حملة أمنية لملاحقة فلول نظام الأسد في اللاذقية

دمشق – أطلقت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية في سوريا، اليوم السبت، عملية تمشيط واسعة بمنطقة ستمرخو قرب مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب البلاد، أفضت إلى إلقاء القبض على عدد من "فلول ميليشيات الأسد" وعدد من المشتبه بهم.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عبر حسابها على منصة إكس أن إطلاق تلك الحملة جاء "عقب بلاغات من الأهالي في ستمرخو بوجود عناصر تتبع لفلول ميليشيات نظام الرئيس المخلوع".
وأوضحت الوكالة أنه تم إلقاء القبض على عدد من "فلول ميليشيات الأسد وعدد من المشتبه بهم" في ستمرخو، لافتة إلى "مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر".
ولا تزال عمليات التمشيط مستمرة بالمنطقة، من قبل إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية.
وتعد محافظة اللاذقية أحد أهم المعاقل الرئيسية للنظام السابق، حيث توجد فيها مدينة القرداحة وهي مسقط رأس عائلة الأسد، كما أن الكثير من الضباط الكبار على المستوى الأمني والعسكري في النظام السابق ينتمون إليها.
وذكرت تقارير سابقة أن الكثير من المطلوبين بـ"تهم جرائم حرب" وانتهاكات إنسانية بحق السوريين، لاذوا بالفرار إلى قراهم وبلداتهم في جبال اللاذقية، حيث يتحصنون بها.
وشهدت مدينة بانياس الواقعة في محافظة طرطوس، انتشارا كثيفا لقوات الأمن العام، بهدف تمشيط المناطق المحيطة بها.
إلى ذلك أعلنت الأجهزة الأمنية السورية، القبض عن شخص وصفته بالمسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين.
وقالت وكالة الأنباء السورية، إن "إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، ألقت القبض على المجرم الخارج عن القانون حيان ميا".
ووصفت الوكالة ميا بأنه “مجرم سيء السمعة ومسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين”.
ولم تذكر الوكالة تفاصيل تتعلق بطبيعة الجرائم التي ارتكبها “ميا”، إلا أن وسائل إعلام محلية قالت إنه كان مسؤولا عن عمليات اعتقال نفذتها أجهزة مخابرات نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن ميا كان يقدم تقارير لأجهزة الاستخبارات بشأن المشاركين في المظاهرات التي كانت تخرج ضد الأسد.
وذكرت حسابات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي إن “ميا” كان متورطا أيضا في تجارة المخدرات.
وأشارت الوكالة إلى أن "مركز التسوية في أبوالظهور بريف إدلب يواصل استقبال عناصر النظام البائد الراغبين بتسوية أوضاعهم تجنبا للمساءلة والملاحقة القانونية".
وقبل ذلك، اندلعت اشتباكات بين قوات العمليات العسكرية في سوريا من جهة، وعناصر من النظام السابق وتجار المخدرات من جهة أخرى، في منطقة الميادين بريف دير الزور، وذلك في آخر تطورات المشهد السوري.
وذكرت تقارير سورية أن الأمن العام التابع للعمليات العسكرية دفع بمزيد من القوات إلى المنطقة.
وتعد منطقة الميادين في ريف دير الزور من أهم المناطق التي كانت تتمركز فيها ميليشيات تابعة لإيران.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إدارة العمليات العسكرية نفذت، الجمعة، حملة دهم واسعة في مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، شملت قرى الجلاء والهري والدوير وصبيخان.
وجاءت هذه الحملة بعد انتهاء المهلة الممنوحة لعناصر النظام السابق والميليشيات الموالية له لتسوية أوضاعهم.
ووفقاً للمرصد السوري، فقد أسفرت الحملة عن اعتقال نحو 100 شخص، بينهم عناصر ينتمون لميليشيا “الفوج 47” سابقاً، بالإضافة إلى ضبط مستودع يحتوي على أسلحة وذخائر، بما في ذلك عبوات وألغام معدة للاستخدام في مناطق مدنية بهدف إثارة الفوضى وتهديد الأمن.
وأضاف المرصد "تم الكشف عن تورط بعض المعتقلين في التخطيط لتنفيذ عمليات تستهدف قوات غرفة العمليات العسكرية، بناءً على أوامر من قيادات مرتبطة بالميليشيات الإيرانية" وفق وصفه.
من جهتها، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إرسال تعزيزات كبيرة إلى ريف حمص لملاحقة عناصر نظام الأسد.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" على حسابها بمنصة إكس، أن "إدارة العمليات العسكرية ترسل تعزيزات كبيرة إلى ريف حمص لملاحقة فلول ميليشيا الأسد، وإعادة الأمن والاستقرار".
وبحسب قناة "العربية" السعودية، جرت عمليات تمشيط في ريف الغربي لملاحقة عناصر النظام السابق والبحث عن سجون سرية.
وسُمع دوي انفجار ضخم، إذ قال قائد شرطة حمص إن الانفجارات كانت منسقة وقام بها عناصر النظام السابق.
وأفاد شهود عيان بأن الانفجار ناجم عن مخلفات عسكرية، مشيرين إلى قاعدة تضم الرؤوس الحربية والمواد الكيماوية الخطيرة.
وكانت إدارة العمليات العسكرية قد أعلنت في وقت سابق من يوم أمس الجمعة، إلقاء القبض على رياض حسن “المسؤول عن الأمن السياسي” في دمشق في نظام الأسد، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكانت إدارة العمليات العسكرية أطلقت الخميس حملة أمنية واسعة في مناطق قدسيا، الهامة، جبل الورد، وحي الورود بريف دمشق، بهدف تمشيط المنطقة من السلاح غير الشرعي وضبط العناصر المثيرة للشغب ومنع تكرار حوادث الانفلات الأمني في هذه المناطق.
ومثلت أعمال العنف في محافظة طرطوس، أكثر المواجهات دموية التي تواجه الإدارة الجديدة التي أطاحت بالأسد في الثامن من ديسمبر.
وجاء الإعلان عن الحملة الأمنية، الخميس، في الوقت الذي حذرت فيه السلطات في دمشق من محاولة لإثارة الفتنة الطائفية، بعد انتشار مقطع فيديو يعود تاريخه إلى أواخر نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر حريقا داخل مزار علوي في حلب.
وقالت وزارة الداخلية إن "مجموعات مجهولة ارتكبت أعمال العنف"، وإن قواتها تعمل "ليل نهار" لحماية المواقع الدينية.
والثلاثاء، حذر وزير الخارجية السوري المعين حديثا، أسعد الشيباني، إيران من "بث الفوضى" في البلاد.