حملة "إفطار صائم" بعبارات طائفية تثير غضب السوريين

دمشق - أثار فريق “عبق” التطوعي الناشط في ريف حلب شمال سوريا غضبا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تنظيمه حملة “إفطار صائم”، حيث ظهرت على أغلفة وجبات الطعام الموزعة عبارات طائفية في ذروة التصعيد العسكري في الساحل السوري وارتكاب مجازر بحق المدنيين.
ووفقاً لمقطع فيديو متداول، ظهر أعضاء الفريق خلال توزيعهم وجبات الإفطار على المارة، إلا أن الأغلفة التي وُضعت على الوجبات حملت عبارات طائفية مسيئة، تم توثيقها بوضوح في بداية أحد المقاطع المنشورة عبر الصفحة الرسمية للفريق على فيسبوك.
وظهر أشخاص وهم يوزعون التمر على الصائمين في ريف حلب، ضمن مبادرة مستمرة منذ بداية الشهر الجاري، لكن مع عبارات مثل “من حق العلوي أن يعيش في قبره بسلام،” توازياً مع انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في مناطق الساحل السوري، أسفرت عن مقتل مدنيين.
وفور انتشار المقطع، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة، إذ اعتبر الكثيرون أن هذا السلوك يشجع على خطاب الكراهية ويحرض على العنف، مطالبين بمحاسبة الفريق المسؤول عن الحملة واتخاذ إجراءات قانونية لمنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تهدد السلم الأهلي وجاء في تعليق:
Mohammad1057575@
افضحوهم
الفتنة أشد من القتل
فريق “عبق التطوعي” عند دوار شاهين بإدلب يوزع وجبات طعام إفطار مكتوب عليها: “من حق العلوي أن يعيش بقبره بسلام”
#الساحل_السوري.
وعلق ناشط:
Abumohmmed50@
ورغم حذف فريق “عبق” الفيديو بعد تصاعد موجة الانتقادات، فإن ناشطين أعادوا نشره لمطالبة السلطات السورية بالتدخل الفوري واتخاذ إجراءات صارمة بحق الفريق المسؤول عن هذه الحملة.
وبعد تصاعد ردود الفعل، أصدر فريق “عبق” التطوعي بيان اعتذار وحُذف لاحقاً، حيث أكد فيه تحمّله المسؤولية الكاملة عن الخطأ، مشدداً على أن نيته لم تكن إثارة الفتنة أو التحريض.
وجاء في البيان “صدر على حسابنا فيديو مصور ضمن حملة إفطار صائم وكانت بعض البطاقات تحمل عبارات كراهية وعداء لإخواننا شركاء الوطن.. نقر بهذا الخطأ ونعترف بوجوده ونتحمل كامل مسؤولياتنا تجاه هذا التصرف.. ونتوجه باعتذار لأهلنا وشعبنا الشعب السوري في كل سوريا ونخص إخواننا في الوطن.”
وأضاف “نؤكد لكم أن دمنا هو دمكم وسلامتنا من سلامتكم ولا فرق بيننا في سوريا الحبيبة.. كما نؤكد على الملأ بهذا البيان الرسمي أن الخطأ الذي حصل لم تكن النية منه إثارة الفتنة الطائفية ولا أياً من ذلك إنما كان كل قصدنا أن نقدم الدعم لإخواننا في جهاز الأمن العام ووزارة الدفاع ضد من أساء بحق الوطن والدولة.”
وبحسب المعلومات المتوفرة على صفحة الفريق في فيسبوك، فإن فريق “عبق” التطوعي تأسس أواخر عام 2023 في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ويُعرف بتنظيم أنشطة دعوية ودينية.
وإثر الغضب الشعبي، تعهدت الحكومة السورية بملاحقة “فريق عبق” عبر القضاء واتخاذ أشد الإجراءات ضده، لردع كل من ينشر عبارات تحض على الكراهية وتؤجج الطائفية، وجاء في حساب الأمن العام على موقع إكس:
tm111222999@
بدوره، أفاد مدير مديرية المنظمات غير الحكومية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إبراهيم بكور، بأن الوزارة تابعت التسجيل المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يُظهر فريقاً يُدعى “فريق عبق التطوعي” يروج لخطاب طائفي أثناء توزيع وجبات الإفطار.
وأشار بكور إلى أن هذا الفريق غير مرخص لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، مؤكداً أن الوزارة سترفع دعوى ضده لاتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقه، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأضاف “نؤكد مجدداً أن العمل الإنساني يجب أن يكون بعيداً عن أيّ تمييز ديني أو طائفي، وأيّ جمعية أو فريق يثبت تورطه في مثل هذه الأفعال سيُحرم من الترخيص، وستُحال قضيته إلى الجهات الأمنية لاتخاذ أقصى العقوبات، نظراً لتهديده السلم المجتمعي وإثارته للنعرات الطائفية.”
كما أشار إلى أن النظام المخلوع “نشر منذ أكثر من خمسين عاماً أبشع صور الطائفية والإرهاب والتفرقة، مما تسبب في شرخ عميق داخل المجتمع،” مضيفاً “لذلك نواصل جهودنا الحثيثة لرأب هذا الشرخ وفتح صفحة جديدة مليئة بالأمل لبناء سوريا حديثة يسودها العدل والمساواة.”
وبات التحريض الطائفي في سوريا أزمة حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الأحداث التي شهدها الساحل السوري إثر مقتل مجموعة من عناصر الأمن العام في كمين لفلول نظام الأسد، ما أدى إلى حملة تمشيط رافقتها انتهاكات واسعة النطاق بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وتداول ناشطون أخبارا بأن السلطات اعتقلت فريق “عبق”، ليتبين أنه غير صحيح وما أثار الاستياء أكبر هو صورة نشرها الفريق على حساباته يسخر فيها من نبأ الاعتقال، وكتب ناشط معبرا عن غضبه:
eminmiraa@
وكتب آخر:
وعبر ناشط عن عدم ثقته بالدولة قائلا:
mourinhomena@
وعلى الضفة المقابلة استنكر ناشطون التحريض على العنف والطائفية المضادة ضد باقي مكونات الشعب السوري خصوصا أفراد الأمن العام الذين قتلوا أثناء المعارك مع فلول النظام السابق وقاموا بالدفاع عن المدنيين وأنقذوا حياة الكثير منهم وفق شهادات الأهالي. وكتب ناشط:
MehmetAlmulla@
وقال آخر:
baramond@
يعني هجومهم الشديد العنيف على فريق عبق التطوعي لأجل صورة “طائفية” لا يعادل ولا واحد بالمية من انزعاجهم (لو انزعجوا) من فلول طائفية تقتلنا وتغدر بشباب الأمن العام ولا من تعليقات وحسابات حاضنة الفلول اللي كلها كذب وسموم واتهامات باطلة.