حماس تستعرض قوتها مجددا أثناء عملية تسليم ثلاثة رهائن لإسرائيل

غزة - سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ثلاثة رهائن إسرائيليين في أحدث عملية تبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء حرب استمرت 15 شهرا في قطاع غزة.
وأطلقت حماس سراح الرهينتين الإسرائيليين عوفر كالديرون، وهو مواطن فرنسي يحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية، وياردن بيباس وسلمتهما إلى الصليب الأحمر قبل نقلهما إلى إسرائيل.
ولاحقا سلمت حماس الرهينة كيث سيغال، وهو أميركي يحمل الجنسية الإسرائيلية، في ميناء مدينة غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي تسلمه.
وبيباس هو والد أصغر رهينتين، الطفل كفير، الذي كان يبلغ من العمر تسعة أشهر عندما خطفه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وأرييل، الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات وقت الهجوم.
وقالت حماس في نوفمبر 2023 إن الاثنين ووالدتهما شيري، التي خطفت في نفس الوقت، قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية. ولم ترد أي أنباء عنهم منذ ذلك الحين.
ووصلت حافلة تقلّ معتقلين فلسطينيين الى بلدة بيتونيا قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن خرجت من سجن عوفر الملاصق للبلدة، واستقبلها حشد من الفلسطينيين بالزغاريد والهتافات.
وكانت الحافلة انطلقت من سجن عوفر بعد إعلان إسرائيل تسلمّها ثلاث رهائن إسرائيليين من قطاع غزة في عملية التبادل الرابعة التي تجري في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.
ووصلت الحافلة التي تقل المعتقلين الفلسطينيين الى ىساحة قريبة من متحف وقبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وكانت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون المعتقلين في السجون الاسرائيلية أعلنت أن هذه المرحلة من الصفقة تشمل إطلاق سراح 183 معتقلا فلسطينيا لقاء ثلاثة رهائن اسرائيليين تحتجزهم حماس في غزة. وبين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم 111 معتقلا من قطاع غزة اعتقلوا عقب السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وحسب هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينية، بين المعتقلين الذين سيفرج عنهم اليوم 18 محكومين بالسجن المؤبد، و54 من أصحاب الأحكام العالية.
وأظهر بث مباشر إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر اليوم السبت لأول مرة منذ مايو 2024 للسماح للمرضى الفلسطينيين بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج.
وتأتي هذه الخطوة للسماح بإجلاء الجرحى من قطاع غزة وفق ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان قيادي في حركة حماس قال إن وزارة الصحة في غزة جهزت قائمة بأسماء 100 من المرضى والجرحى الذين تمت الموافقة عليهم مع مرافقيهم، بواقع مرافق واحد لكل مريض أو مصاب، لسفرهم اليوم.
وكانت منظمة الصحة العالمية رحبت، الجمعة، بالإجلاء الطبي المخطط له لـ 50 مريضا عبر معبر رفح اليوم، وهو الأول منذ بدء وقف إطلاق النار والأول عبر رفح منذ إغلاقه في مايو 2024.
وقالت المنظمة إن ما يقدر بنحو 12000 إلى 14000 شخص ما زالوا بحاجة إلى الإجلاء الطبي إلى خارج غزة.
وكانت فريق من الموظفين الفلسطينيين المكلفين بإدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح وصلوا في وقت سابق إلى مدينة العريش المصرية لتولي مهمتهم بدءا من اليوم السبت.
ولم تشهد عملية التسليم اليوم أيا من المشاهد الفوضوية التي طغت على عملية التسليم السابقة الخميس، عندما واجه حراس حماس صعوبات في حماية الرهائن من حشود تجمعت حولهم في غزة.
لكنها كانت مناسبة أخرى لمقاتلي حماس لاستعراض القوة إذ انتشروا مرتدين زيهم العسكري في موقعي تسليم الرهائن، في إشارة إلى استعادة سيطرتهم على غزة رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الحركة خلال الحرب.
وظهر كالديرون وبيباس على منصة في خان يونس لفترة وجيزة، قبل تسليمهما إلى مسؤولي الصليب الأحمر. وظهر الرهينتان بجوار صور لمجموعة من قادة حماس، منهم محمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي أكدت الحركة الأسبوع الماضي مقتله.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان "عوفر كالديرون حر! نشارك أحباءه الارتياح الكبير والفرحة الغامرة بعد الجحيم الذي لا يمكن تصوره على مدى 483 يوما".
جرى حتى الآن إطلاق سراح 18 رهينة، من بينهم خمسة تايلانديين أفرج عنهم يوم الخميس، مقابل 400 معتقل فلسطيني.
ومن المنتظر أن تبدأ المفاوضات بحلول يوم الثلاثاء بشأن التفاهمات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن المتبقين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الثانية من الاتفاق.
ومن المقرر خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إطلاق سراح 33 رهينة من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى مرضى وجرحى. وتشمل مفاوضات المرحلة الثانية الإفراج عما يزيد عن 60 رجلا في سن الخدمة العسكرية.
وظلت المرحلة الأولى الممتدة لستة أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع وسطاء مصريين وقطريين وبدعم من الولايات المتحدة، على المسار الصحيح حتى الآن على الرغم من عدة وقائع دفعت كل جانب إلى اتهام الآخر بانتهاك الاتفاق.
ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية، أسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ووفقا للسلطات الصحية الفلسطينية، قتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت الهجوم أكثر من 47 ألف فلسطيني وتسببت في تدمير معظم أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان.