خامنئي لرئيس الحكومة العراقية: لا تغيير في السياسات بعد وفاة رئيسي

طهران - أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال لقائه برئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الأربعاء على ضرورة مواصلة التعاون مع السلطات العراقية في ظل تولي نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر للرئاسة في البلاد.
واستقبل خامنئي السوداني الذي وصل إلى طهران برفقة وفد رفيع المستوى اليوم الأربعاء للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي ومرافقيه إثر سقوط مروحيتهم في شمال غرب البلاد.
وقال خامنئي "محمد مخبر سيعمل على تعزيز التعاون مع الحكومة العراقية وفق نفس المسار الذي اتخذه رئيسي في السنوات الماضية".
وتابع "لقد فقدنا شخصية متميزة، لقد كان الرئيس أخا طيبا للغاية ومسؤولا كفؤا ومخلصا وجديا". مضيفا "وفق الدستور تقع على محمد مخبر مسؤولية كبيرة وسيواصل مسيرة التعاون مع الحكومة العراقية".
ومن جانبه، من جانبه ثمن رئيس الحكومة العراقية التعاون بين بلاده وإيران في مختلف المجالات قائلا "العراق لم يرَ سوى الصدق والاخلاص والطهر والعمل والخدمة من الرئيس الايراني الراحل".
وشدد على أن "صورة الحشود التي شاهدناها على التلفزيون اليوم هي رسالة واضحة تدل على عمق وقوة العلاقة بين الشعب والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية رغم كل الضغوط والعقوبات".
وقال إن "الرسالة الأخرى لوجود الملايين من الناس في مراسم التشييع هي أننا يجب أن نخدم هذا الشعب وهذه الجنازة الرائعة هي نتيجة هذه الخدمة وهذا الدرس يجب أن يكون موضوعنا الرئيسي في العراق".
ولقي إبراهيم رئيسي مصرعه في حادث تحطم مروحية مع سبعة مسؤولين بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. وتجمّعت الحشود في "جامعة طهران" ومحيطها حيث أمّ المرشد الأعلى الصلاة على الجثامين.
ويرى مراقبون أن وفاة رئيسي لن تحمل أي تغييرات في سياسات إيران في العراق، حيث أن خامنئي الذي يمتلك الكلمة النهائية في جميع الشؤون الرئيسية للدولة، وحرس الثورة الإسلامية القوي هما المراكز الرئيسية للسلطة في إيران، حيث تكون سلطة الرئيس محدودة.
وبالتالي فإن تصريحات خامنئي تصب كلها في هذا الاتجاه، فهو أكد لرئيس الوزراء العراقي بشكل مبطن أن الدولة العراقية ستظل رهينة لإيران.
وتمتلك إيران في العراق العديد من مفاتيح السلطة والنفوذ، سواء القوى السياسية في الإطار التنسيقي أو ميليشيات مسلحة منضوية في الحشد الشعبي.
وقدم الحشد الشعبي التعازي في مقتل رئيسي وعدد من مرافقيه حيث قال رئيس الحشد فالح فياض في التعزية "نستذكر هنا رجالا نذروا أنفسهم للحق ونصرة المظلوم والدفاع عن قضايا الأمة".
كما تقدم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي التعازي في وفاة رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان ورفاقهما قائلا عبر حسابه على منصة إكس إن "هذا المصاب الجلل آلمنا بشدة وهز وجداننا بعمق كبير، غير أن لنا أسوة حسنة في الصبر والتحمل بما جرى على أهل البيت عليهم السلام في كربلاء"
وأكد "أننا على ثقة تامة بأن إيران الإسلامية بوجودكم المبارك وبأبنائها المخلصين، قادرة على تجاوز هذه المحنة، حيث إنها طالما واجهت في مسيرتها الصعاب ولكنها خرجت أقوى وأكثر تصميما وعزما".
ويعتقد أن علاقة إيران بأذرعها في العراق ستبقى كما هي، فالحشد الشعبي والقوى الشيعية العراقية الموالية لها ستواصل التنسيق مع طهران في كل كبيرة وصغيرة مثلما جرت العادة، كما ستظل الخطوط العريضة للسياسة الإيرانية داخليًا وخارجيًا بعد وفاة رئيسي وانتقال السلطة إلى رئيس جديد كما هي دون تغييرات جذرية، في ظل وجود صلاحيات المرشد الأعلى وتأثيره على رسم ملامح تلك السياسات، التي لا تزال تخضع للجدل المستمر بين من يدير السياسة الخارجية في إيران، وما إذا كان الدور الأهم لوزارة الخارجية أم للمؤسسات التابعة للمرشد الأعلى.