حماس تتوعد إسرائيل بحرب استنزاف طويلة رغم الخسائر الكارثية

خالد مشعل يعتبر أن عملية طوفان الأقصى نقلة كبيرة بالصراع أعادت إسرائيل لنقطة الصفر، بينما دفع قطاع غزة ثمنا باهظا لمغامرة دمرت القطاع وشردت أهله وقتل فيها آلاف المدنيين.
الاثنين 2024/10/07
ما تم اعماره في سنوات يحتاج لعقود لاعادة الاعمار

الدوحة - أكد المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن خيار الحركة هو مواصلة خوض "معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل وذلك في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال أبو عبيدة في كلمة مصوّرة إن "قرارنا وخيارنا وهو الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب".

وقلّ ظهور أبوعبيدة في الأشهر القليلة الماضية بسبب كثافة الغارات والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة بينما يعتقد أنه هو وزعيم حماس يحيى السنوار وقادة آخرين يختبئون في أنفاق عميقة مجهزة.

وفي السياق وبالمناسبة ذاتها، أكد رئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل أن "عملية طوفان الأقصى نقلة كبيرة في الصراع مع إسرائيل، إذ أعادتها إلى نقطة الصفر ولن تخفف من وطأتها حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023".

وقال في كلمته الاثنين بالملتقى السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة بعنوان 'الطوفان' "لن يخفف من وقع هزيمة 7 أكتوبر ما فعله هذا الكيان المهزوم المهزوز حين هاجم غزة هجوما شاملا في نفس توقيت الطوفان، ردًا للاعتبار ومحاولةً للضغط على هزيمته، وعلى ارتباكه وفشله على أرض غزة عبر عام كامل".

وتابع  "سيظل الطوفان نقطة سوداء في تاريخ هذا الكيان ومبشّرة ومنذرة بزواله عما قريب بإذن الله"، مضيفا "قوى المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، قدمت في هذه الملحمة خيرة رجالها وقادتها الكبار وعلى رأسهم رئيسها إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري".

كما أكد أن "القدس تظلّ العنوان الأبرز الذي تنتجه غزة وتدعو الأمة للانتصار له، فالقدس والأقصى هما الملهم والمحرك للإنسانية جمعاء".

وأسهب مشعل في الثناء على عملية طوفان الأقصى بوصفها علية نوعية هزت إسرائيل، لكنه لم يتحدث عن الثمن الباهظ الذي دفعه أهالي قطاع غزة بعد سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي.

وتوجه بالشكر لكل من دعم حماس وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني الذي يتعرض لأعنف هجوم إسرائيلي منذ أيام، أسفر عن مقتل مئات المدنيين وقادة كبار من الحزب بينهم حسن نصرالله الأمين العام للجماعة الشيعية المدعومة من إيران.

واعتبر أن "حبل الدعم الدولي للكيان الصهيوني يتقطع رويدا رويدا حتى ينتهي والآن يبقى على الأنظمة أن تقر بالحق الفلسطيني وتحترم إرادة الأمة والمنطقة وتقطع علاقتها مع هذا الكيان".

كما أشار إلى أن الطوفان جاء ردا على "تصاعد جرائم التنكيل بالأسرى وزيادة التضييق على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فقبله كان الأقصى على وشك الهدم والتهويد يطوّق القدس، ومخططات تهجير أهل الضفة إلى الأردن تتسارع لخلق أزمة جديدة في المنطقة".

وحذّر من أن إسرائيل "تسعى لضرب كل من يقف في طريقها في الشرق والغرب وتريد أن يبقى الجميع خاضعين لها"، معتبرا أن المؤامرات الإسرائيلية "لا تقتصر على فلسطين فقط، بل تمتد لتعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان".

ودعا إلى "توحيد جبهات المقاومة لقتال العدو بوحدة متماسكة والانتصار عليه"، معتبرا أنه "رغم قدراته، لا يستطيع أن ينتصر على جبهة موحدة وقوية".

وعلى أرض الواقع ورغم أن عملية طوفان الأقصى هزت إسرائيل، إلا أن الردّ الإسرائيلي دمر قطاع غزة بشكل شبه كامل وهجّر أهلها ودفع المدنيون ثمن حرب حماس مع حصيلة فاقت الـ41 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى والنازحين.

واعتبر مشعل هذه الكلفة الباهظة ثمنا للمقاومة والتحرر، لكن السلطة الفلسطينية رأت أنها عملية متاجرة بدماء المدنيين.