حماس تعلق مفاوضات هدنة غزة ردا على محاولة استهداف الضيف

عباس يحمل الحركة الإسلامية مسؤولية استمرار الحرب على القطاع، فيما تتهمه حماس بالانحياز إلى جانب إسرائيل.
الأحد 2024/07/14
عشرات القتلى والمصابين في الهجوم على المواصي

الدوحة – قررت حركة حماس اليوم الأحد تعليق المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفاد قيادي كبير في حماس، في موقف يبدو أنه جاء ردا على محاولة اغتيال محمد الضيف قائد كتائب عزالدين القسام في غارة جوية في منطقة خان يونس جنوب القطاع، وسط سجال حاد بين السلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية.  

وقال القيادي في حماس إن "رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الاقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس بوقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".

ومن جانبها، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة إن حصيلة الغارة على المواصي ارتفعت إلى "92 شهيدا أكثر من نصفهم من النساء والأطفال و300 إصابة".

وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الأولى من الاتفاق وقف إطلاق النار لستة أسابيع وتبادل معظم رهائن هجوم السابع من أكتوبر في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال المسؤول إن حماس "أبدت مرونة كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وإنهاء العدوان، وحماس مستعدة لاستئناف المفاوضات عندما تتوافر الجدية لدى حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل للأسرى".

وطالب هنية السبت "الوسطاء في كل من مصر وقطر القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر بحق شعبنا والعمل جديا لوضع حد لهذا العدوان المتواصل على شعبنا".

وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن الهجوم على الضيف استهدف أيضا رافع سلامة قائد كتيبة خان يونس، ووصف الجيش سلامة والضيف بأنهما من العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة.

وكان الضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية، آخرها في 2021، ويتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ عقود، ويُحمَّل المسؤولية عن وفاة العشرات من الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.

لكن قياديا آخر كبيرا في حماس طلب عدم الكشف عن هويته أكد أن "القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة".

وكانت حماس ردت السبت على تصريحات إسرائيل حول الضيف وقالت "ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة ... للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقاً".

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولتان عن هجوم منطقة المواصي بقطاع غزة السبت الذي أسفر عن مقتل العشرات لكن الزعيم المدعوم من الغرب ألقى بالمسؤولية أيضا على حركة حماس في الحرب المستمرة في القطاع.

وتشير تصريحات عباس إلى تصاعد التوتر بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة حماس التي اتهمت الرئيس الفلسطيني بالانحياز إلى جانب إسرائيل.

وقال عباس في بيان نشره مكتبه "إن الرئاسة الفلسطينية تدين هذه المذبحة وتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها وكذلك الإدارة الأميركية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه".

لكن عباس، الذي تحتفظ سلطته بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حمل حماس أيضا بعض المسؤولية. واندلعت أحدث حرب والمستمرة منذ تسعة أشهر في غزة عقب هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وأدى الهجوم إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم وفقا للبيانات الإسرائيلية.

ردا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجوما مدمراً واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38443 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.

وتدير حماس قطاع غزة منذ انتزاعها السيطرة عليه من موالين لعباس في عام 2007.

وقال سامي أبوزهري المسؤول الكبير في حماس لرويترز "هذه التصريحات تعني أن السلطة اختارت أن تكون في خندق الاحتلال والمساهمة في الضغوط التي تمارس ضد المقاومة".

وأضاف "هذا السلوك لن يفلح في ابتزاز المقاومة أو الضغط عليها".

وفشلت جهود الوساطة العربية بقيادة مصر حتى الآن في تحقيق المصالحة بين الجانبين.

وقال باسم نعيم القيادي في حماس الذي شارك في محادثات المصالحة السابقة مع حركة فتح إن عباس هو المسؤول عن الفشل في التوصل إلى اتفاق وحدة.

وقال نعيم إن تصريحات عباس “تحول السلطة ورئاستها إلى شريك مع الاحتلال في الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا ليس في غزة فقط ولكن في كل الأراضي الفلسطينية”.