خالد الهزاني: "الرياض آرت" حوّل العاصمة السعودية إلى بيئة فنية محلية وعالمية

رغم أنها تظاهرة حديثة إلا أن “الرياض آرت” استطاعت أن تجمع المئات من الفنانين وتكون مساحة خصبة وثرية بأعمال معاصرة نجحت في تحويل الرياض إلى لوحة فنية عملاقة، تمزج بين أساليب وأفكار ومواهب متنوعة، وتستقطب الآلاف من الزوار ممن يكتشفون المدينة في حلتها الفنية الجديدة.
الرياض - جاءت فكرة إنشاء تظاهرة “الرياض آرت” مرتبطة بالتغيرات الفنية والثقافية الكبرى والمتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية منذ نحو ثلاث سنوات، وكان هدف القائمين عليها أن تصبح إحدى أبرز المبادرات الوطنية للفنون العامة في السعودية، وتساهم في تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح بالإضافة إلى إبراز القوة الإبداعية للعصر الرقمي، حيث لا تكتفي التظاهرة بعرض أعمال فنية كلاسيكية وإنما تمزج عنصر الضوء والتطورات الرقمية في هذا المجال لتحول شوارع العاصمة إلى لوحة فنية عملاقة، تتغير بتغير الفنان وأسلوبه والفكرة المراد عرضها.
وتهدف المبادرة إلى تحويل الأماكن العامة في المدينة إلى مناطق فنية، تتيح المجال للتعبير الفني وتحفز المشاركات الإبداعية من قبل مختلف الشرائح المجتمعية بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد الثقافي للمدينة.
في هذا السياق، أكد المدير التنفيذي لبرنامج “الرياض آرت” المهندس خالد الهزاني أن البرنامج يسير بخطى ثابتة لتحقيق أهدافه المنشودة بما يتماشى مع توجيهات القيادة، وأهداف برامج “رؤية المملكة 2030” من خلال مساهمة البرنامج في تنمية الاقتصاد الإبداعي بمدينة الرياض، وتوفير بيئة فنية لجميع المواهب المحلية والعالمية، وتحويل العاصمة إلى مدينة نابضة بالفن والإبداع في مختلف أنحائها، مؤكدًا أن هذا الحراك الفني الكبير الذي تشهده الرياض لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله، ثم الدعم غير المحدود الذي حضي به البرنامج من القيادة.
وأوضح أن البرنامج يهدف من خلال مشاريعه الاثني عشر إلى دعم واحتضان المواهب السعودية والعالمية ليكونوا مصدر إلهام حقيقي لسكّان وزوّار مدينة الرياض، وترسيخ مكانة المملكة على خارطة المشهد الفني العالمي، وإثراء المشهد الثقافي والفني لتكون الرياض عاصمةً نابضةً بالفن والفنانين وملتقى لجميع المواهب من أنحاء العالم.
كما بيّن أن فريق عمل برنامج “الرياض آرت” يعملون بشكل متواصل على النسخ القادمة من احتفال “نور الرياض” و”ملتقى طويق للنحت” والعديد من المشاريع الأخرى التي سيتم الإعلان عنها في حينها، مثمنًا جهود جميع الشركاء والداعمين لبرنامج “الرياض آرت” من جميع القطاعات.
وجاء ذلك خلال اختتام فعاليات النسخة الثانية من احتفال “نور الرياض” والرابعة من “ملتقى طويق للنحت” ومعرض “من الشُعاع إلى الشغف”. واختتمت فعاليات التظاهرة بعد استقبال زوارها على مدى 127 يوما، حيث شارك فيها 130 فنانا وفنانة من 40 دولة قدّموا 190 عملا فنيا و500 فعالية ضمن احتفال “نور الرياض 2022”، في حين حضر 30 فنانا من 20 دولة وأبدعوا منحوتاتهم أمام الزوّار ضمن “ملتقى طويق للنحت 2023”.
وقدم معرض “من الشُعاع إلى الشغف” الذي أقيم في حي جاكس بالدرعية، بعد أن استقبل زواره على مدى 127 يوما ابتداء من الثالث من نوفمبر العام الماضي، رحلة فنية للتحوّل الضوئي الإبداعي بين الماضي والمستقبل، والعديد من ورش العمل والجلسات الحوارية، وذلك ضمن احتفال “نور الرياض 2022” السنوي الذي شارك في نسخته الأخيرة التي عرضت الأعمال المشاركة فيها في 40 موقعا في أنحاء مدينة الرياض.
وحصد احتفال “نور الرياض” ستة أرقام عالمية ضمن “موسوعة غينيس للأرقام القياسية” تمثلت في “أكبر احتفال لفنون الضوء على مستوى العالم”، وتحقيق العمل الفني “نبض من النور” للفنان الفرنسي يان كيرسالي أربعة أرقام قياسية هي: أطول مسافة يتم تغطيتها لعرض باستخدام الليزر، وأكبر عرض باستخدام الليزر، بالإضافة إلى كونه أطول وأكبر شاشة انعكاسية على برج، كما سجّل الاحتفال رقماً قياسياً سادساً من خلال عمل الفنان الأميركي مارك بريكمان كأكبر عدد من طائرات الدرون المستخدمة في عرض جوّي، والذي يهدف إلى تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة، وإبراز القوة الإبداعية للعصر الرقمي ودعم المواهب وتنمية الاقتصاد الثقافي في المدينة، وذلك من خلال تنفيذ 1000 عمل فني في الأماكن العامة بمدينة الرياض.
ويشكّل احتفال “نور الرياض” إلى جانب “ملتقى طويق للنحت” أولى مشاريع برنامج “الرياض آرت” الذي يشتمل على 12 مشروعا، وقد شهدت النسخة الثانية من احتفال “نور الرياض” والرابعة من “ملتقى طويق للنحت” زيارة أكثر من 2.8 مليون زائر خلال نسختها الأخيرة.
كما يعد ملتقى طويق للنحت أحد المشاريع السنوية لبرنامج “الرياض آرت” والذي يُقام بمشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم لصناعة منحوتات ملهمة أمام الجمهور، لتنتقل بعد ذلك إلى الأماكن العامة وتشكل جزءًا من هوية المدينة، وتجسّد أحد مستهدفات برامج “رؤية المملكة 2030” في تعزيز دور الفن وتهيئة البيئة الملائمة للجميع.
يذكر أن فعاليات “ملتقى طويق للنحت” 2023 في نسخته لهذا العام التي توزعت بين ضاحية “درة الرياض” و”رياض آرت هب” في حي جاكس بالدرعية، بأكثر من 65 فعالية شملت ورش عمل تفاعلية، وحلقات نقاش تتناول عناصر العمارة والنحت والفن والتصميم، وبرنامجا للشراكة المجتمعية، وتنظيم زيارات مدرسية.
ويعتبر مشروع “الرياض آرت” أحد المشاريع الأربعة الكبرى التي أطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في التاسع عشر مارس 2019، تحت إشراف لجنة المشاريع الكبرى التي يترأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويقول المسؤولون على هذه الفعاليات إنه نظرا إلى نمو سكانها السريع والذي يشكّل الشباب غالبيتهم، تشهد مدينة الرياض تحولا سريعا إلى مدينة عالمية فائقة الحيوية، ويسهم الفن بجميع أشكاله في تحقيق هذا الهدف إلى حد كبير.