خارطة مصرية تلغي الكويت: خطأ غير مقصود أم متعمد

لا تزال أزمة الخارطة بين مصر والكويت تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من تأكيد وزارة الخارجية المصرية أن ما ظهر في الخارطة من إلغاء للدولة الخليجية كان خطأ غير مقصود. واعتبر الكثير من المعلقين أن الرواية الرسمية المصرية لا تبدو مقنعة، وذهب البعض من الكويتيين إلى حد طلب قطع العلاقات الثنائية.
القاهرة – شكلت الخارطة التي عرضتها كلية القادة والأركان التابعة للجيش المصري، والتي لم تتضمن الحدود الدولية للكويت، إحراجا كبيرا للقاهرة تجاه الدولة الخليجية.
وعلى الرغم من تأكيد وزارة الخارجية المصرية أن ما حصل خطأ غير مقصود إلا أن الغضب الكويتي لم يهدأ، وهو ما ظهر في ردود الفعل المتواترة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووقعت الحادثة أثناء محاضرة حول “معنى قوة الدولة” بكلية القادة والأركان ضمن الدورة الثالثة والسبعين التي حضرها ما يزيد عن 500 ضابط من جميع الدول العربية بما فيها الكويت.
وعرضت الجهة المنظمة خلال المحاضرة خارطة للوطن العربي لا تتضمن الحدود الدولية للكويت وأظهرتها كأنها جزء من العراق وهو ما دفع الضباط الكويتيين الحاضرين في المحاضرة إلى الانسحاب اعتراضا على ما حصل.
وأجرى وزير الخارجية الكويتي سالم الصباح اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري سامح شكري، وذلك للوقوف على حيثيات الخارطة.
وأكد وزير الخارجية المصري أن ما تم من قبل المحاضر كان خطأً غير مقصود وأنه قد وجه بإجراء تحقيق شامل حول هذه الواقعة ومحاسبة مرتكب هذا الخطأ، مؤكداً على متانة العلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة التي تربط قيادتي وحكومتي وشعبي البلدين الشقيقين وأن مثل هذه الأحداث غير المقصودة لا يمكن أن تمس بمسيرة وروح المحبة والإخاء والترابط بين البلدين الشقيقين بأي شكل من الأشكال.
كلام وزير الخارجية المصري لم يُنه الجدل، حيث أن كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن تصريحات الوزير المصري غير مقنعة، لاسيما وأن الجهة المنظمة التابعة للجيش المصري من الصعب أن تقع في مثل هذه الأخطاء لإدراكها مدى حساسيتها.
وقال الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري:
وعلق فزاع عبر حسابه على منصة إكس:
وغرد فيصل العصيمي:
ويرى مراقبون أن الضجة الكويتية على “الخطأ” المصري لا تعود فقط إلى مسألة تغييب الكويت وإلغائها، على الرغم من فداحتها، وإنما ترجع أيضا إلى إظهار الدولة الخليجية كأنها تابعة للعراق. ولدى الكويتيين حساسية كبيرة حيال هذه المسألة.
وكانت الكويت تعرضت في بداية تسعينات القرن الماضي إلى عملية غزو من قبل الجيش العراقي، خلال عهد الرئيس الراحل صدام حسين، لضمها إلى العراق وجعلها المحافظة عدد 19، واستمر الغزو بضعة أشهر قبل أن يتم طرد الجيش العراقي على يد تحالف قادته الولايات المتحدة.