية بمختلف العناصر الإبداعية التراثية والمعاصرة.
شارك في الندوة الدكتور عبدالرحمن أبوشال وهو أستاذ مساعد في قسم الفنون الأدائية بجامعة الملك سعود، والأستاذ رجا العتيبي المحاضر في قسم السينما والمسرح بكلية الإعلام والاتصال جامعة الإمام محمد بن سعود، وأدارتها الإذاعية هند السالم المذيعة بإذاعة الرياض.
ناقشت الندوة مفهوم الدراما ومراحل تطورها ما بين البدايات والواقع الحالي والنظرة المستقبلية، وسبل توظيف النص الدرامي لإنتاج محتوى إبداعي، إلى جانب الموروث الثقافي في الدراما السعودية ودوره في إثراء المحتوى الفني ضمن أهداف رؤية 2030 والإبداع في الدراما بالعودة لمصادر الدراما وتاريخها.
وجاء في تقديم الندوة أن الدراما تمثل دورا كبيرا في تشكيل الوعي العام، ولها تأثير نفسي واجتماعي على المجتمع.
وقال رجا العتيبي عن مفهوم الدراما، إن هناك خلطا كبيرا في مفهوم الدراما، إذ يسمي الغالبية الأفلام درامية، والمسلسلات دراما، والمسرح دراما، وأن هناك جدلا وصراعا حول المفاهيم، مع أن هناك مصطلحا محررا من 2500 سنة.
وأوضح العتيبي أن الطلاب يتخرجون بمفاهيم أخرى، مع أن المسرح بالمفهوم الأرسطي يختلف عن مسرح اليوم ومدارسه، وما يمثل على المسرح ليس دراما، فالمسرحيات التي كتبها أسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدوس كانت تشكل المسرح، وحين جاء أرسطو رأى أن الكتّاب يحاكون الواقع، وهذا أمر متخيل والمتخيل هو محاكاة لبناء عالم في الذهن بناء دراميا، وإذا فهمنا المحاكاة يمكن أن نكتب فيلما أو مسلسلا.
وأشار إلى أن البطل الدرامي في نظرية المحاكاة يناقش مشاكله لا مشاكل الآخرين أو مشاكل المجتمع، والمسرح عبارة عن سرد ثم تحول إلى حركة وإلى دراما، والدراما معناها الفعل والحركة، معتبرا أن توجيه الناس ليس دراما.
وضرب الأستاذ مثلا مسلسل “طاش ما طاش” الذي رأى أنه ليس دراما، فالعمل الدرامي عبارة عن خيال ومحاكاة، ليست له علاقة بالواقع، موضحا أن المسلسلات الواقعية ليست دراما، بل هي أعمال تجارية، وأن القصص الواقعية هي أعمال وثائقية تهتم بمشاكل الناس، لكن الأعمال التخييلية هي الدراما الحقيقية، ونريد أن يخرج جيل يعي المعنى الحقيقي للدراما.
من جانبه، تحدث الدكتور عبدالرحمن أبوشال عن معايير الدراما وعناصرها والبناء الدرامي، موضحا أن هناك عدة معايير يمكن أن نستفيد منها في مرحلة تناقل الأفكار ومنها البساطة، والمصداقية، واستخدام لغة عاطفية، وتقديم قصص مثيرة للانتباه، والوضوح، والغرابة، وتحديد ملامح الشخصية من خلال الحوار أو المظهر المناسبين، وهذه المعايير تزيد من تأثير الدراما على ذهن المتلقي.
وأوضح أبوشال أن وجود الدليل والإحصائيات التي تعزز الفكرة يدخل في العمل الدرامي، ونحن نرى أن الشخصية شخصية حقيقية، واللغة السينمائية الدرامية تكون رفيعة ومحسّنة وموجهة ومقصودة تخالف الارتجال اليومي، مع لغة الجسد، أما العناصر الدرامية فهي الحبكة والشخصية والموضوع والموسيقى والمؤثرات الصوتية والبصرية.