حماس تحرك ملف الأسرى في مواقيت سياسية

أسرة الإسرائيلي أبرا منغيستو المحتجز لدى الحركة في قطاع غزة تدعو السلطات الإسرائيلية إلى العمل بسرعة لإعادته إلى منزله.
الأربعاء 2023/01/18
ورقة ضغط في الوقت المناسب

غزة (فلسطين) - قالت دوائر سياسية إن تحريك حركة حماس لملف تبادل الأسرى مع إسرائيل في هذا التوقيت الذي تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا داخلية يستهدف مزيد تأليب الرأي العام ضدها ولا يعكس مساعي جدية لتحقيق اختراق في الملف المجمد منذ فترة طويلة.

وأشارت الدوائر إلى أن ملف الأسرى الإسرائيليين حساس جدا لدى المجتمع الإسرائيلي الذي يتهم الحكومات المتعاقبة بالتخاذل في حلحلته وعادة ما يؤجج الاحتجاجات ضدها، ما يزيد الضغوط عليها.

وقالت أسرة الإسرائيلي المحتجز لدى حركة حماس في قطاع غزة أبرا منغيستو إن مقطع الفيديو الذي بثته الحركة الاثنين “دليل على أنه مازال حيا”، داعية السلطات الإسرائيلية إلى العمل بسرعة لإعادته إلى منزله.

حسام الدجني: حماس توظف الساحة السياسية الإسرائيلية المرتبكة
حسام الدجني: حماس توظف الساحة السياسية الإسرائيلية المرتبكة

وبثت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لـحركة حماس مقطع فيديو هو الأول لمنغيستو منذ احتجازه في غزة قبل 8 سنوات.

وقال يالو منغيستو شقيق المحتجز الإسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية “لا يمكنني أن أؤكد بنسبة 100 في المئة أنه هو، لكن يبدو بالفعل أنه هو شقيقي، لقد تغير خلال 8 سنوات”.

وفي تصريحات للقناة (13) الخاصة، علق يالو على توقيت نشر الفيديو من قبل حماس بالتزامن مع مراسم تسلم هرتسي هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي مهام منصبه خلفا لأفيف كوخافي.

وقال “أعلم أنها لعبة، لقد اختارت (حماس) التوقيت المناسب، لكن ليس هذا هو ما يشغلنا. أنا أنظر إلى النتيجة النهائية، أن يعود الأبناء إلى ديارهم في القريب”.

وقالت أسرة منغيستو في بيان “من المُلحّ أن نعيده أكثر من مشاهدته بالفيديو. هذا دليل آخر على أنه على قيد الحياة”.

وأضافت “على الدولة (إسرائيل) التحرك بسرعة لإعادته إلى المنزل. يبدو بصحة جيدة ويتم الاعتناء به. لا يوجد سبب لبقائه قيد الاحتجاز يوما آخر”.

وظهر في المقطع المُصوّر الإسرائيلي منغيستو وهو يرتدي قميصا أزرق ويرسل رسالة صوتية لحكومته.

كتائب القسام تحاول بين فترة وأخرى تحريك المياه الراكدة في ملف التبادل، في ظل عدم جاهزية الحكومة الإسرائيلية للعمل بجدية على إنهاء الملف

وقال منغيستو في الفيديو “إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟”.

وتحتفظ حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بجنديين إسرائيليين هما أورون شاؤول وهدار غولدين بعد أن أسرتهما خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما.

كما تحتفظ الحركة بمدنيَين إسرائيليَين هما أبرا منغيستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في سبتمبر وديسمبر من العام ذاته، فيما كشفت حماس عن تدهور طرأ على صحة السيد.

وفي يونيو 2020، عرضت كتائب القسام لأول مرة مقطع فيديو قصيرا لأحد الجنود لديها ويدعى هشام السيد (33 عاما)، وهو طريح الفراش موصولا على جهاز تنفس اصطناعي.

وأبرمت إسرائيل اتفاقا لتبادل الأسرى مع حماس برعاية مصر في العام 2011 تضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في منتصف العام 2006 مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية على دفعتين.

حماس تحتفظ بجنديين إسرائيليين هما أورون شاؤول وهدار غولدين بعد أن أسرتهما خلال حرب صيف 2014

وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4600 فلسطيني في 23 سجنا، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و29 أسيرة و172 طفلا و680 معتقلا إداريا، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن كتائب القسام تحاول بين فترة وأخرى تحريك المياه الراكدة في ملف التبادل، في ظل عدم جاهزية الحكومة الإسرائيلية للعمل بجدية على إنهاء الملف.

وقلّل المراقبون من إمكانية أن يدفع إعلان حماس بحراك جاد في ملف الأسرى، وذلك لعدم استعداد إسرائيل لفتح الملف ودفع الثمن الذي تطلبه حركة حماس.

ويقول حسام الدجني، الكاتب والمحلل الفلسطيني، إن إعلان القسّام الذي جاء في ظل تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي يهدف إلى إحراج الحكومة وكافة الأطراف، بما يضمن السياق المطلوب من تحريك لملف تبادل الأسرى.

ويرى الدجني أن نشر حماس للفيديو قد يكون دافعا لتحريك الأطراف التي تتوسط بين حماس وإسرائيل في ملف تبادل الأسرى.

وأشار إلى أن كتائب القسّام تحاول اللعب في الساحة السياسية الإسرائيلية المرتبكة، لتحقيق مجموعة الإنجازات لصالحها.

2