حماس تعيد انتخاب هنية رئيسا للحركة لدورة ثانية

غزة - أعادت حركة حماس انتخاب إسماعيل هنية رئيسا لمكتبها السياسي لدورة ثانية تستمر أربع سنوات، بعد انتخابات داخلية سرية انتخب فيها رؤساء الأقاليم الثلاثة في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج.
واجتمع مجلس الشورى العام للحركة الأحد لانتخاب رئيس المكتب السياسي للحركة والذي وقع فيه تنصيب هنية بالتوافق، نظرا لعدم وجود شخصية منافسة له، بعد اعتذار خالد مشعل عن خوض الانتخابات حسب ما صرح به مصدر من داخل الحركة.
وتتساءل أوساط سياسية فلسطينية عن التغييرات التي قد تحدثها الحركة الإسلامية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بشأن ملفات الانقسام والتهدئة مع إسرائيل، خاصة في ضوء عدم إحراز أي تقدم على صعيد المفاوضات سواء مع السلطة أو الحكومة الإسرائيلية.
ونادرا ما يتحدث قادة من حماس عن خلافاتهم الداخلية السياسية، حيث يحرصون على الترويج بأن الانتخابات تتم في أجواء ديمقراطية رغم ما تثيره من انقسامات داخلية داخل صفوف الحركة.
ويشغل مشعل حاليا رئاسة إقليم الخارج بحماس بعد انتخابه في أبريل الماضي، بينما انتُخب صالح العاروري رئيسا لإقليم الضفة الغربية في يوليو، في حين يشغل يحيى السنوار رئاسة إقليم قطاع غزة بعد انتخابه في مارس من العام الجاري.
وبانتخاب هنية رئيسا لها، تتم حماس انتخاباتها الداخلية للدورة الحالية 2021 - 2025، التي بدأت في 18 فبراير الماضي، في حين يتبقى انتخاب نائب رئيس المكتب السياسي في وقت لاحق.
ويتولى هنية رئاسة المكتب السياسي لحماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2017، وكان الذراع اليمنى للشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة في قطاع غزة قبل اغتياله في 2004.
وقاد هنية دخول حماس ساحة العمل السياسي في 2006، عندما حققت فوزا مفاجئا في انتخابات برلمانية فلسطينية، وهزمت حركة فتح المنقسمة بقيادة الرئيس محمود عباس.
وأصبح هنية رئيسا للوزراء عقب الانتخابات التي أجريت في يناير 2006، غير أن المجتمع الدولي تجاهل حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وعارضت حماس اتفاقات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية الموقعة في التسعينات، ويقول زعماء الحركة إن كفاحهم ضد إسرائيل "مقاومة مشروعة".
وتضررت صورة حماس بين العديد من الفلسطينيين منذ العام 2007، عندما استولت الحركة على غزة بعد معارك دموية مع قوات السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها حركة فتح وتتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية المحتلة.
ويعاني نصف الفلسطينيين في غزة من البطالة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتلوث مياه الشرب، فيما تلقي حماس التي راهنت على بعض القوى الإقليمية في دعمها لتوفير الخدمات الأساسية باللوم في معاناة القطاع على السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمجتمع الدولي، في ظل حصار خانق أبقى سكان المنطقة البالغ عددهم مليوني نسمة داخل "أكبر سجن مفتوح في العالم".