حلم نهائي أبطال أفريقيا يراود الزمالك والرجاء

تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى ملعب القاهرة الدولي لمتابعة المباراة المرتقبة بين الزمالك المصري وضيفه الرجاء المغربي في جولة الإياب لدور نصف النهائي ببطولة دوري أبطال أفريقيا وهي الخطوة قبل الأخيرة في طريق إسدال الستار على البطولة القارية. وحصد الزمالك فوزا ثمينا في جولة الذهاب أمام مضيفه الرجاء في الدار البيضاء بهدف دون رد، وتبقى مواجهة الحسم أمام المدرجات المغلقة مجهولة النتيجة أيضا.
القاهرة – يتحدد الأربعاء الطرف الثاني في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك حين يحل الرجاء البيضاوي المغربي ضيفا على الزمالك المصري في ملعب القاهرة الدولي في إياب الدور نصف النهائي. وكانت المباراة مقررة في 24 أكتوبر، إلا أنها تأجلت بسبب إصابة عدد كبير من لاعبي بطل المغرب بفايروس كورونا وإجبارهم من قبل السلطات المحلية على الخضوع إلى حجر صحي إلزامي مع عدم منحهم إذن السفر إلى القاهرة، فما كان من الاتحاد الأفريقي (“كاف”) إلا أن اضطر إلى تأجيل اللقاء أكثر من مرة قبل أن يستقر على موعد الأربعاء.
وكان الفريق المصري قد حسم لقاء الذهاب بهدف نظيف على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ما يجعله مرشحا للحاق بغريمه المحلي الأهلي إلى النهائي الذي بلغه الأخير بعدما أطاح الوداد البيضاوي المغربي 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وستقام المباراة النهائية في 27 نوفمبر الجاري على ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية. ويرصد الزمالك اللقب الأول في المسابقة منذ العام 2002 والسادس في تاريخه، في حين يطمح الرجاء إلى قلب الطاولة والحصول على فرصة الفوز بلقبه الرابع والأول من 1999.
دفعة قوية
يأمل الزمالك تكرار فوزه الذي اقتنصه ذهابا بهدف نجمه المغربي أشرف بنشرقي، وسيستعيد مدربه البرتغالي جيمي باتشيكو العديد من الأسماء التي كانت غائبة ذهابا وفي مقدمهم لاعب الوسط التونسي فرجاني ساسي بعد شفائه من فايروس كورونا، وحازم إمام بعد تعافيه من إصابة عضلية ومحمود علاء، فيما يحوم الشك حول مشاركة يوسف أوباما بسبب إصابة عاودته في الركبة.
عودة ساسي ستمنح باتشيكو دفعة قوية في وسط الملعب بسبب قدرته على التحكم في إيقاع اللعب إلى جانب طارق حامد، وأمامهما الرباعي أحمد سيد زيزو وبنشرقي ومواطنه محمد أوناجم ومصطفى محمد. وفي الدفاع سيعول البرتغالي على محمد عبدالغني ومحمود حمدي إلى جانب الظهيرين عبدالله جمعة وأحمد عيد وخلفهم الحارس محمد أبوجبل الذي لعب دورا بارزا في فوز الفريق ذهابا. يدرك مسؤولو الزمالك أن حسم التأهل إلى النهائي لم يأت بعد، وهو ما أكد عليه البرتغالي جايمي باتشيكو مدرب الفريق، الذي قال “نحن الآن في وضع أفضل بعد الفوز في لقاء الذهاب، والرجاء يستحق كل الاحترام والتقدير، إنه فريق قوي يضم لاعبين مميزين في جميع الخطوط”.
وأوضح باتشيكو في تصريحاته التي أدلى بها عقب مباراة الذهاب مباشرة “سوف نستعد للمباراة القادمة، ستكون مواجهة صعبة بكل تأكيد، وطبيعي أننا نحلم بالوصول للنهائي، الفوز مجرد خطوة، ولم نحقق شيئا حتى الآن”. يأمل الزمالك في مواصلة إحكام عقدته أمام الفرق المغربية في المسابقات القارية، ففي 20 مواجهة جمعته أمامها، حقق أبناء القلعة البيضاء 12 فوزا و5 تعادلات وتلقى 3 هزائم.
