حيازات البنوك المركزية للذهب تبلغ أعلى مستوى

لندن – دفعت الآفاق القاتمة للاقتصاد العالمي البنوك المركزية إلى زيادة حيازاتها من المعدن الأصفر حتى صارت عند ذروة خمسة عقود.
وعزز الذهب من مكانته في الأسواق كملاذ آمن مع استمرار الضبابية بسبب التأثيرات الهائلة التي أحدتثها الأزمة في شرق أوروبا.
وترسل الأزمة الراهنة إشارات مماثلة لما حدث خلال الجائحة وأيضا قبل 13 سنة، بعد أزمة الرهن العقاري لعام 2008، حيث كان سعر الذهب قد حطم بالفعل أرقامه القياسية.
وتدفع المخاوف المستثمرين إلى الهرولة صوب المعدن الأصفر لحماية جزء من ممتلكاتهم في انتظار هدوء العاصفة، في الوقت الذي زاد فيه طلب البنوك المركزي العالمية على السبائك بشكل ملحوظ.
وذكر مجلس الذهب العالمي في أحدث مؤشراته أن البنوك المركزية العالمية أضافت 31 طنا من الذهب إلى احتياطياتها الدولية في أكتوبر الماضي.
وأوضح المجلس في تقريره الشهري الصادر الأحد أن البنوك المركزية حافظت على شهيتها ورفعت حيازتها إلى 36.78 ألف طن في أكتوبر الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 1974.
وحسب التقرير، اقتصرت مشتريات الذهب على عدد من البنوك المركزية في أكتوبر.
وكان البنك المركزي الإماراتي أكبر مشترٍ، حيث أضاف ما يزيد قليلاً عن 9 أطنان إلى احتياطياته من الذهب، ليرتفع صافي مشترياته على مدار العام إلى 18 طنا.
ويرتفع إجمالي احتياطيات الذهب للمركزي الإماراتي إلى ما يقرب من 74 طنا وهي تمثل ثلاثة في المئة من إجمالي الاحتياطيات.
كما اشترى المركزي التركي، أكبر مشترٍ عالمي للذهب على مدار العام، 9 أطنان أخرى من الذهب.
طوال تاريخ أسواق المال العالمية كانت أسعار الذهب مرآة تعكس فورا جميع تقلبات التفاؤل والتشاؤم في الاقتصاد العالمي وكذلك تحركات أسواق الأسهم وأسعار الفائدة العالمية
ويرتفع إجمالي مشتريات المركزي التركي الصافية على أساس سنوي إلى 103 أطنان، وهو أعلى مستوى للشراء منذ 2019 عندما اشترى 126 طنا، مع احتياطي عند 498 طنا.
واشترى بنك أوزبكستان المركزي 9 أطنان أخرى من الذهب خلال الشهر، وهو نفس حجم الذهب للشهر الخامس على التوالي.
وفي حين أضاف البنك المركزي في كازاخستان ثلاثة أطنان، أضافت البنوك في الهند وقطر طنا واحدا لكل منهما.
وتحافظ الولايات المتحدة على صدارة القائمة بحيازة نحو 8133 طنا، ثم ألمانيا بواقع 3355 طنا، وثالثا صندوق النقد الدولي 2814 طنا، ثم إيطاليا بنحو 2451 طنا، وفرنسا 2436 طنا.
ويرصد مجلس الذهب العالمي احتياطيات البنوك المركزية شهريا منذ عام 2000، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن هذه البنوك.
وطوال تاريخ أسواق المال العالمية كانت أسعار الذهب مرآة تعكس فورا جميع انفعالات وتقلبات التفاؤل والتشاؤم في الاقتصاد العالمي وكذلك تحركات أسواق الأسهم وأسعار الفائدة العالمية.
كما كان على الدوام الملاذ الآمن الرئيسي لمعظم المستثمرين، حين ترتجف قلوبهم خلال الأزمات الاقتصادية فيفضلون الابتعاد عن المخاطرة العالية.