حماس تعلن استئناف العلاقات مع سوريا

لا منفذ أمام الحركة الإسلامية لاستعادة البعض من قوتها المادية والعسكرية سوى إقامة تقارب جديد مع النظام السوري.
الجمعة 2022/09/16
عودة لمحور المقاومة

غزة - أكدت حركة حماس الخميس مضيها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع النظام السوري بعد نحو 10 أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين.

وأعلنت حماس في بيان رسمي قرارها استئناف علاقتها مع سوريا “خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة وفي القلب منها قضية فلسطين لاسيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.

وأعربت الحركة عن تطلعها إلى “أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، ودعمها كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها”.

شرحبيل الغريب: عودة حماس إلى سوريا بجهود من إيران وحزب الله

وكانت العلاقات بين حماس والنظام السوري قد تم قطعها في عام 2012، إثر اندلاع الثورة السورية ومغادرة قيادات الحركة العاصمة السورية دمشق باتجاه قطر ودول أخرى.

ويقول مراقبون إنه لم يعد أمام حركة حماس أي منفذ لاستعادة البعض من قوتها المادية والعسكرية سوى إقامة تقارب جديد مع النظام السوري بعد قطيعة دامت سنوات، همها في ذلك أن تستعيد متانة العلاقات مع إيران وتكتسب نفوذا في مواجهة الدول العربية التي باتت تضيّق عليها الخناق، في مقابل تقديم شرعية لنظام بشار الأسد بمنحه صك النظام المدافع عن القضية الفلسطينية.

ورغم الفوائد التي قد تعود على الحركة من وراء استعادة العلاقات، أشار مراقبون إلى وجود العديد من التداعيات السلبية التي قد تلحق بها وخاصة على صعيد “حاضنتها الشعبية وعمقها العربي”.

وينظر إلى هذه العودة على أنها انتصار للخط الإيراني داخل حماس نفسها، حيث عارضت “كتائب القسام”، الجناح العسكري للحركة، مسار خالد مشعل في القطيعة مع إيران وحزب الله، كما تؤكد نجاح إيران في الضغط على الحركة عبر التحكم في درجة التمويل وكميات الأسلحة لإجبارها على العودة إلى قوى “الممانعة”، وتنفيذ أجندة إيران في غزة كما يفعل حزب الله في لبنان من خلال مشاغبة إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة للتأثير على مفاوضات الملف النووي وقضية العقوبات.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب أن “قصة عودة العلاقات بين حماس وسوريا ليست جديدة، وأنه بجهود سابقة من إيران وحزب الله عقدت لقاءات أكثر من مرة لكنها كانت تصطدم بعدم نضوج الرؤية النهائية للعودة إلى دمشق”.

ويعتقد الغريب أن العودة “جاءت بعد قراءة متأنية للمشهد وحالة الاصطفافات الجديدة التي تتشكّل”.

وبيّن الغريب أنه “بهذا القرار حسمت حماس أمرها في العودة إلى محور المقاومة الذي ترأسه إيران”.

وفي الثالث من مارس 2020 كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الأمين العامّ لحزب الله اللبناني حسن نصرالله لا يمانع، وهو جاهز لو طُلب منه أن يؤدّي دوراً يتعلق بالعلاقة مع دمشق.

2