الزمالك يرصد اللقب الأول في المسابقة منذ العام 2002 والسادس في تاريخه، في حين يطمح الرجاء إلى الفوز باللقب
يمتلك الزمالك العديد من الأوراق الرابحة في مختلف الخطوط، بدءا من محمد أبوجبل في حراسة المرمى، وقلبي الدفاع محمود علاء ومحمود حمدي (الونش)، وهما اللذان أصبحا جاهزين تماما للقاء بعد تعافيهما من الإصابة، مرورا بثنائي وسط الملعب طارق حامد والتونسي فرجاني ساسي، وصولا إلى الثنائي المغربي أشرف بنشرقي، صاحب هدف مباراة الذهاب، ومحمد أوناجم، بالإضافة إلى المهاجم الشاب مصطفى محمد، والجناح الخطير أحمد سيد (زيزو).
مازالت الشكوك تحوم بقوة بشأن مشاركة يوسف إبراهيم (أوباما)، صانع ألعاب الزمالك، حيث أصبحت فرص تواجده على أرض الملعب ضئيلة للغاية في ظل استمرار معاناته من الإصابة في الركبة. من جانبه، يسعى الرجاء لوضع حد لنتائجه الهزيلة أمام الزمالك في المباريات الأفريقية، بعدما عجز الفريق المغربي عن الفوز على نظيره المصري في مواجهاتهما الثلاث التي جرت بينهما بدوري الأبطال، حيث خسر الفريق المغربي مرتين وحقق تعادلا وحيدا.
غيابات الرجاء
حطت طائرة النادي المغربي في القاهرة بعد شفاء غالبية اللاعبين من فايروس كورونا، باستثناء الثلاثي الحارس أنس الزنيتي والمدافعين محمد الدويك وعبدالجليل جبيرة الذين جاءت نتيجة اختباراتهم بوباء كورونا إيجابية. ويأمل الفريق الأخضر بقيادة المدرب جمال السلامي قلب الطاولة على الفريق المصري والعودة إلى الدار البيضاء ببطاقة التأهل إلى النهائي. غياب الزنيتي سيكون الأكثر قساوة على معسكر بطل المغرب لما يمثله من مصدر أمان في التشكيلة، حيث سيعول السلامي على الحارس البديل محمد بوعميرة.
وقال السلامي في تصريحات صحافية “المباراة ستكون صعبة على الفريقين. من الطبيعي أننا سنعاني من نقص في اللياقة البدنية بسبب ظروف الوباء التي لم تكن سهلة، لكننا سنعوض هذا النقص بالروح الجماعية التي تميز فريقنا”. وتابع “سنواجه فريقا خبيرا ومتمرسا، لكننا سندير المباراة بالطريقة الصحيحة، وسنحاول استغلال الميزة التي يتمتع بها الرجاء، إذ نستطيع أن نسجل في بداية المباراة، كما يمكننا أن نفاجئ الخصوم بالتسجيل في الثواني الأخيرة”. ورأى أن “المباريات القوية والحاسمة لا تخضع للمنطق، سنحاول من جانبنا أن نستغل خبرة وتجربة لاعبينا وحسم المباراة لصالحنا”. واعتبر السلامي أن فريقه قدم أداء جيدا في لقاء الذهاب برغم الخسارة، مضيفا “أتمنى أن يكون التحكيم جيدا ومختلفا عن مباراة الذهاب، حيث حرمنا من التعادل على الأقل”.
ولن يدخر لاعبو الرجاء أي جهد لتدارك الموقف، لاسيما أن الفريق ليس لديه ما يخسره، وبالتالي سيدفع المدرب بكل أوراقه القوية لتحقيق الـ”ريمونتادا” المنشودة. وأمام بوعميرة، يمكن للسلامي إشراك عبدالرحيم الشاكير وبدر بانون والكاميروني فابريس نغاه ومحمد مدكور كظهيرين، وفي الوسط الدفاعي عمر العرجون والكونغولي الديمقراطي فابريس نغوما، وأمامهما سفيان رحيمي وعبدالإله الحافيظي والقائد محسن متولي والمهاجم الكونغولي الديمقراطي بن مالانغو. كما يمتلك السلامي أسلحة إضافية تتعلق بالمدافع الليبي سند الورفلي والمهاجمين أيوب نناح ومحمود بنحليب.