حملة للفت انتباه العالم إلى معاناة السودان مع عجز الصحافيين عن العمل

الخرطوم - أطلق منتدى الإعلام السوداني، وهو تحالف لمؤسسات ومنظمات صحفية وإعلامية مستقلة، حملة للفت انتباه الرأي العام والضمير العالمي إلى ما يقع في البلاد وخلق تضامن واسع إقليمي ودولي لمساندة الشعب السوداني، وذلك في ظل تراجع دور الصحافة السودانية وصعوبة القيام بدورها المهني بسبب أوضاع الحرب.
ولقيت الحملة تفاعلا واسعا على المنصات الاجتماعية إذ شارك ناشطون بيان الحملة على صفحاتهم إضافة إلى الصحافيين والمؤسسات المشاركة، وقد دعا المنتدى كل سوداني وسودانية، وكل شعوب العالم والناشطين في كل مكان إلى المشاركة في الحملة عبر صفحاتهم الشخصية ومؤسساتهم ومنظماتهم.
وجاء في تعليق:
وتأتي الحملة التي وقعت عليها 25 مؤسسة صحفية إلى جانب عدد من المراكز الإعلامية تحت شعار “ساندوا السودان”، وتهدف إلى الضغط على طرفي الحرب لوقف نزيف الدم وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية، فضلا عن إيصال صوت الشعب السوداني إلى العالم وإبراز معاناته من الحرب والكارثة الإنسانية.
وتشمل الحملة نشر تقارير صحفية عن الوضع الإنساني والانتهاكات في البلاد وتنظيم فعاليات في الداخل والخارج واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول الحملة ومطالبها.
ويضم منتدى الإعلام السوداني عددًا من المؤسسات والمنظمات الصحفية والإعلامية، من بينها راديو دبنقا ونقابة الصحافيين السودانيين وسودان تربيون وصحيفة “التيار” و”الجريدة” وقناة سودان بكرة وصحيفة “التغيير” وشبكة عاين.
ومن خلال الحملة يحاول الصحافيون القيام بدور فاعل لمواجهة الأوضاع الكارثية وتقديم الدعم إلى السكان، في حين أن دورهم المهني تراجع بشكل غير مسبوق بسبب تداعيات الحرب.
واعتبرت لجنة حماية الصحافيين الدولية أن الصحافة السودانية “تراجعت إلى عصور الظلام”، بحسب الأنباء التي تردها من الصحافيين في السودان، ووصفت وضع الصحافيين بأنه خطير.
ودمرت الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، أجزاء من السودان بما فيها العاصمة الخرطوم، وقالت اللجنة إن الاعتقالات طالت عدداً من الصحافيين، موضحة أن بعضهم تعرّضوا للضرب والمضايقات بعد أن علم الجنود أنهم صحافيون.
وكشفت عن توقف 23 صحيفة عن العمل تماماً بعد تدمير الغارات مقارها في الخرطوم وأم درمان، أو اجتياحها بواسطة الجنود، معتبرة أن هذا “يعني نهاية الصحافة المطبوعة في السودان، ثم نهاية الصحافة في البلاد”.
ورأت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أن استمرار الحرب يفتح الباب أمام تصعيد العنف ضد الصحافيين إلى مستوى غير مسبوق، وهو ما يجبرهم، شأنهم في ذلك شأن بقية السودانيين، على مغادرة البلاد هرباً من العنف.
الحملة تشمل نشر تقارير عن الوضع الإنساني والانتهاكات في البلاد وتنظيم فعاليات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي
وقال سكرتير الشؤون الاجتماعية في نقابة الصحافيين السودانيين وليد النور، إن الحرب منذ اندلاعها أودت بحياة 5 صحافيين، هم سماهر عبدالشافع، إذاعة النيلين، وحليمة سالم، إذاعة سودان بكرة، وعصام مرجان، مخرج تلفزيوني، وعصام الحاج، مصور تلفزيوني، وأحمد العربي، مذيع في قناة النيل الأزرق.
ويضاف إلى هؤلاء الضحايا خالد بلل، الذي اغتيل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
وبحسب نقابة الصحافيين السودانيين فإن 251 صحافياً غادروا البلاد منذ اندلاع القتال، من بينهم 160 توجهوا إلى مصر، و54 إلى أوغندا، و18 إلى كينيا، و15 إلى تشاد، و4 إلى ليبيا. كما أن 25 صحافياً أبلغوا النقابة بنهب منازلهم، فيما فقد 500 صحافي وظائفهم، بعد توقف 18 صحيفة سياسية عن العمل، وصحيفتين رياضيتين، إلى جانب عاملين في إذاعات “إف إم” وإذاعات قومية، والبعض من الذين لم يخسروا عملهم لا يتحصلون على أجورهم.
وقالت صحافية، مازالت في مناطق سيطرة الجيش في أم درمان وفضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، إنها لا تستطيع الخروج من المنزل، وتكتفي فقط بالتواصل وإرسال المواد عبر الهاتف، لكن الأمر تعذر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نتيجة انقطاع الاتصالات، موضحة أن الخروج يتطلب إذناً من الجهات الرسمية.
وللتغلب على مشكلة انقطاع الاتصالات، عثرت الصحافية على مكتب مجهز بإنترنت فضائي، لكن السلطات رفضت منحها إذناً بالعمل، ما يضطرها إلى الخروج باكراً من البيت والعودة مساء في رحلة بحث عن خدمات الإنترنت، وسط بيئة عالية المخاطر.
وذكرت صحافية أخرى تعمل في مناطق الحرب في دارفور، واضطرت إلى ترك عملها بسبب ما رأته انحيازاً من صحيفتها الإلكترونية إلى أحد طرفي الحرب، أنها تعرضت للاعتقال مرتين في إحدى مدن دارفور، على يد استخبارات الجيش السوداني، وجرى ضربها وتهديدها بالقتل، كما تم إطلاق الرصاص على سيارتها الخاصة من نقطة تفتيش عسكرية.
وأضافت أن قوة تابعة لحركة مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام جلدتها بالسياط في نقطة تفتيش في المدينة ذاتها بعد اتهامها بالتبضع من سوق تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ووصفت الصحافية التي خسرت وظيفتها، لكنها تنشر تقاريرها عن الأحداث عبر فيسبوك فقط، بيئة العمل بأنها “خطرة جداً وغير مواتية، ولكن هذا لا يعفينا من أداء مسؤولياتنا وواجباتنا المهنية”.