خام أبوظبي إلى أوروبا لتعويض النفط الروسي

وحدة تابعة لشركة توتال إنرجيز الفرنسية ستشحن مليون برميل من خام مربان من ميناء جبل الظنة في الإمارات لبريطانيا خلال مايو المقبل.
الاثنين 2022/04/25
توقعات بتوجه المزيد من الشحنات إلى أوروبا لتعويض النقص الروسي

سنغافورة - استأجرت وحدة شحن تابعة لشركة توتال إنرجيز الفرنسية بصفة مؤقتة ناقلة لتحميل خام أبوظبي في أوائل مايو إلى أوروبا في خطوة نادرة، وفق ما ذكرت مصادر تجارية وتقرير شحن الاثنين.

وأضافت المصادر أن عملية المراجحة لخام الشرق الأوسط إلى أوروبا بدأت بعد أن تجنب المشترون الأوروبيون النفط الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.

وأظهر تقرير الشحن أن وحدة الشحن التابعة للشركة الفرنسية استأجرت ناقلة "سيوزماكس موسكو سبيريت" لتحميل مليون برميل من خام مربان من ميناء جبل الظنة في الإمارات العربية المتحدة لبريطانيا، بين الأول والثالث من مايو المقبل بمعدل 60 نقطة على مستوى العالم.

وأظهرت بيانات "رفينيتيف أيكون" أنه تم تحميل خام أبوظبي من داس لآخر مرة إلى إيطاليا في مايو 2020.

وقال تجار إنه من المتوقع أن تتجه المزيد من شحنات خامات أبوظبي الخام - مربان وداس وزاكوم العلوي - إلى أوروبا في الأشهر المقبلة لتعويض النقص الروسي، حيث يستعد الاتحاد الأوروبي للمزيد من العقوبات على واردات النفط الروسية، مما قد يحوّل بعض الإمدادات بعيدا عن آسيا.

 وأكد أحد التجار أن تدفق التجارة العالمية "يعدل" ليعكس التغيرات في إمدادات النفط الروسية.

وتعد روسيا أكبر مورد للنفط في أوروبا، حيث توفر 26 في المئة من النفط المستورد من الاتحاد الأوروبي في عام 2020.

وكانت "توتال" قالت الشهر الماضي إنها لن تجدّد عقود توريد الغاز والنفط الخام الروسية لمصفاة التكرير ليونا الألمانية، وإنها تنوي استبدالها بواردات من السعودية وبولندا.

وتعمل مصفاة ليونا بطاقة إنتاجية تبلغ 240 ألف برميل يوميا، حيث يتم تغذيتها بالنفط الروسي عبر خط أنابيب دروزبا.

وأوضحت شركة توتال أن إنهاء إمداداتها التعاقدية طويلة الأجل، يعني أنه سيتم استيراد آخر منتجاتها النفطية من روسيا مع نهاية هذا العام.

وكان مستشار كبير بالبيت الأبيض قد أكد الجمعة أنه واثق من أن أوروبا عازمة على وقف ما تبقى من صادرات النفط والغاز من روسيا مع استمرار حرب موسكو في أوكرانيا.

وقال داليب سينغ، نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن"، "لدينا الثقة في أن أوروبا تفهم الرسالة وهم عازمون على وقف هذا المصدر الأخير لعائدات التصدير".

وصادرات النفط هي المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية للكرملين، وقد دعا كثيرون داخل الاتحاد الأوروبي إلى وقف مدفوعات النفط لأنها تمول بشكل فعال حرب روسيا في أوكرانيا.

كما يعتبر الغاز مصدرا رئيسيا آخر للإيرادات بالنسبة لروسيا، لكن لم تتم مناقشة حظره بشكل فعال على مستوى الاتحاد الأوروبي بسبب اعتماد التكتل عليه.

وقال سينغ عن فرض العقوبات على روسيا، إن المناقشات حول هذا الموضوع مستمرة. وأضاف "من المهم أن يفعلوا ذلك بأسرع ما يمكن. وأن يفعلوه بطريقة ذكية".

وأوصت منظمة الطاقة الدولية والمفوضية الأوروبية الخميس الماضي بضبط مستويات التدفئة والتبريد في المباني وتشجيع العمل أكثر من المنازل، إلى جانب سلسلة إجراءات بسيطة أخرى يمكن أن تساعد في خفض اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية.

ويسعى الاتحاد الأوروبي لإيجاد بدائل لمصادر الطاقة الروسية بعد غزو موسكو لأوكرانيا، خاصة أن دوله تستورد 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا، ويهدف التكتل إلى خفض واردات الغاز الروسي بنحو الثلثين هذا العام.

وعدّد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، تسعة "إجراءات صغيرة"، يمكن اتباعها يوميا للمساهمة في خفض استهلاك الطاقة.

وقال بيرول "نحن نوصي المواطنين الأوروبيين بكيفية القيام بما عليهم لتوفير المال على أنفسهم، من أجل تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية والمساعدة في تحقيق أهدافنا المناخية".

وأشارت وكالة الطاقة الدولية والمفوضية الأوروبية إلى أن هذه الإجراءات يمكن أن تساعد أسرة أوروبية في توفير أكثر من 450 يورو بمعدل وسطي سنويا، إضافة إلى تجنب استهلاك 220 مليون برميل من النفط أيضا في السنة.

وأوصت وكالة الطاقة الدولية بخفض مستويات التدفئة في المنازل، وتقليل استخدام المكيفات الهوائية صيفا، وتنظيم درجة حرارة سخانات المياه "لزيادة الكفاءة"، وحضت أرباب العمل على تشجيع العمل من المنازل.

أما الاقتراحات الأخرى فتركزت على استخدام السيارات "بشكل اقتصادي أكثر" ومشاركتها بين أشخاص عدة، وضبط درجة حرارة مكيفات الهواء داخلها لتكون أعلى بمعدل ثلاث درجات مئوية، إضافة إلى خفض السرعة على الطرق السريعة وترك السيارات في المنازل أيام الآحاد في المدن.

وحضت الوكالة الناس على المشي واستخدام الدراجات الهوائية للرحلات القصيرة ووسائل النقل العام والقطارات بدلا من الطائرات.