حماس تضغط عسكريا على إسرائيل من أجل عقد صفقة

كتائب القسام تريد إظهار أنها لا تزال تحتفظ بقوتها على الرغم من الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر.
الاثنين 2024/05/27
رشقة صواريخ على تل أبيب للمرة الأولى منذ أربعة أشهر

غزة - صعدت كتائب عزالدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، من عملياتها ضد إسرائيل فيما بدا الهدف الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لعقد صفقة، في ظل تحركات دولية وإقليمية مكثفة لاستئناف المفاوضات. وأعلنت كتائب القسام الأحد إطلاقها “رشقة صاروخية كبيرة” في اتجاه تل أبيب بوسط إسرائيل، هي الأولى منذ عدة أشهر.

وجاء الهجوم بعد ساعات من إعلان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبوعبيدة عن عملية مركبة جرت عصر السبت وتم خلالها إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير في كمين بأحد الأنفاق في منطقة جباليا في شمال القطاع، التي كان الجيش الإسرائيلي روج قبل أسابيع لنجاحه في تفكيك الوجود المسلح لحماس هناك.

ويرى مراقبون أن كتائب القسام تريد إيصال جملة من الرسائل من خلال العمليتين من بينها أنها لا تزال تحتفظ بقوتها على الرغم من الحرب المستمرة ضد القطاع منذ نحو ثمانية أشهر. ويشير المراقبون إلى أن من ضمن الرسائل إحراج حكومة نتنياهو في الداخل ومع حلفائها في الخارج، حيث أن مثل تلك العمليات تظهر الحكومة اليمينية في موقف العاجز عن تحقيق أي انتصار في الأهداف التي أعلنتها.

ويلفت المراقبون إلى أن كتائب القسام وغيرها من الفصائل الفلسطينية نجحت على ما يبدو في إعادة ترتيب صفوفها، وهو ما يظهر في عملية جباليا، التي كشفت أيضا عن ضعف استخباراتي إسرائيلي. وقالت كتائب القسام، في بيان عبر قناتها على تيليغرام الأحد إنها أطلقت “رشقة صاروخية كبيرة” على تل أبيب ردا على “المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد ثماني قذائف قادمة من منطقة رفح بجنوب قطاع غزة.

وقد سمعت صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب للمرة الأولى منذ أربعة أشهر. وتقع رفح على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي تل أبيب. وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على ما تبقى من مقاتلي حماس المتحصنين في رفح وإنقاذ الرهائن الذين تقول إنهم محتجزون في المنطقة لكن هجومها أدى إلى تفاقم محنة المدنيين وأثار تنديدا دوليا.

وقال بيني جانتس الوزير بحكومة الحرب الإسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من رفح “تثبت أن (قوات الدفاع الإسرائيلية) يجب أن تعمل في كل مكان لا تزال حماس تعمل منه”. وذكر مكتب وزير الدفاع يوآف جالانت في بيان أن الوزير أجرى تقييما للعمليات من داخل رفح حيث تلقى إفادة عن “عمليات القوات فوق الأرض وتحتها، فضلا عن تكثيف العمليات في مناطق أخرى بهدف تفكيك كتائب حماس”.

◙ كتائب القسام وغيرها من الفصائل الفلسطينية نجحت على ما يبدو في إعادة ترتيب صفوفها وهو ما يظهر في عملية جباليا التي كشفت عن ضعف استخباراتي إسرائيلي

وحث إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، وهو ليس عضوا في حكومة الحرب الإسرائيلية، الجيش على مهاجمة رفح “بكل قوة. ويرى متابعون أن الحكومة الإسرائيلية تواجه مأزقا حقيقيا، حيث أن العملية العسكرية المستمرة باتت مكلفة بشريا وماديا، فضلا عن تراجع الدعم الدولي بشكل مخيف بالنسبة للدولة العبرية. ويشير المتابعون إن حكومة نتنياهو قد لا تجد من بد سوى الذهاب في عقد هدنة في القطاع، لكن ذلك يصطدم برفض من الوزراء اليمينيين.

وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه عن اجتماع لحكومة الحرب مساء الأحد للبحث في الجهود الهادفة إلى الافراج عن رهائن. والسبت أشار مصدر آخر إلى أن إسرائيل تنوي إحياء المفاوضات “خلال الأسبوع الراهن". وبعد توقفها مطلع مايو، برزت مؤشرات عن احتمال استئناف المفاوضات.

وتساهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وتمسّك حماس بوقف نار دائم. في هذا الإطار، يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام برنز منذ الجمعة باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مدير الموساد دافيد برنيع توصل إلى اتفاق مع برنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع في باريس، على إطار جديد للمفاوضات. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن من جهته أنه “منخرط في دبلوماسية طوارئ” في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

غير أنّ أسامة حمدان القيادي في حماس نفى أيّ علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات. وقال حمدان لقناة الجزيرة ليل السبت – الأحد إنّه “حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الإسرائيلي. لم نُبلّغ من الوسطاء بأيّ شيء في هذا السياق”.

والجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتعدّ قراراتها ملزمة قانونا لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها، إسرائيل بوقف هجومها العسكري في رفح. والأسبوع الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف في حق ثلاثة قادة في حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه.

والأربعاء، أعلنت إيرلندا والنروج وإسبانيا الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو على أمل أن تحذو الدول الأوروبية الأخرى حذوها. وأثارت هذه الخطوة غضب اسرائيل التي نددت بهذا الاعتراف الذي “يشكل مكافأة للارهاب”. وداخليا يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط أيضا بشأن الرهائن. وفي تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين، بينهم أقارب رهائن، مساء السبت للمطالبة بالإفراج عنهم.

وفي الأيام الأخيرة، سحب الجيش الإسرائيلي جثث 7 رهائن من قطاع غزة، ما يزيد من مخاوف العائلات. واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا. وخُطف خلال الهجوم 252 شخصا لا يزال 121 منهم محتجزين في قطاع غزة بينهم 37 لقوا مصرعهم، وفق آخر تحديث للجيش الإسرائيلي.

2