حمدوك يدعو البرهان وحميدتي لاجتماع عاجل لوقف الحرب بالسودان

إيغاد تؤكد أن مشاورات جارية لاختيار المكان والزمان بشأن لقاء الجنرالين، مشيرة إلى أنه سيتم من دون شروط مسبقة من كلا الجانبين.
الثلاثاء 2023/12/26
حمدوك بعث برسالتين للجنرالين

الخرطوم – دعا رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان، رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الإثنين، قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لاجتماع عاجل يناقش وقف الحرب المستمرة في السودان.

وقال حمدوك في منشور على منصة إكس "نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وجهت رسالتين خطيتين إلى الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع أطلب منهما اللقاء عاجلا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب التي قتلت وشردت السودانيين ودمرت البنى التحتية ويهدد استمرارها بقاء الوطن".

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.

ودعت تنسيقية القوى الديمقراطية المجتمع الدولي والإقليمي إلى تكثيف ضغوطه لوقف الأعمال القتالية وتعزيز فرص الحل التفاوضي واتخاذ تدابير جدية لحماية وإغاثة المدنيين، وحذرت من اتساع دائرة الحرب ووصولها إلى الولايات الآمنة بما قد يؤدي في النهاية إلى تقسيم البلاد.

وأكدت مصادر من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، منظمة أفريقية شبه إقليمية مقرها دولة جيبوتي، قبل يومين أن المشاورات تتم لاختيار المكان والزمان بشأن لقاء بين البرهان ودقلو. وفق صحيفة "عكاظ السعودية.

وأوضحت المصادر أنه من المتوقع عقد الاجتماع خلال هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن اللقاء سيتم من دون شروط مسبقة من كلا الجانبين لوقف إطلاق النار والحرب في السودان.

وأكدت المصادر أن البرهان أخطر هيئة "إيغاد" بموافقته على الاجتماع مع حميدتي بشرط "أن ينحصر النقاش حول الانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار".

وذكرت تقارير متطابقة أن وزير الخارجية المكلف علي الصادق، سلّم رسالة خطية لرئيس وزراء جيبوتي، رئيس (إيغاد)، عبر السفير الجيبوتي لدى المغرب، خلال المنتدى العربي الذي عُقد في مراكش الأسبوع الماضي، تفيد بأن البرهان مستعد للقاء حميدتي، بشروط محددة.

وكانت قمة رؤساء "الإيغاد" قالت في بيانها الختامي مطلع هذا الشهر، إن البرهان وحميدتي وافقا على عقد اجتماع مباشر لبحث عملية وقف إطلاق النار، وذلك عقب انهيار المفاوضات في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية نهاية الشهر الماضي، والتي انتهت مطلع ديسمبر الجاري.

وطرحت أوغندا ضمن الخيارات لاستضافة الاجتماع بين البرهان وحميدتي، وذلك في ضاحية عنتيبي حيث مقر الرئاسة الحكومية، لكن حتى الآن لم يتم تأكيد هذا الخيار من وسطاء "الإيغاد".

والجمعة أكد مستشار قائد قوات الدعم السريع إبراهيم مخير لـ"وكالة أنباء العالم العربي، أن قيادة الدعم ما زالت تشترط للقاء البرهان أن يحضر بصفته قائدا للجيش لا رئيسا لمجلس السيادة وممثلا للشعب السوداني.

وقال مخير إن صفة مجلس السيادة ومهام أعضائه انتفت بوقوع انقلاب 25 أكتوبر 2021، مؤكدا عدم التوصل حتى الآن لاتفاق بين قيادة الدعم السريع والجيش لعقد اللقاء "لأنهم لم يلتزموا بمقررية اتفاق جدة".

وأضاف "كانت هناك التزامات وإجراءات لبناء الثقة بين الطرفين، من بينها القبض على رموز الإسلاميين الفارين من السجون، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع تحت سيطرة الطرفين، وتخفيف خطاب العدائيات، وهذه كلها لم تتم".

ولفت إلى أن البرهان فور عودته من قمة "إيغاد" الأخيرة "بدأ بث خطابات عدائية"، وتابع "نحن ملتزمون بمقررية منبر جدة، ووفدنا ما زال موجودا هناك بحثا عن الحلول".

وأكد مخير أن الحرب هي "آخر الخيارات بالنسبة للدعم السريع، لأن الخسائر وسط العسكريين كما وسط المدنيين كبيرة، ولا نريد ضخ المزيد من الدماء مع أن قوات البرهان في ولايات الشرق بدأت تتهاوى".

وكان البرهان قد أعلن في خطابه في قاعدة عسكرية بولاية البحر الأحمر، موافقته على الذهاب إلى التفاوض مع الدعم السريع، مشددا على رفضه أي اتفاق سلام فيه مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني.

وأكد البرهان، الخميس، أن القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية وضامنة لأمان السودان، متعهداً بمحاسبة من تهاون بسقوط مدينة ود مدني.

وتمكنت قوات الدعم السريع في الثامن عشر من ديسمبر الجاري من السيطرة على مدينة ود مدني وكل مدن ولاية الجزيرة بعد انسحاب الفرقة الأولى مشاة للجيش من الولاية، في خطوة عززت من خلالها الدعم السريع موضعها، بعد انتصارات حققتها خلال الفترة الماضية وتمثلت في السيطرة على العاصمة الخرطوم ومعظم أنحاء إقليم دارفور غرب البلاد، وأجزاء من جنوب كردفان.

وأعلنت قيادة الجيش في اليوم التالي لسقوط ود مدني بيد الدعم السريع عن تشكيل لجنة للتحقيق حول انسحاب القوة وتعهد بتمليك نتائج التحقيقات للرأي العام.

والسبت الماضي كانت قوات الدعم السريع على بعد 15 كلم شمال سنار، بحسب ما أكد شهود. وأضاف شهود أن "طائرات حربية قصفت تجمعات لقوات الدعم السريع في شمال سنار، مما أثار الرعب بين السكان".

والجيش هو الوحيد بين طرفي الصراع المزود بقوات جوية. في المقابل، تفضل قوات الدعم السريع العمل من خلال وحدات خفيفة ومتحركة تتنقل باستخدام شاحنات صغيرة مزودة رشاشات ثقيلة.

ووفق الأمم المتحدة أسفرت الحرب في السودان عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، علماً أن عديداً من المصادر تقدر أن هذه الحصيلة تبقى ما دون الفعلية. كما أدت إلى نزوح 7.1 مليون سوداني من بينهم 1.5 مليون شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة التي اعتبرت أن "أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم".

وأعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقه" إزاء تكثيف المعارك في السودان، ودان "بشدة" الهجمات على المدنيين وامتداد الحرب إلى "مناطق تؤوي أعداداً كبيرة من النازحين".

ومنذ اندلاع الحرب يتبادل الطرفان الاتهامات بمهاجمة المدنيين.