خبراء: الدراما العمانية تواجه الكثير من التحديات رغم أهميتها

مسقط- الدراما هي نوع من أنواع التعليم غير المباشر؛ حيث تقدم إلى المشاهد دروسًا عن الحياة والعادات، وهو ما يجعلها واحدة من أهم الأذرع الثقافية والفنية القادرة على تشكيل وعي الجمهور وإعادة تشكيله.

ورغم قلة الأعمال الدرامية العمانية إلا أن المختصين في السلطنة يفتحون من حين إلى آخر أبوابا لنقاش الواقع في الدراما وسبل تطويره، خاصة وأنه لا يخضع لوتيرة إنتاج منتظمة.

وفي هذا السياق أقام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم جلسة حوارية حول أثر الدراما في تشكيل الوعي الثقافي. أدارتها الأديبة مديحة بنت سعيد السليمانية، وتحدث فيها الناقد والفنان أحمد بن سعيد الأزكي.

استهل الأزكي حديثه بتعريف شامل للدراما وتطورها عبر العصور، مستعرضًا التعريفات القديمة والحديثة لهذا الفن الجميل. وتناول السؤال المحوري حول قدرة الدراما والتلفزيون على إحداث تغييرات جوهرية في المجتمعات، مستشهدا بأمثلة من السينما المصرية، مثل فيلم “جعلوني مجرمًا” الذي أُنتج عام 1954، وكيف أثّر بشكل مباشر في تعديل بعض التشريعات القانونية في مصر.

كما تطرق إلى تأثير الأفلام الأميركية على القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع الأميركي، لاسيما ما تعلق منه بالنظرة إلى الأمراض النفسية.

وأكد الأزكي دور المسرح في تشكيل الوعي، مستعرضًا نماذج عديدة من المسرحيات التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الثقافة الإنسانية. كما تطرق إلى ظاهرة الدراما التركية، التي حققت انتشارًا واسعًا في المنطقة، محللا تأثيراتها على المجتمعات العربية وقدرتها على إعادة تشكيل الوعي.

وشهدت الجلسة تفاعلا من الحاضرين الذين طرحوا العديد من الأسئلة والملاحظات حول تأثير الدراما في الوقت الحالي على المشهد الثقافي العماني. وأكد الحاضرون الدور الكبير الذي تلعبه الدراما في تشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام، كما تحدثوا عن التحديات التي تواجه الدراما العمانية.

وشدد المتحدثون على أنه لا بد من تطوير الدراما العمانية وتحديث أدواتها لتواكب التطورات التكنولوجية والاجتماعية، مع الحفاظ على هويتها العمانية الأصيلة. ودعوا إلى ضرورة دعم صناع الدراما وتوفير بيئة محفزة للإبداع والإنتاج.

الجدير بالذكر أن الفنان العماني ‏أحمد بن سعيد الأزكي أحد أعلام الدراما والثقافة في سلطنة عمان، وهو متخصصٌ في النقد الأدبي وله إنتاج درامي غزير على مستوى التلفزيون والإذاعة والمسرح وقدّم العديد من الدورات التدريبية في مجال الإخراج التلفزيوني.