"حية بية" تراث خليجي يرتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأضحى

المنامة - تحتفي هيئة البحرين للثقافة والآثار بعيد الأضحى هذا العام، حيث تقدّم فعاليتين مفتوحتين. وسيكون الجمهور بداية على موعد مع فعالية “حِيّة بِيّة” في قلعة بوماهر بالمحرّق يوم عرفة الموافق للثلاثاء السابع والعشرين من يونيو، ومن ثم سيحظى بفرصة حضور حفل فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان ثالث أيام العيد في الصالة الثقافية.
وعصر يوم عرفة تقام فعالية “حِيّة بِيّة” التي تهدف من خلالها هيئة الثقافة إلى إحياء هذه العادة التراثية الشعبية السنوية. وسيقوم الأطفال بمشاركة ذويهم بإلقاء “الحية بية” في البحر مع ترديد الأهازيج الشعبية المرتبطة بهذه المناسبة.
وكانت الهيئة أقامت مؤخراً ورشة عمل للأطفال لصنع سلة “الحية بية” وزراعتها والعناية بها استعداداً لهذا اليوم.
و”الحية بية” موروث خليجي ارتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأضحى وبشكل خاص بثقافة الطفل، وفي هذا السياق يقول الكاتب إبراهيم سند المختص في الموروث الشعبي إن البحرينيين ما يزالون يحتفظون بعادات العيد الشعبية الموروثة، وهم حريصون على إحياء “الحية بية”، من خلال التجمع على ساحل البحر وارتداء الأطفال الزي التقليدي، حيث تلبس الفتيات “البخنق” المطرز بخيط الزري، ويرتدي الأولاد الثوب مع
ترديد أهزوجة “الحية بية” المشهورة: “حية بية… راحت حية ويات حية… على درب لحنينية… عشيناك وغديناك وقطيناك… لا تدعين علي حلليني يا حيتي”.
وقال إن “الحية بية” هي عادة تراثية شعبية توارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا بفضل تمسك أبناء البحرين بعاداتهم وتقاليدهم، واهتمام المؤسسات والجمعيات المعنية بالثقافة والتراث، كونها إحدى فعاليات الاحتفال بعيد الأضحى، فيعبر الصغار والكبار عن فرحتهم بهذا التراث السنوي، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة من كل عام وحلول عيد الأضحى.
"الحية بية" عبارة عن قفة صغيرة مصنوعة من سعف النخيل يتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير ثم رميها
وأوضح أن “الحية بية” عبارة عن قفة صغيرة مصنوعة من سعف النخيل، يتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، وتعلق في المنازل حتى تنمو ويتم إلقاؤها على ساحل البحر يوم وقفة عرفة، أي التاسع من شهر ذي الحجة، ويدعون الله أن يجعل عيدهم سرورا ويعيد حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين محملين بالهدايا لهم.
وأضاف أن الاحتفال بهذا اليوم قد اختلف عما كان قديما، حيث كانت “الحية بية” في السابق تزرع في سلال من الخوص أو علب الأناناس وغيرها من العلب وترمى بعد غداء العيد مباشرة في جميع سواحل البحرين بشكل عفوي وهم يرددون “عشيتج وغديتج ونهار العيد قطيتج”، أما اليوم فلا يحتفل بها الجميع وغالبا ما تكون “الحية بية” صناعية ويتم رميها في ليلة الوقوف بعرفة تحت تنظيم المؤسسات للإشراف عليها، وتتميز مملكة البحرين بإحياء هذه العادة مع بعض المناطق الساحلية كالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، فيما كانت دول الخليج تحيي هذه العادة في السابق.
وأكد سند أن عادة “الحية بية” من العادات التي لن تندثر كغيرها من العادات التراثية التي طواها الزمن، لأن بعض العادات المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية السارة كالأعياد وليالي رمضان وغيرها تظل باقية في الذاكرة وتقام عبر الجمعيات أكثر من غيرها، قائلا “نحن مطالبون كمجتمع واع بالحفاظ على تلك الموروثات وتأصيلها وتأكيد حضورها لدى الجيل الناشئ لأن تلك العادات تعبر خير تعبير عن الهوية الوطنية والثقافية”.
أما ثالث أيام العيد، الموافق الجمعة الثلاثين من يونيو، فتستضيف الصالة الثقافية حفل عيد الأضحى وتقدّمه فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان وبمشاركة الفنان أحمد الجميري والفنان حسين أسيري والفنانة هند ديتو.
ويتزامن هذا الحفل مع ذكرى اليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، حيث سيتم تقديم عدد من المقاطع الموسيقية والغنائية الأصيلة من مصر والبحرين.