حيازة حصة إضافية تؤكد ثقة السعودية بمستقبل لوسيد

نيويورك - تزايدت علامات ثقة السعودية في مسار الاستثمار في صناعة المركبات النظيفة من خلال شراء صندوقها السيادي حصة إضافية في شركة لوسيد الأميركية التي تعرضت إلى نكسة خلال الفترة الماضية في ظل المنافسة الشرسة في القطاع.
وتسعى لوسيد إلى جمع 3 مليارات دولار في طرح ثانوي لأسهم عادية، وأغلب هذه الأموال قادمة من مالكيها السعوديين، وذلك بعد انخفاض أسهم الشركة بنسبة تزيد عن 60 في المئة خلال العام الماضي.
وذكرت في بيان مساء الأربعاء الماضي أنها تتوقع أن يأتي ما يقارب ثلثي المبلغ من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مما دفع أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية الفارهة إلى الهبوط تسعة في المئة في تعاملات ما بعد إغلاق السوق.
وأكدت الشركة أن صندوق الثروة السعودي، الذي يمتلك حصة فيها تتجاوز نحو 60 في المئة، وافق على شراء 265.7 مليون سهم في اكتتاب خاص مقابل حوالي 1.8 مليار دولار.
وينطوي ذلك على سعر لسهم لوسيد بحوالي 6.8 دولار، مقارنة مع سعر إغلاق الأربعاء البالغ 7.76 دولار. ومن المقرر جمع باقي المبلغ من طرح عام لأسهم عادية عددها 173.5 مليون سهم.
واستثمر الصندوق السعودي لأول مرة في لوسيد عام 2018، وقام بشراء المزيد من الأسهم بشكل مطرد حتى امتلك حصة أغلبية عندما تم طرح الشركة الناشئة للاكتتاب العام في عام 2021 من خلال اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة.
ويرى خبراء أن الأموال الإضافية مهمة وتأتي في الوقت الذي تئن فيه الشركة، مثل غيرها، تحت وطأة خسائر متزايدة وتقليص الاحتياطيات النقدية وسط مخاوف الركود وحرب الأسعار التي أشعلتها شركة تسلا الرائدة في السوق.
وقال لويس نافلييه كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إدارة الأموال نافلييه لرويترز إنه “من المحتمل أن يكون الطرح الثانوي على ما يرام لأن هناك الكثير من دولارات الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تبحث عن استثمارات”.
وأضاف “هذا، جنبا إلى جنب مع الأموال من السعوديين، سيضمن صمود لوسيد لبضع سنوات أخرى. لكن معدل الاستنفاد فيها يجب أن ينخفض بسرعة”. وتابع “هناك وفرة في السيارات الكهربائية المعروضة للبيع في الولايات المتحدة ويقوم المنافسون بخفض الأسعار وتقديم تخفيضات”.
وكانت شركة نافلييه قد دخلت مجال صناعة السيارات الكهربائية والاستثمارات ذات الصلة لكنها ابتعدت عن لوسيد. وانخفض النقد والنقد المكافئ للوسيد إلى 900 مليون دولار في نهاية الربع الأول من العام الجاري، مقارنة مع 1.74 مليار دولار في الربع السابق.
وقالت المديرة المالية شيري هاوس إن “لدى الشركة سيولة بحوالي 4.1 مليار دولار، وهو ما يكفي لتمويل شركة السيارات الكهربائية الفاخرة في الربع الثاني من العام المقبل على الأقل”.
وقلل صانع سيارات السيدان الفاخرة من توقعات إنتاجه في 2023 هذا الشهر وأعلن عن إيرادات أقل من المتوقع في الربع الأول من العام، وعزا الرئيس التنفيذي بيتر رولينسون ذلك إلى زيادة أسعار الفائدة باعتبارها تحديا للسوق.
وعلى الرغم من معاناة لوسيد كان صندوق الثروة السعودي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستثمرا مخلصا في الشركة، إذ تبلغ حصته حاليا حوالي تسعة مليارات دولار.
وتبني الشركة، التي مقرها كاليفورنيا، أول مصنع إنتاج خارجي لها في المملكة، ووافقت الحكومة السعودية على شراء ما يصل إلى 100 ألف سيارة لوسيد خلال السنوات العشر المقبلة.
وتخطط الشركة، التي من المقرر أن تكشف عن سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات غرافيتي في وقت لاحق من هذا العام قبل إطلاقها في 2024، لاستخدام صافي عائدات طروحاتها لأغراض عامة للشركة، بما في ذلك النفقات الرأسمالية ورأس المال العامل.
ويضطلع بنك أوف أميركا بدور مدير دفاتر الاكتتاب للطرح العام. وتعتزم لوسيد استخدام صافي العائدات من كل من الطرح العام والاكتتاب الخاص لأغراض عامة للشركة.