حمدوك يطلب وساطة أميركية أممية لحل خلافات سد النهضة

رئيس الوزراء السوداني يكثف اتصالاته لتفعيل مقترح الخرطوم استئناف مفاوضات سد النهضة بوساطة دولية.
الثلاثاء 2021/03/16
حمدوك يتمسك بتغيير النهج المتبع في المفاوضات حول أزمة سد النهضة

الخرطوم - طلب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك رسميا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة التوسط في الخلافات بين بلاده ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة الذي تشيّده أديس أبابا على نهر النيل.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أنّ حمدوك بعث رسائل إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

وأضاف البيان "حكومة السودان تشعر بالقلق إزاء تصريحات إثيوبيا بعزمها على ملء ثان لسد النهضة في يونيو 2021، دون اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، كما تؤكد أن أي إجراء أحادي الجانب للملء سوف يلحق الضرر بالسودان ويهدد أمنه القومي".

وأشار البيان إلى أن حمدوك "اقترح  تغيير النهج المتبع في المفاوضات، والذي أدى إلى عدم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة (السودان وإثيوبيا ومصر)، ولتأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرباعية".

ويرى مراقبون أنه ليس من المرجح أن تقبل إثيوبيا بالوساطة الرباعية والتي قد تجبرها على تقديم تنازلات لا تريدها، وستجد نفسها ملزمة بتنفيذ أي اتفاق تنظر إليه على أنه ليس في صالحها، ما يجعلها حريصة على إبقاء الملف في يد الاتحاد الأفريقي فقط.

ورفضت إثيوبيا في 9 مارس مقترحا سودانيا، أيدته مصر، بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لحلحلة مفاوضات السد المتعثرة على مدار 10 سنوات.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.

ورغم حض مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، فإن أديس أبابا أعلنت في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد، كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم.

والخميس الفائت شدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك خلال لقائهما في القاهرة، على "تكثيف التنسيق" للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من ملء سد النهضة الإثيوبي.

واتفقت القاهرة والخرطوم في بيان مشترك مع ختام زيارة حمدوك إلى القاهرة، على "تفعيل اقتراح السودان" باستئناف المفاوضات مع إثيوبيا برعاية رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأكّدت الخارجية السودانية أن الطلب ليس انتقاصا من دور الاتحاد الأفريقي.

وقالت إن "اللجنة الرباعية تهدف إلى تعزيز دور الاتحاد الأفريقي في عملية المفاوضات وهي ليست بديلا عنه، وإن جمهورية الكونغو الديمقراطية بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي يجب أن تواصل تنسيق وقيادة هذه الرباعية".