خبراء: الأرق علامة على قدرات إبداعية استثنائية

لندن – أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن الأرق لا يشكّل عاملا سلبيا سيئا على الدوام، حيث توفر ليلة النوم غير الهانئة مهارة إبداعية فريدة من نوعها.
ويقول خبراء النوم إن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من الأرق، تمتلك قدرات معرفية استثنائية يمكن أن تكشف عن موهبة غير معروفة لدى حاملها.
واعتمد الباحثون على مثال واحد يجسد تجربة امرأة استفادت من الأرق المزمن، وهي الكاتبة مارينا بينجامين (54 عاما)، التي قالت إن هذه المشكلة رافقتها منذ طفولتها، وتفاقم الأمر مع تقدمها في السن، حيث تراوح معدل نومها بين 4 و5 ساعات كل ليلة.
وقبل عامين، قررت مارينا استغلال أرقها وساعات الاستيقاظ الإضافية على نحو إيجابي، وبدأت بكتابة مذكراتها تحت عنوان “الأرق”.
وفسرت الكاتبة حالتها قائلة “بدلا من محاولة النوم عبثا، قمت بتسخير الدوافع الإبداعية، إن الاستيقاظ في ساعات الليل مختلف، فهو يعطيك تركيزا مدهشا كما أن طريقة التفكير غالبا ما تكون مختلفة”.
وكانت دراسة قديمة أجراها باحثون بجامعة كانتربيري في العام 2006، أظهرت وجود صعوبات أكثر في النوم لدى الأطفال المبدعين، ما يشير إلى أن قلة النوم قد تؤدي إلى حالة ذهنية تزيد من احتمال حدوث الإبداع.
ويمكن أن يستغل الناس الذين يعانون من الأرق أوقات الاستيقاظ في محاولة إيجاد حلول محتملة مختلفة للمشكلات، أو توسيع طريقة تفكيرهم، الأمر الذي يؤدي إلى مجموعة أوسع من الأفكار الإبداعية في أنشطة العمل والترفيه، على حد سواء، وفقا لدراسة أجريت عام 2013 في جامعة نورث كارولينا الأميركية.
ويقول علماء في جامعة هارفارد، إن الاستيقاظ فجأة أثناء نوم حركة العين السريعة، يحسن الأداء المعرفي، خاصة في المهام الكتابية المعقدة.
وتوضح دراساتهم أن عدد المرات التي نتعرض فيها لنوم حركة العين السريعة كل ليلة، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على وظيفة التعلم والذاكرة، وكذلك الخيال.
ولا ينصح الخبراء بالحد من النوم بشكل متعمد، إلا أنهم يشجعون “بومات الليل” على قبول فكرة الاستيقاظ خلال أوقات النوم، واستغلاله بصورة إيجابية.