حوادث الطيور هاجس يؤرق الطيارين حول العالم

باريس– تعزى العديد من الحوادث الجوية في العالم، رغم أن معظمها كان طفيفا، إلى الاصطدام بالطيور، الأمر الذي قد يكون أدى إلى تحطم طائرة ركاب الأحد أثناء هبوطها في كوريا الجنوبية آتية من بانكوك.
وقبل ذلك بأيام وتحديدا الثلاثاء الماضي، كشفت تقارير نقلا عن شركة طيران أذربيجان (آزال)، أن “الطيور” وراء تحطم طائرة الركاب التابعة لها في كازاخستان.
ومنذ 1988، أودى اصطدام طائرات بالطيور بحياة 262 شخصا وتسبب بتدمير 250 طائرة في جميع أنحاء العالم، بحسب مجموعة المخاطر المتعلقة بالحياة البرية والتابعة لهيئة الطيران الأسترالية. ولا تشمل هذه الحصيلة حادث الطائرة الكورية الذي أسفر عن مقتل 179 شخصا.
وبات هذا النوع من الحوادث يتكرر مع تزايد عدد الرحلات الجوية. ففي الولايات المتحدة وحدها تم الإبلاغ عن 291600 حادث بين حيوانات برية وطائرات مدنية بين عامي 1990 و2023، بحسب قاعدة بيانات أنشأتها إدارة الطيران الفيدرالية.
وفي فرنسا، سجلت المديرية العامة للطيران المدني 600 حادث سنويا خلال رحلات تجارية. وأوقعت هذه الحوادث كل عام أضرارا بالطائرات تتجاوز قيمتها 1.2 مليار دولار، بحسب المجموعة الأسترالية.
وحسب تقرير صادر عن “خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية”، تحدث غالبية حوادث الاصطدام بالطيور أثناء الإقلاع أو الهبوط، عندما تكون الطائرات على ارتفاعات منخفضة ضمن نطاق الطيور. ووفقا للتقرير تشكل الطيور المائية وطيور النورس والطيور الجارحة نحو 75 في المئة من الحوادث المبلّغ عنها.
وعادة ما تقع هذه الحوادث في الصباح الباكر أو عند غروب الشمس، حيث تكون الطيور في أوج نشاطها، لذا يتم تدريب الطيارين على توخي الحذر جيدا، خلال هذه الأوقات من اليوم، ولتفادي هذه الحوادث يتم استخدام رادارات مخصصة لتتبع أسراب الطيور.
ونادرا ما تسجل حوادث أثناء التحليق لكنها ممكنة، ففي فرنسا تحطمت طائرة ركاب في عام 2021 في منطقة سين إيه مارن في ضواحي باريس بعد اصطدامها بطائر الغاق خلال تحليقها.
ويعود أحد أشهر حوادث الطيران الناجمة عن الاصطدام بالطيور إلى يناير 2009، عندما تمكن قائد طائرة من طراز أيرباص A320 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية وتقل 155 راكبا، من الهبوط على نهر هدسون في نيويورك بعد اصطدامه بمجموعة من طيور الأوز البرية.
وتشكل حوادث الاصطدام الخطيرة بالحيوانات أقل من 8 في المئة من الحالات، وهي تميل نحو الانخفاض في السنوات الأخيرة، بحسب الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا. والأضرار مادية في معظمها وتتمثل في تعرض هيكل الطائرة لخدوش.
لكن في حال قيام طائر أو أكثر “بالدخول إلى المحرك، فمن المحتمل أن يكون الضرر أكثر خطورة،” خصوصا إذا تأثر الضاغط “مما قد يتسبب في خلل أو يؤدي إلى إيقاف المحرك،” بحسب خبير في الطيران.
وأوضحت الإدارة العامة للطيران المدني أنه قد تترتب على ذلك “عواقب على السلامة الجوية أو على استمرار الرحلة،” مع التسبب في “توقف المحرك والهبوط الحذر والعزوف عن الإقلاع والعودة والتأخير.”
وتزداد المخاطر ربطا بحجم الطيور وعددها، خصوصا خلال فترة الهجرة. وقد ينشأ من الاصطدام لهيب أو نشوب حريق في المحرك.
وأوضح الخبير أن “الأمر لا يصل إلى حد تعطيل النظام الهيدروليكي والكهربائي للطائرة بالكامل” مما يتيح لقائد الطائرة المناورة والتحكم بمعدات الهبوط، مشيرا إلى إمكان استخدام المحرك الثاني في حال توقف الأول.
وللوقاية من المخاطر التي تشكلها الطيور، اتخذت المطارات والشركات المصنعة للطائرات مجموعة تدابير منها اختبار مقاومة المحركات عن طريق رمي الدجاج النافق عليها، إضافة إلى إجراءات حول المطارات مثل بث صرخات استغاثة تطلقها الطيور عادة أو إطلاق أعيرة وقائية في الهواء لإبعادها.