حماس تهدّد: أموال قطر أو التصعيد

غزة – هدّدت حركة حماس بتصعيد الموقف مع إسرائيل على خلفية رفض الحكومة الإسرائيلية تمكينها من المنحة القطرية، والاستعاضة عن ذلك بآلية جديدة تتمثل في تولي الأمم المتحدة الإشراف على تلك الأموال في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل أعلنت عقب التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس في الثاني والعشرين من مايو الماضي، أنها لن تقبل مجددا بوصول أموال قطرية للحركة الفلسطينية التي تسيطر على القطاع المحاصر.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا أنه تم الاتفاق على إنشاء آلية جديدة لنقل أموال المنحة القطرية إلى غزة. وذكرت القناة الإسرائيلية “12” أن الآلية الجديدة لن تشمل السلطة الفلسطينية في رام الله، بل سيتم نقل أموال المنحة عن طريق الأمم المتحدة، ولن يتم نقل الأموال كما كان في السابق نقدا داخل صناديق.
وبدأت قطر منذ العام 2018 في إرسال أموال إلى حماس نقدا عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي، في اتفاق جرى بين الدوحة وحكومة بنيامين نتنياهو حينها بغية شراء الهدوء على الجبهة الجنوبية.
وكان الهدف من تلك الأموال شراء الوقود لمحطة الطاقة الوحيدة في الجيب الفلسطيني المحاصر وتمويل مشاريع البنية التحتية وتوفير راتب شهري قدره 100 دولار للآلاف من العائلات الفلسطينية الفقيرة.
وكشفت أحداث العنف التي تفجرت في القطاع في مايو الماضي وما أظهرته حماس من استعداد واضح لها على مستويات مختلفة، فشل الرهان على تلك الأموال لضمان التهدئة.
واعتبرت دوائر أمنية إسرائيلية أن الأموال التي كان يسمح لحماس بتسلمها من قطر تم استثمارها في تحسين قدرات الحركة العسكرية. وقال رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، إنه كان من الخطأ الاعتماد على الأموال القطرية في محاولة لإحلال الهدوء في غزة.
وأضاف “كنا نأمل في أن تقودنا المشاركة القطرية والمال القطري إلى تسوية مع حركة حماس. لكن الأمور خرجت قليلا عن السيطرة”.
وتساءل العقيد عيران ليرمان النائب السابق لمستشار الأمن القومي للبلاد “هل كان الإجراء القطري مفيدا لنا؟ لا نعتقد ذلك”.
ويرى مراقبون أن تلويح حماس بالتصعيد في حال استمر قرار منع وصول الأموال القطرية إليها يعكس مدى أهمية تلك الأموال للحركة.