حماس تلجأ إلى حلفائها الأتراك والقطريين والإيرانيين لدعم بقاء حكمها لغزة

لقاء وفد من الحركة بأردوغان في أنقرة وآخر مرتقب مع عراقجي في الدوحة يكشف عن ترتيبات سياسية بشأن مستقبل القطاع لمواجهة رفض واشنطن حكم حماس لغزة.
الخميس 2025/01/30
طبخة سياسية تعد في الخفاء

طهران  – تعكس اللقاءات الخارجية التي يجريها وفد من حركة حماس عن محاولة للبحث عن دعم من بعض الدول لمواجهة ضغوط إدارة الرئيس دونالد ترامب التي ترغب في منع الحركة الفلسطينية من حكم غزة بعد الحرب، خصوصا وأنها تتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اتصاله بنظيرة المصري بدر عبدالعاطي في هذا الشأن.

ويثير موقف واشنطن الواضح والمتمثل في أن حماس لن تكون جزءا من المرحلة الجديدة ما بعد الحرب على غزة قلق الحركة والدول الداعمة لها من بينها قطر وتركيا وإيران.

ومن المقرر أن يلتقي وفد حماس مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي سيتوجه اليوم الخميس إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد للقاء مسؤولي حماس، لمناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وفق ما أفادت وكالة مهر الإيرانية.

وتأتي الزيارة المرتقبة بعد ساعات من استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، وفدا من حماس في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وترأس وفد حماس رئيس مجلس الشورى بالحركة محمد درويش، وضم كلا من رئيس الحركة في الخارج، خالد مشعل، ورئيس الحركة في غزة، خليل الحية، ورئيسها في الضفة الغربية زاهر جبارين. وفق بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وحضر اللقاء من الجانب التركي، وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال الرئاسية فخر الدين ألطون.

كما حضره مستشار أردوغان للسياسة الخارجية والأمنية عاكف تشاطاي قليتش، والسكرتير الخاص للرئيس حسن دوغان.

وجاء اللقاء، الذي لم يعلن عنه بشكل مسبق، في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، تم التوصل إليه بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر.

ولم تكشف الرئاسة التركية عن سبب زيارة وفد حماس ولا عن فحوى المباحثات، وهو ما يثير تساؤلات بعض المراقبين خصوصا وأنها تأتي بعد زيارة أداها الوفد إلى القاهرة حيث استعرض مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد جهود تشكيل حكومة توافق وطني في قطاع غزة.

وفي الأثناء نقلت قناة "كان" العبرية الرسمية الأربعاء عن مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر قوله إن حماس تعد خطة استراتيجية للاستيلاء على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد مغادرة عباس منصبه.

ويفتح التكتم عن فحوى المباحثات باب التأويلات، حول وجود ترتيبات سياسية لمساعدة حماس على إعادة تأهيل حكمها في القطاع، في تناقض مع كل ما تم الحديث بشأنه عن اليوم التالي للحرب وموقف واشنطن من أن حماس لن تكون ضمن المرحلة الجديدة.

كما يطرح احتمالا آخر بشأن ترتيب نقل مقر حركة حماس من الدوحة إلى دولة أخرى بعد ضغوط أميركية على قطر لطرد قادة الحركة من الدولة الخليجية.

وتحتاج حماس لسند سياسي إقليمي في مواجهة محاولات إزاحتها كما أنها تبحث عن مبادرة سياسية لإدارة مشتركة لغزة تكون مقبولة على المستوى الإقليمي والدولي رغم الإصرار الإسرائيلي والأميركي على أن تكون إدارة القطاع بعيدة تماما عن حكمها.

وتعول حماس على الدعم الإيراني وما عرف "بمحور المقاومة" الذي ساند بشكل كبير غزة خلال الحرب رغم الضربات القوية التي تعرض لها فيما اعتبر المرشد الايراني علي خامنئي أن فشل اسرائيل في القضاء على حماس هو انتصار للمحور الايراني.

وترى حماس في أنقرة حليفا مهما لها يمكن التعويل عليه في تثبيت حكمها لغزة خصوصا وأن أردوغان سبق أن رفض تصنيف الحركة بالإرهابية وعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل إلى أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وخلال لقاءه بوفد حماس، أكد أردوغان على مواصلة تركيا كشف الحقائق بغزة، وأعرب عن أمله أن تكتمل المرحلتان الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بنجاح، بحسب بيان آخر عن رئاسة دائرة الاتصال.

وأضاف الرئيس التركي أن نضال الحركة الذي امتد 471 يوما في غزة "أثبت مرة أخرى أن روح المقاومة لن تخمد".

وأعرب أردوغان أكثر من مرة عن موقف تركيا القوي بشأن القضية الفلسطينية، وحافظ على الاتصالات مع كل من حماس والجهات الدولية الفاعلة بشأن الصراع.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير، ليبدأ ستة أسابيع من الهدوء ويثير الآمال في إنهاء 15 شهرا من الهجمات الإسرائيلية على غزة التي دمرت القطاع وإطلاق سراح العشرات من الرهائن المحتجزين هناك.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت عن اكتمال المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والتي تم تنفيذها بموجب الشروط الأولية لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقبل لقائه وفد حماس، حيث جرى بحث الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية والتطورات التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار والانتهاكات الإسرائيلية والمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، قال أردوغان إن التاريخ يكتب مجددا في المنطقة من سوريا إلى فلسطين.

وأضاف أردوغان، في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان الأربعاء "تعاد كتابة التاريخ في منطقتنا من سوريا إلى فلسطين، ولا تنسوا أبداً أن قرننا القادم يجري تشكيله مع أشقائنا".

وتابع أن الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها تركيا في الداخل والخارج، دخلت التاريخ بفضل سياساتها الإنسانية.

ووصلت سفينة المساعدات الإنسانية التركية "أكدنيز" إلى ميناء العريش في شرق مصر، الأربعاء، في إطار الجهود التركية لإغاثة قطاع غزة، ومن المقرر أن تصل سفينة المساعدات الإنسانية الثانية "أمير غوي" إلى ميناء العريش الأحد المقبل.

وكانت تركيا رحبت بالاتفاق وطالبت المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيقه وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة في الوقت ذاته، أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على أساس عادل وشامل.