حنان مطاوع ممثلة مصرية سطع نجمها في الأعوام الثلاث الأخيرة

لا يكفي أن تكون لديك الموهبة لكي تبرع في عالم الدراما، بل عليك أن تغتنم الفرصة لتقول “أنا هنا”، هذا الأمر ينطبق بشكل كلي على الفنانة المصرية حنان مطاوع، التي سطعت مؤخرا كنجمة في الدراما المصرية، وأثبتت عبر تعدد أدوارها أنها ممثلة من طراز رفيع، قادرة على أداء أصعب الأدوار وأعقدها، وكيف لا ترتقي إلى هذه النجومية في الأداء والإتقان وهي من سلالة فنية أصيلة، فوالدها الراحل كرم مطاوع ووالدتها “نفرتيتي مصر” الفنانة سهير المرشدي.
رغم أن لدى الفنانة المصرية حنان مطاوع العشرات من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، عبر مسيرة حياتها الفنية، إلّا أن نجمها سطع في السنوات الثلاث الأخيرة، لتصبح واحدة من أهم نجوم التمثيل ليس فقط في مصر، وإنما في الوطن العربي، “العرب” التقت حنان مطاوع لتسألها عن سبب نجوميتها وتألقها كممثلة مؤخرا.
تقول الممثلة المصرية “قبل أن تأتيني فرصة القيام بالأعمال التي تمنيتها، مررت بثلاث سنوات، لم أقدم خلالها سوى أعمال سينمائية روائية طويلة، وكنت حينها مع كل دور مهما كان حجمه صغيرا، قد لا يتجاوز المشهدين، أجتهد كثيرا واعتبرهما مشهدي البطولة المطلقة، أو بمثابة المرة الأولى لي كممثلة، أكون فيها أو لا أكون، فمثلا في فيلم “قص ولزق” للمخرجة هالة خليل، كنت محبطة حينها، لأن هالة خليل اختارتني لمشهدين فقط، بينما كنت أطمح إلى تقمص دور كبير معها، اعتذرت، ولكن تحت إصرار المخرجة وإلحاحها، وافقت وأقنعت نفسي بأنني سأصور المشهدين على اعتبارهما فيلما روائيا قصيرا، ولكن مشاعر الإحباط ظلت تلازمني حينها، وربما كان ذلك مفيدا”.
ونجحت حنان في الدور بسبب استدعائها تلك الروح المحبطة أثناء تأديتها المشاهد، وتعترف “بالنهاية فالدأب الشديد الذي بذلته في السنوات السابقة من حياتي المهنية، والاجتهاد والابتعاد عن الاستسهال والبساطة، جعلت المتتبع لي، يثق بخطواتي كممثلة، ويرغب في منحي فرصا أهم”.
شخصيات مركبة
شخصية رابحة في مسلسل “دهشة” كانت بمثابة العلامة الفارقة في مسيرة حنان مطاوع التمثيلية، وعنها تقول “هذا الدور أتاني بعد مسلسل “لحظات حرجة”، وفيلم ‘قبل الربيع” الذي حصد جوائز دولية عديدة، ونلت عنه واحدة من أهم الجوائز العالمية في التمثيل”.
وفي “دهشة” تعاملت حنان مع شخصية رابحة على أنه دور العمر، رغم أنه لم يكن دورا كبيرا، بل كان أصغر دور بالنسبة إلى البنات الثلاث ليحيى الفخراني بطل العمل، وفي شخصية رابحة، استدعت مرة أخرى الروح المحبطة التي كانت ترافقها أثناء تصويرها في فيلم “قص ولزق”.
ورغم ذلك، تؤكد مطاوع على أن الاجتهاد ليس كافيا للوصول إلى الأدوار الهامة، فالحظ غالبا ما يلعب دورا أكثر أهمية بالنسبة إلى الممثل، “كما أنني عادة ما ألحّ في الطلب من الله حتى يسخر لي الفرصة، فأنقضّ عليها”.
وعن سؤال “العرب” حول مدى تقبلها لأداء دور شرير مثل شخصية رابحة، والحال أن أدوار الشر غالبا ما يخافها الممثلون، لأنها قد تعكس صورة سلبية في عقل ووجدان الجمهور، تقول “رغم أن الجمهور يتأثر إلى حد ما بالدور، لكن ذلك لا يقلقني، لأن تأثير الدور ظرفي ومرحلي، ويستطيع الجمهور الحكم على الممثل من خلال الأعمال اللاحقة، وعادة ما يسأل نفسه، كيف كره الممثلة في الشخصية الفلانية، وأحبها في الأخرى، وكيف أقنعته بسلوكها في عمل ما، كما أن الجمهور غالبا ما ينتظر من الممثل أشياء مختلفة، كالمفاجأة والدهشة، وبالنهاية محصلة الأعمال وتاريخ الفنان، يمكن الحكم عليهما بمعزل عن الدور، والجمهور حاليا قادر على التقييم، خاصة أن سقف متابعته ارتفع في ظل الانفتاح الكبير ووجود اليوتيوب، وإمكانية مشاهدة معظم الأفلام العالمية، وخصوصا تلك الأعمال التي لم يكن متاحا له مشاهدتها إلّا في المهرجانات”.
