حماية حزب الله للقنوات الحوثية تمنع الحكومة من إغلاقها

دعم الحزب لا يقتصر على احتضان الشبكات الإعلامية التابعة للحوثيين بل يمتد إلى تدريب العاملين في القطاع الإعلامي.
الجمعة 2022/10/28
وجهان لعملة واحدة

بيروت - قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري إنه لم يصدر أي قرار بإغلاق القنوات الحوثية التي تبث من لبنان، موضحا “لا قرار لبنانيا في هذا الإطار”.

وأضاف “تبث وسائل إعلامية أخباراً غير صحيحة عن قرار لبناني بإغلاق قناة المسيرة ووسائل إعلامية أخرى تابعة للحوثيين تعمل من بيروت، وذلك عقب استقبالي السفير اليمني”.

وفي العام 2011 أنشأت جماعة الحوثيين قناة “المسيرة” كوسيلة إعلامية رسمية باسمها، تبثّ من الضاحية الجنوبية في لبنان، وتضمّ طاقما إعلاميا وميدانيا بمعظمه لبناني، إلا أن المموّلين يمنيون. وتستفيد من القمر الصناعي الخاص بـ”تلفزيون المنار” التابع لحزب الله. وتعتبر قناة “المسيرة” بمثابة وكالة أنباء رسمية ناطقة باسم الحوثيين توزّع الأخبار للقنوات والمواقع الإلكترونية التابعة للحوثيين.

وقال المكاري في بيانه “يهمني أن أوضح أن وزارة الإعلام لم تتلقّ حتى الآن أي مراسلة رسمية ذات صلة، وبالتالي لا قرار من وزير الإعلام في هذا الخصوص”.

زياد المكاري: الأخبار غير صحيحة عن قرار لبناني بإغلاق قناة "المسيرة"
زياد المكاري: الأخبار غير صحيحة عن قرار لبناني بإغلاق قناة "المسيرة"

وتأتي تصريحات الوزير اللبناني رغم المطالبات التي وجهتها السلطات اليمنية للبنان بترحيل قنوات التحريض والتطرف التابعة لميليشيا الحوثي خارج لبنان، آخرها في سبتمبر الماضي خلال أعمال الدورة الـ158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي عقد في القاهرة، إذ قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك “الحكومة اليمنية لا تفهم أن تكون هناك قنوات تحث على الكراهية وتجند الشباب والأطفال للقتال وتضر بالعلاقات العربية وليس اليمن فقط، بل تضر بلبنان أولاً وبعلاقاته بمحيطه العربي”.

وفي فبراير الماضي طلب وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي إجراء التحقيقات حول مشغلي قناتي”المسيرة” و”الساحات” الحوثيتين، بعد تلقيه رسالة من وزير خارجية اليمن.

وتوجد في الضاحية الجنوبية لبيروت محطتا “المسيرة” و”الساحات” التابعتان للحوثيين المدعومين من حزب الله، إضافة إلى أربع محطات تلفزيونية أخرى تبث كلها بطريقة غير شرعية ومن دون تراخيص، واحدة للمعارضة في البحرين وأخرى للمعارضة السعودية واثنتان للحوثيين، تبث باتجاه السعودية والإمارات وتحرض على الأنظمة. وتبث هذه المحطات من مواقع محددة في الضاحية منذ أكثر من عشر سنوات.

ولا يقتصر دعم حزب الله على احتضان الشبكات الإعلامية التابعة للحوثيين، بل يمتد إلى تدريب العاملين في القطاع الإعلامي، لاسيما ما يُعرف بـ”الإعلام الحربي”.

ويبدو أن السياسيين اللبنانيين عاجزون عن اتخاذ أي قرار بخصوص القنوات الحوثية، بسبب حمايتها من قبل حزب الله، فمنذ سبتمبر 2018 دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي تتبناها تجاه الصراعات في المنطقة، والتدخل لوقف الأنشطة التخريبية لميليشيات الحوثي، بغطاء سياسي وأمني ودعم مالي من حزب الله. و‏طالب الحكومة بوقف بثّ قناتي “المسيرة” و”الساحات”، والمواقع الإلكترونية التابعة لميليشيات الحوثي التي تبث من لبنان.

وحينها أشارت مصادر إلى “أن رسالة الاحتجاج اليمنية التي نقلها السفير اليمني في لبنان إلى السلطات اللبنانية حوّلها وزير الإعلام آنذاك ملحم رياشي إلى مدّعي عام التمييز من أجل فتح تحقيق في القضية بقي في الأدراج”.

16