خبراء: الذكاء الاصطناعي مكمل لإبداع صانع المحتوى وليس بديلا عنه

التكامل بين التكنولوجيا والإبداع البشري مهم لإنتاج محتوى متنوع وثري بسرعة وكفاءة.
الأربعاء 2025/01/22
على البشر الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي

دبي – أكد خبراء في صناعة الإعلام أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً غير مسبوقة أمام صناع المحتوى، واستعرضوا خلال فعاليات قمة المليار متابع 2025 كيفية الاستفادة من الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتطوير صناعة المحتوى، واستثمار أدواته لتحسين جودة المحتوى ومساعدة المبدعين على تحقيق المزيد من الانتشار والتأثير.

واستبعدت مارينا موجيلكو صانعة المحتوى ورائدة أعمال في وادي السيليكون، خلال جلسة بعنوان “من 8 ساعات عمل إلى 4 ساعات بفضل الذكاء الاصطناعي”، أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية في المستقبل القريب، داعية إلى “الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بدلاً من إشغال أنفسنا بالخوف منه.” وأضافت “على البشر الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي توفر الوقت والجهد، وتمكننا من قضاء أوقات أطول مع الأسرة وممارسة اهتمامات أخرى.”

مارينا موجيلكو: يجب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بدلاً من الخوف منه
مارينا موجيلكو: يجب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بدلاً من الخوف منه

وتطرقت موجيلكو خلال الجلسة إلى عدد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها في عملها كصانعة محتوى، والتي تساهم في إنتاج محتوى أكبر بمجهود أقل، ومن بينها أداة لتسجيل صوتها الشخصي كي تعيد استخدامه دون الحاجة إلى التفرغ للتسجيل في كل مرة، ومنها أيضا استخدام “تشات.جي.بي.تي” في ابتكار أفكار وكتابة نصوص، واستخدام تطبيق جاما لصناعة فيديوهات تعليمية.

وشهدت النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات خلال شهر يناير الجاري بدبي تحت شعار “المحتوى الهادف”، زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثا و125 رئيساً تنفيذيا وخبيرا عالميا.

وقدم روكس كودز، مطور البرمجيات والشريك المؤسس لمنصة فلايت كاست، عدداً من الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمساعدة صناع المحتوى في إنتاج وإدارة محتواهم بشكل احترافي.

وعرض روكس، خلال جلسة بعنوان “106 أدوات ذكاء اصطناعي خلال 10 دقائق”، أداة لكتابة الفقرات التعريفية لمقاطع الفيديو، وأخرى لحذف المقاطع الخالية من الصوت داخل المقاطع، وأخرى تستخدم للتركيز على أشياء معينة ككلمات أو لقطات داخل الفيديو.

كما قدم أدوات ذكاء اصطناعي لتوليد الصور والنصوص، وأخرى لجعل مقطع الفيديو الواحد ناطقاً بأكثر من لغة، وثالثة للعثور على أي لقطة يراد الوصول إليها داخل الفيديو بسهولة، وكذلك أداة لصناعة وتحرير البودكاست بشكل آلي، إضافة إلى أداة تستطيع حذف الخلفيات من مقاطع الفيديو، وأخرى لإرفاق صور وألعاب داخل المقاطع.

وعرض أداة تمكن من إرفاق مقاطع الفيديو بالمدونات الشخصية، وأداة تقوم بتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، وأخرى تحول الفيديو إلى أشكال متعددة تلائم منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك.

وإضافة إلى إنشاء المحتوى قدم روكس أدوات ذكاء اصطناعي لإنجاز مراجعات المحتوى المنشور على منصة صانع المحتوى مثل يوتيوب، من أجل معرفة المقاطع الأكثر رواجاً لتحديد اهتمامات الجمهور وإعادة إنتاج ما يلائمه وما يحصل على إعجابه. وأيضاً أداة تستطيع كتابة تدوينات لموقع إكس تتوافق مع توجه صاحب الحساب، ما يزيد من نشاط الحساب وينعكس على زيادة عدد متابعيه.