وتعترف حنان أن دورها الأصعب كان في مسلسل “ونوس”، معلّلة بقولها “في المسلسل جسدت شخصية فتاة مريضة، لديها مشاكل كثيرة مع نفسها ومع الآخرين، إلى درجة أنها تعمقت في داخلي بشكل كبير، أنا عاشقة للأدوار المركبة، ومع ذلك هناك شخصيات أخرى أثّرت في نفسي، لكن بشكل مختلف، فدوري في مسلسل ‘حلاوة الدنيا’ أصابني بالبهجة، إلى درجة أن الفنيين في موقع التصوير (اللوكيشين)، قالوا إنني كنت عنصر البهجة في العمل، وفي الحقيقة اكتشفت أنني عندما أدخل بشخصية سارة، أتحول مباشرة لها، ولبهجتها، لكن أكثر شخصيتين تأثيرا عليّ نفسيا، هما شخصية هدى في مسلسل ‘نصيبي وقسمتك’ الذي عرض مؤخرا، وشخصية عبلة في مسلسل ‘هذا المساء’، خصوصا أن عبلة بعيدة عني تماما، فهي رحيمة، تبتسم رغم الجرح، أحلامها بسيطة جدا، ومتشبثة بالحياة”.
عاشقة للسينما
للسنة الثالثة على التوالي تتوج حنان مطاوع بجائزة أحسن ممثلة التي يسندها الجمهور سواء من قبل مجلة “همسة” أو من قبل مسابقة القنوات الفضائية وغيرهما، وهي جائزة مغرية للممثل ومحفزة، ولكنها تحمّله المسؤولية، ومع ذلك ترى حنان أن الجائزة بالنسبة إليها شيء مبهج وسعيد، لأنها بالنهاية تقدم العمل للجمهور، فإذا وصلهم وأعجبهم، فهذا يعني أنها ممثلة مميزة ومحل تقدير بالنسبة إليهم.
حنان مطاوع تعشق السينما، رغم أن محصلتها السينمائية ليست كبيرة، وكانت لسنوات تعتبرها الفن الباقي والمؤثر، لكن هذا الهاجس خفت، بعد أن بات العالم كله متجها إلى الدراما التلفزيونية
تقول مؤكدة “الفنان تقع على عاتقه مسؤولية تجاه جمهوره، على اعتباره شخصا مؤثرا بشكل مباشر في المجتمع، وهذا الأمر مهم جدا، فالممثل إما أن يكون بؤرة نور للناس يشدهم للضوء والحضارة، وإما أن يكون بؤرة ظلام، تشدهم إلى كل ما هو قبيح، الفنان يؤثر في وجدان البشر، وأحيانا في عقولهم وسلوكهم، وفي الحقيقة ما يقوم به الممثل تجاه الجمهور شيء خطير، ولكنه ممتع، وأنا عن نفسي أحاول أن أستمتع بما أقدمه للجمهور، ولاحقا أفكر بالأمور الأخرى التي قد تصيبني بالتوتر”.
وبعيدا عن الدراما التلفزيونية، وموسم رمضان الدرامي الذي بات وجودها فيه بمثابة وجبة دسمة، تقوم حاليا بتصوير فيلمين سينمائيين، الأول بعنوان “يوم مصري” وهو بطولة جماعية، من تأليف يحيى فكري ومن إخراج أيمن مكرم، والفيلم الثاني “قابل للكسر” مع المخرج أحمد رشوان، فكيف ترى حنان العمل في السينما؟ وهل هناك فرق بين السينما والتلفزيون، خصوصا أن الممثل في السينما لا يشاهد عمله إلاّ بعد العرض، في حين تتاح له مراجعة مشاهده التي يصورها للدراما التلفزيونية؟
عن جملة هذه التساؤلات، تقول حنان مطاوع “في الحقيقة لم يعد الأمر مختلفا كثيرا، في ما بين السينما والتلفزيون، لأن بعض المخرجين الذين يعملون اليوم في الدراما التلفزيونية يحاولون منع الممثل من مشاهدة ما صوره، بهدف التركيز على المشاهد اللاحقة، أو بهدف عدم تشتيت صغار الممثلين”.
مؤكدة على أنها تعشق السينما، رغم أن محصلتها السينمائية ليست كبيرة، وكانت لسنوات تعتبرها الفن الباقي والمؤثر، لكن هذا الهاجس خفت، بعد أن بات العالم كله متجها إلى الدراما التلفزيونية، وأصبح التلفزيون بدوره يحمل لغة سينمائية عالية، خصوصا بعد هجرة المخرجين إلى السينما.