حميديتي يتهم ومصر تنفي قصف الدعم السريع في موية

الخرطوم - اتهم الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان مصر بشن ضربات جوية على قوات المجموعة شبه العسكرية، مما أدى إلى تصعيد التوترات في الصراع المستمر منذ ما يقرب من 18 شهرا والذي اجتاح البلاد.
وفي خطاب مسجل الأربعاء، اتهم حميدتي القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة للجيش السوداني الذي حقق تقدما في الآونة الأخيرة، في الحرب الأهلية المستمرة.
وقال "أوجه الشكر لأبطال معركة جبل موية الأبطال الذين استشهدوا غدروا وضربوا غدرا من قبل دولة مصر بالطيران المصري الغادر، وهذا يشبه ما حدث في معركة كرري".
ومعركة كرري وقعت، في سبتمبر 1898، بين قوات المهدية السودانية والقوات البريطانية بمشاركة قوات مصرية في كرري شمال أم درمان عاصمة الدولة المهدية.
وأضاف "لقد سكتنا كتير (كثيرا) جدا، وقلنا يمكن يصحوا، لكنهم متمادين في المعركة".
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية في وقت لاحق بيانا نفت فيه ما وصفته بمزاعم حميدتي بشأن اشتراك الطيران المصري في الحرب الدائرة بالسودان.
وأضافت "واذ تنفى جمهورية مصر العربية تلك المزاعم، فإنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا الدعم السريع".
وأكدت "حرص مصر على أمن واستقرار ووحدة السودان الشقيق أرضاً وشعباً، وأنها لن تألو جهداً لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة".
وفي أغسطس الماضي كشف ظهور طائرات كي8 في سماء المعركة بالسودان عن أن القوات الجوية السودانية تواجه مشكلة توفير صيانة لطائراتها المقاتلة، ما استدعى تحويل طائرة تدريب إلى طائرة هجوم أرضي، وهو ما فتح باب التكهنات بشأن الدعم المصري.
ونفى الجيش السوداني حصوله على الطائرات من مصر، مؤكدا امتلاكه أسرابا من هذا الطراز منذ أكثر من 20 عاما، وأنه حصل عليها من الصين، وذلك بعد ذكرت وسائل إعلام سودانية أن الجيش تسلم 8 طائرات مقاتلة من نوع كي8 الصينية، مشيرة إلى أن تلك الطائرات وصلت إلى بورتسودان في 14 أغسطس، وأن الصفقة تضمنت قنابل أميركية زنة ربع طن لتسليح الطائرات.
وفي حين يُنظر إلى مصر على أنها قريبة من الجيش السوداني وقائده عبدالفتاح البرهان، فقد انضمت البلاد إلى جهود الولايات المتحدة والسعودية للتوسط في الصراع. واستضافت القاهرة محادثات بين الفصائل السياسية المتنازعة في وقت سابق من العام الجاري.
وقال حميدتي في كلمته إن مصر استخدمت قنابل أميركية في ضرباتها. وأضاف "الأميركان لو ما موافقين ما كان القنابل حجتهم دي وصلت السودان".
وأشار أيضا إلى وجود مرتزقة من التيغراي وإريتريا وأذربيجان، إضافة إلى أوكرانيين. وكرر الاتهامات بأن إيرانيين شاركوا في الحرب إلى جانب الجيش.
وأحرز الجيش في الآونة الأخيرة تقدما في العاصمة السودانية الخرطوم وولاية سنار الجنوبية الشرقية، حيث قال حميدتي إن الغارات الجوية المصرية المزعومة ضد قواته دفعتهم إلى التراجع عن منطقة جبل موية الاستراتيجية.
وفيما بدا أنه تغيير في اللهجة عن تعليقات سابقة داعمة لجهود السلام، قال قائد قوات الدعم السريع "الحرب دي مو معروف هتنتهي الليلة ولا سنة ولا سنتين ولا تلاتة ولا أربعة. في ناس بتتكلم عن مليون جندي. بقدرة الله الدور ده هنوصل لمليون جندي".
وأجبرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 ما يقرب من 10 ملايين شخص على ترك منازلهم، وأدت إلى تفشي الجوع وانتشار المجاعة على نطاق واسع، كما حدثت فيها موجات من العنف العرقي التي أُلقي باللوم فيها إلى حد كبير على قوات الدعم السريع.