حوار مبكر بمناسبة عيد الحب Happy Valentine
*المرأة: ما رأيك بي؟
-العاشق: شيء خرافي.. إنما... لا رأي لمن لا يُطاع.
*المرأة: بم تريدني أن أُطيعك، وأنت لا تملك حتى خيمة على البحر. هل تريدني أن أُكرّس جمالي في خدمة الفقر؟ فتّش عن امرأة أخرى.
-العاشق: لكنني أحبّك أنت.
*المرأة: حاول مع أخرى أقل جمالاً.
-العاشق: حاولتُ وفشلت.
*المرأة: ما هذه الأزهار التي في يدك؟
-العاشق: إنها لكِ.
*المرأة: لا أحبُّ الأزهار الحمراء، إنها تذكّرني بأشياء ذات معنى كبير، وهذا شيء مؤلم.
-العاشق: سأحمل إليكِ أزهاراً بيضاء كالثّلج.
*المرأة: الأزهار البيضاء تؤلمني أيضاً، إنها تذكّرني بمعلمتي التي انتحرت بعد يوم واحد فقط من تلقّيها باقة أزهار بيضاء من حبيبها الهارب.
-العاشق: سأقطف لك نجمة ساهرة، وأزيّن بها شعرك.
*المرأة: هذا كلام شعراء عاطفيين عاطلين عن العمل، وأنا أحب الرجال العقلانيين المتمرّسين في الجدّ.
-العاشق: سأقطّب جبيني وأملأ الباب بقامتي.
*المرأة: تبدو نحيلاً إلى درجة الهزال، وهذا شيء يهزّ ثقة المرأة في الرجل.
-العاشق: سأنتسب إلى ناد رياضي، وأعود ومعي عضلات مفتولة لرجل يوحي بالثّقة.
*المرأة: لكنّك رومانسي!
-العاشق: سأرتاد السوبرماركت مرتين في اليوم وأعود إلى واقعيّتي.
*المرأة: وبريء قليلاً.
-العاشق: سأنتسب إلى حزب سياسي عربي وأتمرّن على الغش.
*المرأة: ستطالبني بالأولاد، وأنا أفضّل أن أكون طفلة الرجل الذي يريدني.
-العاشق: سأعتبرك طفلي الأول.
*المرأة: أخشى أن تحبّني كثيراً وتؤنّبني كثيراً.
-العاشق: سأكتفي بالجملة الأولى.
*المرأة: الرجل لا يحترم أقواله.
-العاشق: سأحترم أقوالي كما يحترم الثائر قضيّته.
*المرأة: وهو لا يحترم أقوال المرأة دائماً.
-العاشق: سأحترم أقوالك كما يحترم الجندي أوامر قائده في المعركة.
*المرأة: ولا ينفّذ كل ما هو مطلوب منه.
-العاشق: بتفانٍ وإتقان، سأنفّذُ كل ما هو مطلوب مني.
*المرأة: المرأة لها سياستها الخاصة!
-العاشق: سأقدّم طلب انتساب إلى حزبك الشخصي، وأقسم بالولاء الصادق له ما حييت.
*المرأة: الرجل غشّاش بالفطرة.
-العاشق: سأجتثُّ هذه الخصلة من جذورها.
*المرأة: الرجل يخرج من البيت كثيراً.
-العاشق: سأخرج كثيراً معك.
*المرأة: المرأة لا تحب السياسة.
-العاشق: لن أكون سياسياً.
*المرأة: وتحتقر السياسيين.
-العاشق: سأحتقرهم بشدّة.
*المرأة: المرأة تحبّ المديح.
-العاشق: سأمتدحك خمس مرات في اليوم.
*المرأة: هل ستحميني، أعني كيف ستحميني؟
-العاشق: سأعتبر حمايتك المهمة الأكثر إثارة في حياتي.
*المرأة: نزاهتك غير واقعية أبداً!
-العاشق: سأتمرّن على شيء آخر.
*المرأة: ولديك مبادئ لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الفقر.
-العاشق: اقترحي عليَّ مبادئ أخرى، وسأعتنقها فوراً.
*المرأة: أخشى أن تصبح ثائرا وتموت تحت التعذيب.
-العاشق: سأعتبرك ثورتي الدائمة.
*المرأة: هناك رجال يعبّرون لي عن اهتمامهم بي، وهذا قد لا يناسبك كرجل!
-العاشق: سأجاملهم قليلاً وأكرههم كثيراً.
*المرأة: هناك صِبية يحومون من حولي معجبين كما تحوم الفراشات حول الضوء.
-العاشق: سأرمي بهم في الإصلاحيات.
*المرأة: اهتمامك بالموسيقى يضرُّ باهتمامك بي!
-العاشق: ستكونين موسيقاي.
*المرأة: وماذا ستفعل بشوبان وبيتهوفن وباخ وتشايكوفسكي؟!
-العاشق: سأرسلهم إلى الجحيم إذا كان الفوز بك هو الثمن.
*المرأة: جيرانك فضوليون، وأنت متهاون معهم.
-العاشق: سأعلن عليهم الحرب، ولن أتوقف إلى أن تقولي: كفى.
*المرأة: أطفالهم يحبّونك بصورة مبالغ فيها!
-العاشق: سأجعلهم يحقدون عليّ ويكرهونني إلى الأبد.
*المرأة: هناك فتيات صغيرات يتمنّين أن تكون أباً لهنّ، وهذا شيء خَطِر.
-العاشق: سأنفّرهنَّ من جميع الآباء.
*المرأة: أنا أحبُّ التلفزيون بجنون.
-العاشق: سأجنُّ بالتلفزيون. سأقتني جريدة في المساء وأجلس أمام التلفزيون، وأُجنُّ. وعندما أموت، سأموت وأدفن في التلفزيون.
*المرأة: هذا شيء مقلق!
-العاشق: لم أفهم؟
*المرأة: ماذا بقي منك؟ من الرجل الذي أعجبني أوّل مرة؟!
-العاشق: لم أفكّر في الأمر. ما يشغلني هو الفوز بيدكِ.
*المرأة: ما هذه الأزهار التي في يدكَ؟
-العاشق: أزهار بيضاء لكِ.
*المرأة: لا أحبّ الأزهار البيضاء.
-العاشق: اقترحي لوناً آخر.
*المرأة: أريدُ أزهاراً حمراء.
-العاشق: لا أحبُّ الأزهار الحمراء، إنها تذكّرني بأشياء كبيرة ذات معنى باهظ، وهذا شىء لا يُحتمل.
*المرأة: إذن بيضاء. هات لي أزهاراً بيضاء.
-العاشق: الأزهار البيضاء غبية، لأنها بريئة، وبلا تاريخ!
*المرأة: هل ستكتب لي قصيدة؟ أكتب لي قصيدة.
-العاشق: بأية لغة؟
*المرأة: بأية لغة.
-العاشق: وماذا ستفعلين بها؟
*المرأة: سأضعها في ألبومي الشخصي، وأغيظ بها صديقاتي.
-العاشق: وماذا أيضاً؟
*المرأة: سأزيّن بها شّعري، وأذهب إلى الحديقة.
-العاشق: وماذا أيضاً؟
*المرأة: سأدسّها في حقيبة يدي، وأخفيها في خزانة ملابسي.
-العاشق: وبعد؟
*المرأة: سأفرح بها كلّما قرأتها، وأعود إليها كلما كنت وحدي، وفي ما بعد، في المستقبل، عندما يوفّقني الله وأتزوّج من الشخص المناسب، وكلما تشاجرنا سأغيظ بها زوجي.
- العاشق:! Happy Valentine