وفي جلسة بعنوان “10 أضعاف الإبداع في مقاطع الفيديو مع الذكاء الاصطناعي” استعرض بول باكوس، رائد الأعمال ونائب الرئيس التنفيذي للمنتجات وأدوات صانعي المحتوى لدى “سبوتر”، جهود المنصة في تمكين صانعي المحتوى عبر يوتيوب، مسلطاً الضوء على أهمية جعل الإبداع مستداماً.

واعتبر باكوس أن “الإبداع ليس فقط في إنتاج فيديو واحد ناجح، بل في بناء خطة طويلة المدى لإنتاج محتوى مستمر ومتجدد.” ووجَّه رسالة إلى صناع المحتوى قائلا “الإبداع ليس ضربة حظ، إذا كنت تسعى لتحقيق النجاح ابدأ اليوم بإنشاء بنك أفكارك الخاص، واستثمر الوقت في تحليل أدائك وتطوير أفكار جديدة.” وأشار إلى أن إحدى الأدوات الأساسية لكل مبدع هي “بنك الأفكار”، وقال “هذا هو المكان الذي تجمع فيه كل أفكارك، سواء كانت جيدة أو سيئة، الفكرة هنا هي أنك لا تفقد أي فرصة للإبداع.”

◙ أبرز الأسباب التي تجعل من استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيديو أكثر أهمية في العصر الرقمي هي تعزيز الإبداع عبر توليد الأفكار وتحسين جودة المحتوى 

من جهته أوضح صانع المحتوى هاشم الغيلي خطوات عملية إنشاء الفيديو بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، في جلسة “إتقان صناعة الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي”، مشيراً إلى أهمية التكامل بين التكنولوجيا والإبداع البشري لإنتاج محتوى متنوع وثري بسرعة وكفاءة، وتقديم تجارب أكثر تفاعلاً وجاذبية، والوصول إلى جمهور أكبر، ما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والابتكار.

وأكد الغيلي أن الذكاء الاصطناعي مكمل للإبداع البشري وليس بديلاً عنه في صناعة المحتوى، بفضل قدرته على أداء العديد من المهام، مثل البحث عن الأفكار وكتابة النصوص، وصولاً إلى مختلف عمليات إنتاج الفيديو، مشدداً على أهمية المحافظة على اللمسة الإنسانية التي تساعد المبدعين وصناع المحتوى على إنتاج محتوى أصيل ومؤثر، يحافظ على أصواتهم المميزة، ويعزز علاماتهم التجارية وقدرتهم على استقطاب الجماهير.

 وأشار إلى أهمية أن يتعلم صناع المحتوى كيفية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على دعم الإبداع والابتكار في مجال إنتاج الفيديو، مشدداً على ضرورة أن يطور صناع المحتوى قدراتهم ومهاراتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي ومواكبة أحدث تقنياته التي توفر عليهم الكثير من الوقت والجهد في صناعة الفيديوهات.

ولفت الغيلي إلى أبرز الأسباب التي تجعل من استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيديو أكثر أهمية في العصر الرقمي، وهي تعزيز الإبداع عبر توليد الأفكار، وتحسين جودة المحتوى، وتوفير الوقت من خلال أتمتة العديد من المهام، بالإضافة إلى التقليل من التكاليف في الإنتاج والتحرير، وتسريع الوصول إلى الأدوات والميزات المتقدمة، وأخيراً تعزيز المشاركة من خلال الرؤى المصممة في الوقت الفعلي، كما أن الذكاء الاصطناعي يستخدم عمليات التحليل لتحديد المحتوى الشائع عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة.

وتطرق الغيلي إلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها صناع المحتوى في مجالاتهم، وهي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وإهمال الأصالة والإبداع، والإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

5