خامنئي يتهم أميركا بصناعة كورونا ويريد منها رفع العقوبات

طهران - وصف المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولين الأميركيين بأنهم "كاذبون وظالمون وتجتمع فيهم كل الصفات السيئة"، مؤكدا رفض أية عروض أميركية لمساعدة بلاده على مواجهة فايروس كورونا.

وقال خامنئي الأحد، في كلمة بمناسبة العام الإيراني الجديد :"أميركا أخبث عدو لإيران اليوم، لأن مسؤولي هذا البلد كاذبون ووقحون وطامعون وظالمون وتجتمع فيهم كل الصفات السيئة" .

وعلق على العروض الأميركية لمساعدة إيران على مواجهة كورونا بالقول :"الأميركيون متهمون بصنع ونشر فايروس كورونا ولذلك لا يمكن الوثوق بهم".

وأعرب عن ثقته في قدره بلاده على تخطي الوباء، وطالب الجميع بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن المسؤولين.

وتسعى إيران إلى إظهار أنها متماسكة بوجه العقوبات الأميركية القاسية محاولة التسويق لجدوى إجراءات مكافحة فايروس كورونا، بعد أن باتت البلاد التي تعاني من أزمات متنوعة على كافة الأصعدة، بؤرة لهذا الوباء، الأمر الذي يخفي ارتباكا شديدا لدى السلطات التي دخلت في طريق مسدود بسبب تضييق واشنطن على تحركاتها.

وأودى كوفيد-19 بحياة أكثر من 1600 شخص في إيران بحسب آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة. وتعد إيران من بين الدول الأكثر تضررا بالفايروس.

وكانت واشنطن عرضت مساعدات إنسانية على إيران عدوها القديم وأكثر الدول الموبوءة بالمرض في الشرق الأوسط.

وتابع خامنئي أن المقترحات الأميركية "بمساعدتنا بأدوية وعلاجات شرط أن نطلب منهم ذلك غريبة" موضحا أن الولايات المتحدة تعاني "باعتراف المسؤولين الأميركيين أنفسهم" من "نقص كبير في مجال معدات الوقاية من الفايروس وأيضا الأدوية".

وقال وكأنه يتوجه إلى واشنطن "إذا كان لديكم معدات فاستخدومها لأنفسكم".

وأضاف "ثانيا إن الأميركيين متهمون بصناعة هذا الوباء. لا أعلم إلى أي مدى هذه الاتهامات صحيحة لكن عندما توجد مثل هذه الاتهامات لماذا على الأشخاص العاقلين أن يثقوا بكم؟".

وتابع "انكم قادرون على إدخال دواء إلى بلادنا سيبقي على الوباء في بلادنا وسيمنع القضاء عليه".

وتحمّل السلطات الإيرانية العقوبات الأميركية مسؤولية إعاقة مساعيها لاحتواء الوباء وقد حث الرئيس حسن روحاني الأميركيين على مطالبة حكومتهم برفع العقوبات في الوقت الذي تكافح فيه إيران المرض.

غير أن الولايات المتحدة وجهت لإيران رسالة واضحة هذا الأسبوع مفادها أن انتشار الفايروس لن ينقذها من العقوبات الأميركية التي تقلص إيراداتها النفطية وتعزل اقتصادها

وقال خامنئي الذي ألغى خطابه السنوي بمناسبة حلول السنة الفارسية الجديدة من مدينة مشهد المقدسة عند الشيعة يوم 20 مارس بسبب الوباء إن إيران ستنتصر على الفايروس.

وتابع "الجمهورية الإسلامية لديها القدرة على تخطي أي أزمة وأي تحديات بما يشمل تفشي كورونا".

وتتناقض تصريحات خامنئي مع ما تعيشه إيران من مشاكل في مواجهة كورونا، خصوصا على صعيد شح الإمكانيات والمستلزمات الطبية والصحية، وتعزوها إلى العقوبات الأميركية المفروضة عليها الأمر الذي دفع المسؤولين الإيرانيين إلى إطلاق مناشدات ونداءات إلى العالم لمساعدة طهران في مواجهة كورونا من خلال العمل على إلغاء العقوبات الأميركية.