حماس ترفض مقترح إسرائيل وتتهمها بنسف جهود الوسطاء

غزة – أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأربعاء رفضها للمقترح الإسرائيلي الأخير، مؤكدة تمسكها بورقة الوسطاء المصريين والقطريين، في موقف ينذر بتصعيد جديد في الأزمة التي تشهدها المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023
وأعلنت إسرائيل في 29 مارس أنها نقلت إلى الوسطاء مقترحا مقابلا بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، بعد موافقة حماس على مقترح تلقته من الوسيطين مصر وقطر.
لكن قياديا في حماس صرح لرويترز الأربعاء بأن الحركة قررت عدم الرد على المقترح الإسرائيلي، مؤكدا تمسكها بورقة الوسطاء.
وكانت مصادر في الحركة قد صرحت لقناة الجزيرة بأن الحركة أبلغت الوسطاء بان المقترح الإسرائيلي الأخير، ينسف المقترح الذي وافقت عليه الحركة من قبل الوسطاء قبل أيام.
وأظهرت نسخة متداولة الأربعاء أن مقترح الوسطاء يمثل جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 17 يناير، وأن من شأنه أن يمدد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما أخرى.
ووفقا للنسخة، من المفترض إتمام مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار قبل انتهاء فترة الخمسين يوما.
وتضمن المقترح إطلاق سراح إيدان ألكسندر، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي يبلغ من العمر 21 عاما، ومن نيوجيرزي بالولايات المتحدة، في اليوم الأول بعد إعلان وقف إطلاق النار.
كما ستطلق حماس سراح أربعة رهائن إسرائيليين، بواقع رهينة كل عشرة أيام مقابل الإفراج عن 250 فلسطينيا معتقلين في السجون الإسرائيلية وإطلاق ألفي سجين ممن اعتقلوا بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.
ويتضمن المقترح أيضا وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفتح المعابر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإعادة فتح محور نتساريم للسماح بدخول السيارات من الجنوب إلى الشمال وبالعكس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 19 مارس أن قواته أعادت بسط سيطرتها على المحور الذي يقسم قطاع غزة.
ودخلت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير بعد حرب استمرت 15 شهرا وتضمنت وقفا للقتال وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والإفراج عن بعض المعتقلين الفلسطينيين.
إلا أن إسرائيل أعلنت في 19 مارس أن قواتها استأنفت عملياتها البرية في وسط قطاع غزة وجنوبه. كما أعلنت توسيعا كبيرا لعملياتها العسكرية في غزة يوم الأربعاء، وقالت إنه ستتم السيطرة على مساحات واسعة من القطاع وضمها لمناطقها الأمنية بالتزامن مع عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان.
وتهدف المرحلة الثانية من الاتفاق الذي من المفترض أن يتألف من ثلاث مراحل إلى التركيز على تفاهمات لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وتقول حماس إن أي مقترحات يجب أن تسمح بإطلاق المرحلة الثانية، بينما تعرض إسرائيل تمديد المرحلة الأولى التي بلغت 42 يوما.
يُثير رفض حركة حماس للمقترح الإسرائيلي مخاوف جدية بشأن مستقبل جهود التهدئة في قطاع غزة، إذ يرى مراقبون أن هذا الموقف يُعقد بشكل كبير مساعي التوصل إلى اتفاق يوقف نزيف الدماء. وتتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الانسداد في المفاوضات إلى تصعيد عسكري جديد، قد يخلف المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، تتعالى الأصوات المطالبة بتحرك دولي عاجل للضغط على طرفي النزاع، وحثهما على العودة إلى طاولة المفاوضات. ويُشدد محللون على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدور أكثر فعالية في الوساطة، وأن يمارس ضغوطًا حقيقية على إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وبدأت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر من عام 2023، مما أسفر وفقا للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 رهينة.