حميدتي يرد على شائعات مقتله ويتوعد البرهان بمحاكمة عادلة

الخرطوم – ردّ قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، مساء الأحد على شائعات مقتله مؤكدا أنها دعايات مضادة وأكاذيب، ودليل على هزائم الجيش الذي توعد قائده الفريق الأول عبدالفتاح البرهان بمحاكمة عادلة.
وقال حميدتي في تسجيل صوتي نشره عبر صفحاته الرسمية على فيسبوك تويتر، إن "الانقلابيين (في إشارة للجيش) يروجون للشائعات، أنا الآن موجود ومتجول بين قواتي في الخرطوم (وسط) وبحري (شمال الخرطوم) وأم درمان (غرب الخرطوم) وشرق النيل (شرق الخرطوم)".
وأضاف "هم يروجون لمقتل محمد حمدان، وهذه إشاعات وأكاذيب، وتدل على هزيمتهم، وأنا حي وبصحة جيدة".
وتابع "أنا الحمدلله موجود داخل القوات، ولو استشهدت فأنا مثل باقي أفراد قوات الدعم السريع من ضباط وضباط صف وجنود، وأبشروا بالخير، والانتصار قادم".
ووجه حميدتي رسالة للبرهان، الطرف الآخر للصراع، قائلاً "إن شاء الله يا برهان، عاجلاً أم آجلاً ستكون في قبضتنا، والأسلوب الذي تعملون به لا يجمع السودانيين ستكون هناك محاكمات عادلة وحقيقية وليست صورية".
وأردف "صمتنا له أولويات، الشرفاء في القوات المسلحة نقول لهم البرهان لن ينفعكم، البرهان دمر السودان ودارفور وسينكركم يوماً ما".
وشدد حميدتي على أنه "ستتم محاكمة البرهان وشنقه في ساحة الحرية"، مؤكداً أنه سيكون موجوداً أمام القوات في كل معركة وليس خلفهم".
وأشار إلى اعتزامه الحديث عن فترة ما قبل القتال الجاري حتى الوصول للصدام وأسبابه ومن يقف وراءه "وفضح كافة المخططات الكيزانية"، في إشارة إلى فلول نظام عمر البشير.
وقال في التسجيل، هذه رسالتي لجماهير شعبنا ولأشاوس الدعم السريع وشرفاء القوات المسلحة، أنتم حماة الوطن والمواطن، والسودان أمانة في أعناقكم.
وطالب القوات أن يتواصلوا مع المواطنين في الأحياء وأن يتعرفوا على احتياجاتهم مشددا على ضرورة محاربة "المتفلتين واللصوص الذين يقومون بترويع الناس".
وأكد أن "الانقلابيين يقومون باحتجاز العسكريين داخل مواقعهم كي لا يفروا وقاموا بتصفية العديد من الضباط والأفراد".
وفي وقت سابق الأحد، تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرا عن مقتل "حميدتي" جراء إصابته في الاشتباكات مع الجيش.
ويرى مراقبون أن ترويج شائعة مقتل قائد قوات الدعم السريع في هذا التوقيت بعد تحقيق قواته انتصارات ميدانية، تبدو صادرة عن غرفة دعاية مختصة للغرض، وتهدف إلى إحباط الروح المعنوية لمناصريه، وارباك قواته.
وبحسب تكتيكات الحرب النفسية والإعلامية، التي انتهجتها غرفة الدعاية للبرهان، ليس الغرض منها احباط الروح المعنوية فقط لمناصري قوات الدعم السريع بل أيضا التأثير في مجموعة الحياد وترجيح كفة قناعاتهم لصالح الجيش.
وهنالك شواهد أخرى يمكن الاستدلال بها مثل قيام غرفة دعاية الجيش ببث إشاعات عن استعادة القوات المسلحة القصر الجمهوري وأخرى عن تحرير رهائن حي المطار والسيطرة على مطار مروي وعلى مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، وذلك للإيهام بتحقيقه مكاسب ميدانية نوعية، قبل أن تقوم قوات الدعم السريع بدحضها عبر نشر فيديوهات، مما تسبب في إحراج الكثيرين ممن تداولوا إنجازات الجيش الميدانية عبر منصاتهم ليسارعوا بحذفها من حساباتهم الشخصية.
ومنذ 15 أبريل الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش، وقوات الدعم السريع، طالت العاصمة الخرطوم وعدة مدن شمالي البلاد وغربيه. لتوقع الحرب أكثر من 750 قتيلا وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ.
وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لنقل السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر 2021، أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
واعتبر الرافضون تلك الإجراءات "انقلابا عسكريا"، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.