حماس تسعى لتبرئة الذمة من مفاوضات الهدنة

الموقف البارد من المفاوضات من شأنه أن يربك الوسطاء القطريين والمصريين ويشجع إسرائيل على المماطلة.
الأحد 2024/08/18
حماس لا ترى معاناة المدنيين

غزة- يطلق المسؤولون في حركة حماس تصريحات تشكك في الهدنة وتتهم إسرائيل بأنها تربح الوقت ولن تنفذ أيا من تعهداتها، وتصف تفاؤل الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه وهم، في مسار يظهر أن انفتاح الحركة على المفاوضات هو من باب تبرئة الذمة ليس أكثر.

وقال القيادي في حماس سامي أبوزهري إن “الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وهم”.

وشدد على أن “الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أيّ اتفاق”، مضيفا “لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية”.

ومن شأن الموقف البارد من المفاوضات أن يربك الوسطاء القطريين والمصريين الذين يعملون ما في وسعهم للتوصل إلى أرضية تفاهم لوقف إطلاق النار وتجنيب أهالي غزة ويلات الحرب ولو لوقت محدود. وفي نفس الوقت فإن استهانة حماس بمساعي الهدنة ستشجع إسرائيل على المماطلة.

سامي أبوزهري: الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وهم
سامي أبوزهري: الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وهم

والتقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديث أبوزهري ليؤكد أن فريق التفاوض الإسرائيلي يبدي “تفاؤلا حذرا” بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق حول الرهائن في غزة.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو أن “الفريق عبّر لرئيس الوزراء عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية إبرام اتفاق على أساس أحدث مقترح أميركي (الذي يستند إلى إطار 27 مايو)”.

وأضاف المكتب أنه يأمل في أن تؤدي الضغوط الشديدة على حركة حماس من الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين إلى إنهاء معارضتها للاقتراح الأميركي والسماح بتحقيق انفراجة.

وأعرب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، السبت، عن دعمهم لجهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة، بما يشمل صفقة لتبادل الأسرى.

وقال الوزراء في بيان مشترك “ندعم بقوة جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، ومتحمسون إزاء النهج البناء الذي تم تبنيه حتى الآن” خلال المحادثات الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف الوزراء “نرحب بمواصلة الفرق الفنية (من الولايات المتحدة ومصر وقطر) عملها خلال الأيام المقبلة (على تفاصيل تنفيذ الاتفاق)، بما في ذلك الترتيبات المتعلقة بالجانب الإنساني، وتلك المتعلقة بالرهائن والمحتجزين”.

كما رحبوا بإعلان كبار المسؤولين من حكومات دول الوسطاء عزمهم عقد اجتماع جديد بالقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل في سياق جهود التوصل إلى اتفاق.

عبدالفتاح السيسي: استمرار الحرب بالقطاع يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار
عبدالفتاح السيسي: استمرار الحرب بالقطاع يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار

وفي ختام يومين من المحادثات في الدوحة بمشاركة إسرائيل وغياب حماس، أعلن الوسطاء، عبر بيان الجمعة أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل والحركة، كاشفين عن محادثات أخرى بالقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل للمضي، قدما في جهود التوصل إلى اتفاق.

وتأمل واشنطن، التي تتحدث عن مضي محادثات الدوحة في “أجواء إيجابية”، أن يسهم التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف الحرب وتبادل الأسرى، في ثني إيران وحزب الله عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو الماضي، والقيادي بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.

وبينما لم يتم الكشف عن تفاصيل المقترح الأميركي الجديد، قال بيان مصري – قطري – أميركي مشترك إنه “يتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس جو بايدن في 31 مايو 2024″.

ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، إلى “اغتنام فرصة المفاوضات” الجارية بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والتوصل إلى “اتفاق يحقن الدماء ويجنب المنطقة عواقب التصعيد”.

جاء ذلك خلال لقاء السيسي، بالقاهرة، وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وفي اللقاء، قال السيسي إن “استمرار الحرب بالقطاع يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار”.

وشدد على “ضرورة تضافر جميع الجهود لاغتنام فرصة المفاوضات الجارية، والوصول إلى اتفاق يحقن الدماء ويجنب المنطقة عواقب التصعيد”.

ولفت السيسي إلى “مسؤولية المجتمع الدولي في ما يتعلق بالضغط لخفض التصعيد، ومُعالجة جذور النزاع بإقامة دولة فلسطينية وإنفاذ حل الدولتين”.

1