حملة مقاطعة لصحيفة أردنية لانحيازها ضد صحافي لديها بعد اعتقاله

أطلق صحافيون ومحامون وقراء في الأردن حملة مقاطعة ضد صحيفة الرأي الأردنية التي وجهت إنذارا بالفصل ضد الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي المعتقل في قضية رأي، بسبب تنكرها لحرية الصحافة ومخالفة العرف المهني.
عمان - توسعت الحملة التي أعلنها محامون أردنيون الخميس بمقاطعة جريدة الرأي على خلفية نشر الصحيفة إنذاراً للكاتب الصحافي أحمد حسن الزعبي تخطره فيه بالعودة للعمل تحت طائلة الفصل منها، رغم علمها أنه معتقل في قضية رأي، ما اعتبره كثيرون تعسفاً بحق الكاتب وتخلي الصحيفة عن واجبها تجاه أحد صحافييها وتجاه حرية الصحافة.
وانطلقت الحملة تحت شعار #أنا_أقاطع_الرأي ، حيث تداعى مئات المحامين لمقاطعة صحيفة الرأي الأردنية والتوقف عن نشر الإعلانات القضائية في الصحيفة.
والزعبي كاتب ساخر معروف بانتقاده لسياسات الحكومات، ويفوق عدد متابعيه بموقعي فيسبوك وتويتر مليونين ونصف المليون متابع. وقد صدر في العاشر من أغسطس 2023، حكم حبس الزعبي لمدة سنة مع الغرامة. وجاء هذا الحكم بعدما كانت المحكمة قد حكمت عليه في البداية بالحبس لمدة شهرين فقط، لكن النيابة العامة قدمت طعناً في الحكم.
حملة المقاطعة تشمل الإعلانات القضائية التي تشكل رافدا ماليا مهما للصحيفة بعد اعتمادها "واسعة الانتشار"
وأثار خبر اعتقال الصحافي أحمد الزعبي ردة فعل غاضبة في الأوساط الأردنية، حيث عبّر ناشطون وحقوقيون عن تضامنهم معه، ودعوا مع فعاليات حزبية ووطنية مختلفة إلى إطلاق سراحه.
وتجاوزت دعوات المقاطعة المحامين والإعلانات القضائية إذ تبناها عدد من الكتاب ووكلاء إعلانات تجارية، كما أعرب مواطنون عن نيتهم وقف اشتراكهم بالصحيفة ومقاطعة موقعها الالكتروني بسبب موقف الصحيفة من الكاتب الزعبي، ورد ناشط على الصحيفة في تعليق:
abomosa88@
احمد الزعبي مش متغيب لانه في قلوبنا كل يوم يكتب لنا عن الوطن ووجعه.. دمت حراً ابوعبدالله رغم كل القضبان ورغم انف السجان..
وقالت محامية:
Hala_Deeb@
أسوة بالزميل بشر الخطيب، واحتجاجا على الإجراء غير القانوني الذي اتخذته الرأي بحق الصحفي أحمد حسن الزعبي؛ سأتوقف عن نشر الإعلانات القضائية أو شراء الصحيفة أو متابعة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحد قراء الجريدة معلنا مقاطعتها:
BilallAlajarmaa@
#أقاطع_جريدة_الرأي
كنت اقرأها زمان مشان اسافر في مقال أحمد حسن الزعبي.
وجاء في تعليق:
72nadiabakki@
المنافقين فازوا مرة ولكن الصادقين سيفوزون دائما وYن اختلفت الاماكن.
#أحمد_حسن_الزعبي
وعبر ناشط عن أسفه لما آل إليه حال الصحافة في بلاده:
hiyarialaa@
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻧﻈﺮ، ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺜﻘﻮﺏ ﻭﺃﻣﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺯﻭﺭﺍ ، ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﺰﻭﺭ ﻋﻠﻴه . .
#احمد_حسن_الزعبي
وتفاعل ناشط مع رسالة للكاتب الأردني من سجنه، قائلا:
Talamro4@
الحرية لصوت الحق لِقلم المواطن لِقلب الشعب الصحفي أحمد حسن الزعبي
اين حقوق الصحافيين الأردنيين واين نقابة الصحافة؟؟؟
وتشكل الإعلانات القضائية رافداً مالياً مهماً للصحيفة خصوصاً بعد اعتمادها كصحيفة “واسعة الانتشار” بقرار من وزير العدل في العام 2019، ما ساهم في تخفيف خسائر الصحيفة التي كانت قد تجاوزت في العام نفسه 75 بالمئة من رأس مالها ما عرضها لخطر التصفية الإجبارية حسب أحكام قانون الشركات الأردني.
وكتب يحيى شقير رئيس لجنة الحريات سابقاً في نقابة الصحافيين الأردنيين، على حسابه في فيسبوك “فصل الزميل أحمد حسن الزعبي مخالف للقانون والعرف الصحافي. قرأت الإعلان المتضمن إنذار الزميل أحمد حسن الزعبي بالعودة إلى عمله خلال ثلاثة ايام وإلا سيتم اعتبار تغيبه عن العمل لمدة عشرة أيام متتالية سبباً لفصله من العمل سنداً للمادة 28 فقرة هاء من قانون العمل. والجميع يعرف أن الزميل الزعبي يقضي عقوبة بالحبس لمدة سنة على خلفية رأي كتبه في مواقع التواصل الاجتماعي، وحوكم بمخالفة قانون الجرائم الإلكترونية”.
وأضاف شقير “تنص المادة 28 فقرة (ز) على فصل العامل إذا أُدين بحكم قضائي اكتسب الدرجة القطعية بجناية أو جنحة ماسة بالشرف والأخلاق العامة. وبالمفهوم المخالف، وطالما أن الحكم القضائي بحق الزميل ليس جنحة ماسة بالشرف، فيكون فصله مخالفاً للقانون.
وتابع أن الأهم من ذلك أن الزميل الزعبي يعمل في صحيفة عمرها حوالي 60 سنة، وجرى العرف فيها منذ تأسيسها على استمرار راتب الصحافي الذي يتم توقيفه أو منعه من الكتابة (أيام زمان)، لأن الراتب لعائلته كما كان يقول المرحوم محمود الكايد، وأصبحت هذه الممارسة المتواترة عرفاً في الجريدة، وجرى تطبيقها على الصحافيين الذين كانت الحكومات لا تحبّ رؤية أسمائهم…”.
وأوقفت الأجهزة الأمنية الأردنية الزعبي وهو كاتب صحافي وناشر موقع سواليف الإخباري، في 3 يوليو الماضي، وذلك بعد مرور 11 شهراً على صدور حكم بسجنه لمدة سنة مع الغرامة، على خلفية منشور كتبه على فيسبوك حول إضراب سائقي الشاحنات في الأردن.