حميدتي يؤكد استعداده للمشاركة في مفاوضات جنيف

قائد قوات الدعم السريع يدعو الجيش إلى الاستجابة للدعوة الأميركية مشددا على أن الحكومة فاقدة للشرعية تمثل نفسها ومصالحها.
الثلاثاء 2024/08/13
حميدتي يعلن إنشاء وحدة خاصة لحماية المدنيين

الخرطوم – جدد قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الاثنين، موافقته على الدعوة الأميركية للمشاركة بمباحثات لوقف الحرب في جنيف في 14 أغسطس الجاري، متهما في ذات الوقت الجيش السوداني بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان بإفشال كل مبادرات السلام والتفاوض، "بإيعاز من الحركة الإسلامية"، كما أعلن عن إنشاء وحدة خاصة لحماية المدنيين.

وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنها تريد بدء محادثات بشأن السودان هذا الأسبوع في سويسرا حتى في غياب ممثلي الحكومة السودانية التي أبدت تحفظات على الطرح الأميركي.

وفي تسجيل مصور على منصة إكس الاثنين، أعلن حميدتي مرة أخرى موافقته على الدعوة الأميركية لعقد مباحثات لوقف العدائيات في جنيف في 14 أغسطس الجاري.

وقال "هذا هو التزامنا الأكيد والثابت للشعب السوداني بأن نذهب إلى المفاوضات القادمة بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً ودون تأخير أملاً في انهاء معاناة الملايين من السودانيين".

ودعا حميدتي الطرف الآخر (الجيش السوداني) للاستجابة لنداء السلام لرفع المعاناة عن الشعب السوداني. وقال "نتقدم بهذا النداء بكل شجاعة رغم انتصارنا في ميدان القتال".

وشدد قائد الدعم السريع على عدم وجود أي حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل، والتي أدت إلى ما وصفه بـ"انهيار دستوري كامل" في البلاد.

وذكر أن ما أسماه بـ "العصابة الموجودة في بورتسودان" لا تمثل إلا نفسها ومصالحها المتمثلة في "نهب ثروات السودانيين".

وكانت حكومة السودان بقيادة الجيش السوداني عبّرت عن تحفّظات على الدعوة الأميركية لإجراء مفاوضات في جنيف، وعن اختلافها مع الولايات المتحدة بشأن المشاركين.

وفي نهاية يوليو الماضي دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات لمحاولة وضع حدّ للحرب المدمّرة والمستمرة منذ ما يقارب 16 شهرا.

وطالبت الحكومة للذهاب إلى جنيف، المشاركة باسم الحكومة وليس باسم الجيش، حيث أكد رئيس وفد الحكومة الذي شارك في محادثات جدة، محمد بشير ابونومو، أن مشاورات جدة فشلت في الاتفاق على تمثيل وفد الحكومة في محادثات جنيف، داعيا إلى عدم إرسال وفد إلى جنيف يمثل الجيش طالما رفض الأميركان دعوة حكومة بورتسودان.

وفي خطابه، قال حميدتي إن قوات الدعم السريع وافقت على كل المبادرات منذ بداية الصراع، ابتداء من المبادرة السعودية الأميركية عقب أسابيع معدودة من اندلاع القتال، حيث وقعت على إعلان جدة في 11 مايو 2023.

وأضاف أن قواته كانت "على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائيات، إلا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة وصعد القتال بدلاً عن التوجه للسلام".

وتابع حميدتي قائلاً إن الأطراف في جدة الثانية اقتربت من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، لكن "للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة".

وترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو 2023 محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين والخروج من الأعيان المدنية، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، ما دفع الوسيطان لتعليق المفاوضات.

وأشار حميدتي إلى استجابة الدعم السريع لدعوات منظمة إيغاد لعقد لقاء بين قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء إيغاد منتصف يناير الماضي، "لكن الطرف الآخر تغيب في اللحظة الأخيرة دون مبررات مقنعة أو تفسير منطقي سوى غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام".

كما أشار إلى انخراطهم في مبادرة البحرين ومصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة في مباحثات المنامة، التي أسفرت عن توقيع وثيقة أسس ومبادئ الحل الشامل للأزمة بين قائد ثاني الدعم السريع ونائب القائد العام للجيش، لكن وفد الجيش انسحب "بمبررات مضحكة".

وقال حميدتي إنه منذ أن جددت السعودية والولايات المتحدة الدعوة للعودة لمنبر جدة في الأشهر الماضية، وافقت الدعم السريع على العودة مباشرة بلا تردد، "لكن الطرف الآخر ظل يتمنع ويماطل مستجيباً لأوامر قيادة الحركة الإسلامية التي يخضع لها، ومتجاهلا رغبة الشعب في وقف الحرب وتحقيق السلام لأنهاء هذه المعاناة الصعبة".

كما اتهم قائد الدعم السريع الجيش بالتماطل في مباحثات جنيف حول إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، حيث لم يقدم أي التزامات على غرار ما قدمه الدعم السريع.

وأكد حميدتي على أن الحل الوحيد لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان والمآسي والحروب في السودان يكمن في وقف الحرب، وتحقيق السلام، والعودة إلى الحكم المدني الذي يؤدي إلى تحول ديمقراطي كامل.

وجدد التزامه بالتحول الديمقراطي وخروج الجيش بشكل نهائي من السلطة، ليتمكن السودان من بناء مستقبل جديد خالٍ من سيطرة النظام القديم.

وتعهد ببذل كل الجهود الممكنة لتوفير الأمن والاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتخفيف معاناتهم الناجمة عن الحرب.

وأعرب عن قلقه العميق إزاء انعدام الأمن في البلاد وانتهاكات حقوق الإنسان، محملاً المسؤولية للجماعات الخارجة عن القانون.

وأضاف "لقد انتصرنا في معاركنا ضد فلول النظام السابق، لكننا ما زلنا نواجه تحديات أمنية من الجماعات الخارجة عن القانون والمجرمين، وسنواصل التصدي لهم بحزم".

وأعلن قائد الدعم السريع عن تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين، ستبدأ عملها على الفور وستتوسع تدريجياً، لضمان سلامة المواطنين وعودتهم الآمنة إلى منازلهم، والقضاء على أي تهديدات أمنية.

وأوضح أن أبرز مهام هذه القوة تشمل: حماية أرواح وممتلكات المدنيين، وحماية المرافق المدنية، وتسهيل وحماية العمليات الإنسانية، وتأمين موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني.

وأضاف أن من مهام هذه القوة أيضاً التنسيق مع الإدارات المدنية في إنفاذ القانون وتعزيز حماية المدنيين، وتسهيل العودة الطوعية للنازحين والمتأثرين بالحرب إلى مناطقهم، والتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (SARHO)  فيما يخص المساعدات الإنسانية".

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.