حميدتي يبدي استعدادا لفتح ممرات آمنة للمدنيين في الفاشر

الخرطوم – أعلنت قوات الدعم السريع أنها مستعدة لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مناطق آمنة وتوفير الحماية لهم، واتهمت الجيش السوداني وحلفاءه بتهديد المواطنين واستخدامهم دروعًا بشرية.
وتحتدم معارك عنيفة بين الجيش السوداني والجماعات المسلحة المتحالفة معه من جانب، وقوات الدعم السريع من جانب آخر في الفاشر منذ أسبوع أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنيا، طبقا لتقارير صحفية.
والمدينة هي آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور بغرب البلاد. وتبدو قوات الدعم السريع جاهزة لخوض معركة طويلة وحاسمة في الفاشر، فالسيطرة عليها تُنهي ما تبقى من قوة لدى الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وتخرج من معادلة الحرب، كما أنها تمثل ضغطا سياسيا على الجيش في أي مفاوضات مقبلة.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان عبر منصة "إكس" مساء الجمعة نُطمئن عموم مواطني شمال دارفور، وسكان مدينة الفاشر خاصة، أنهم ليسوا هدفا في الصراع العسكري الدائر، ولا عداء لأشاوس قواتنا مع أي مواطن، وندعو الجميع لعدم الالتفات إلى شائعات يبثها " الفلول وحركات الارتزاق وميليشيا البرهان "بغرض التخويف وإثارة الهلع بين الناس.
وأكد البيان أن هنالك معلومات موثقة بشأن قيام الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش بتهديد المواطنين وتخويفهم بأن قوات الدعم السريع تتربص بهم، واعتبرها "محاولات يائسة الهدف منها استخدام المواطنين دروعًا بشرية".
وشدد على أن جميع مواطني الفاشر أحرار في اختيار البقاء أو مغادرة المدينة إلى أي وجهة يختارونها مع استعداد الدعم السريع لفتح مسارات آمنة لخروج المواطنين إلى مناطق أخرى أكثر أمنا يختارونها طوعا وتوفير الحماية لهم.
ودعت قوات الدعم السريع المواطنين في الفاشر إلى تفويت الفرصة على مخطط "الإرهابيين"، والابتعاد عن مناطق الاشتباكات والمناطق المرشحة للاستهداف بواسطة الطيران، وعدم الاستجابة لدعوات الاستنفار والزج بهم في أتون الحرب.
ولفت البيان إلى الأكاذيب وعمليات التضليل الممنهج لنشر الخوف والذُعر وسط المواطنين لن تنطلي على إنسان دارفور وشعبها الذي خَبِر ألاعيب ومُكر عصابة السُلطة وأذيالها من حركات الارتزاق ويتطلع إلى الانعتاق من براثن الفلول وأعوانهم.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع ظلت تراقب الوضع داخل الفاشر لكن بعد إعلان بعض الحركات ومن بينها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي مفارقة الحياد ومهاجمة قوات الدعم السريع فإن حق الدفاع عن النفس سيكون مكفولا للدعم السريع وفقا لجميع القوانين الدولية.
وأكد البيان أن قواتهم مصممة على اجتثاث جذور الإرهاب بدك معاقل ميليشيا البرهان "في إشارة للجيش" وفلول النظام البائد التي قال انها تمثل أهدافاً مشروعة لقواتهم.
ومنذ أواخر العام الماضي تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على حاميات الجيش في أربع ولايات بإقليم دارفور ولم تتبق حامية للجيش في الإقليم إلا الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أشهر.
ويشهد السودان منذ أكثر من عام حربا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وقتل عشرات آلاف الأشخاص ونزح الملايين في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
هذا وحذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أنها لم تتلق إلا 12 بالمئة من تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار طلبته لمساعدة حوالي 15 مليون شخص في السودان الذي يشهد حريا أهلية.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لاركه لصحافيين "هذا ليس مجرد نداء يواجه نقصا في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصا كارثيا في التمويل".
وأضاف "إذا لم يصل مزيد من الموارد بسرعة لن تتمكن المنظمات الإنسانية من تكثيف جهودها في الوقت المناسب لدرء المجاعة ومنع المزيد من الحرمان" من الأساسيات.
وأوضح "في السودان، يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية. المجاعة تقترب. الأمراض تقترب. القتال يقترب من المدنيين خصوصا في دارفور".
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد في الأيام الأخيرة إزاء تقارير عن قتال عنيف في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة فيما تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور في غرب البلاد لا تخضع لسيطرتها.