حلفاء إيران ينعون رئيسي ويصفونه بـ"حامي حركات المقاومة"

حزب الله اللبناني وحماس وفصائل عسكرية عراقية والحوثيين إضافة إلى الحكومتين السورية والعراقية يعتبرون وفاة الرئيس الإيراني خسارة لهم.
الاثنين 2024/05/20
حداد في لبنان وسوريا والعراق

بيروت - من لبنان إلى العراق مرورًا بسوريا واليمن، نعى حلفاء إيران المنضوون في ما يسمّى بـ"محور المقاومة" الرئيس إبراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث تحطّم المروحية الأحد في شمال غرب الجمهورية الإسلامية، مشيدين بخطّه المناهض لإسرائيل وحلفائها.

وعبّر كلّ من حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية وفصائل عسكرية عراقية والحوثيين اليمنيين إضافة إلى الحكومتين السورية والعراقية، عن تعازيهم لوفاة الرئيس الإيراني ومسؤولين آخرين كانوا برفقته.

وقال حزب الله اللبناني المدعوم من طهران في بيان "يتقدم حزب الله في لبنان بأحر التعازي ومشاعر المواساة بفقدهم".

وأضاف الحزب الذي يشنّ هجمات على إسرائيل من جنوب لبنان يقول إنها دعمًا لقطاع غزة، "لقد عرفنا سماحة الرئيس الشهيد عن قرب منذ زمن طويل فكان لنا أخاً كبيراً وسنداً قوياً ومدافعاً صلباً عن قضايانا وقضايا الأمة وفي مقدمها القدس وفلسطين وحامياً لحركات المقاومة".

ونعى الحزب أيضًا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي قُتل أيضًا في حادث المروحية، معتبرًا أنه "حامل الراية في كل المحافل السياسية والدبلوماسية في العالم والمحب لحركات المقاومة والمتفاني في نصرتها ودعمها".

ومنذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، قام أمير عبداللهيان بزيارات عديدة إلى المنطقة خصوصًا إلى لبنان وسوريا، في حين تُقدّم طهران نفسها على أنها الداعم الأول لحماس.

من جانبها، نعت حماس رئيسي مشيدة بموافقه "المشرّفة في دعم قضيتنا الفلسطينية".

وأعربت الحركة عن تضامنها مع إيران في الحادث "الذي أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية التي كانت لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، ومواقف مشرّفة في دعم قضيّتنا الفلسطينية، ومساندة نضال شعبنا المشروع ضدّ الكيان الصهيوني، ودعمها المقدّر للمقاومة الفلسطينية، وجهودها الحثيثة في التّضامن والإسناد في كافة المحافل والمجالات لأهلنا في قطاع غزَّة الصامد في ظل معركة طوفان الأقصى، وسعيها وجهدها السياسي والدبلوماسي المكثف لوقف العدوان الصهيوني ضدَّ شعبنا الفلسطيني".

وفي اليمن، اعتبر المتمرّدون الحوثيون أن فقدان رئيسي "خسارة ليس لإيران فحسب بل وللأمة الإسلامية جمعاء ولفلسطين وغزة وهي تخوض معركةً تحررية وكانت بأمس الحاجة إلى وجود مثل هذا الرئيس الذي ظل ينافح عن مظلومية الشعب الفلسطيني وحقه في نيل الحرية واستعادة أرضه ومقدساته".

ومنذ 19 نوفمبر، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب.

وأعلن كل من لبنان وسوريا الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وكذلك العراق ليوم واحد.

وفي سوريا، أعرب الرئيس بشار الأسد عن تعازيه للجمهورية الإسلامية، حليفته الوثيقة من اندلاع النزاع في بلاده قبل 13 عامًا.

وعبّر الأسد "عن بالغ الأسف والمواساة لهذا الحادث الأليم والفقد الكبير الذي نجم عنه" وفق ما نقلت منصّات الرئاسة، مضيفاً "لقد عملنا مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سوريا وإيران مزدهرة على الدوام ونحن سنبقى نذكر زيارته إلى سوريا محطة هامة في هذا المسار".

وفي العراق، تقدّم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "بخالص تعازينا ومواساتنا إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي، وإلى إيران" معربًا عن تضامنه "مع الشعب الإيراني الشقيق ومع الإخوة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بهذه الفاجعة الأليمة".

وقدّم المرجع الأعلى للشيعة في النجف بالعراق آية الله علي السيستاني التعازي "بهذه الفاجعة الأليمة للأمة الشريفة الإيرانية وحكومتها".

وبدوره، عبّر الحشد الشعبي وهو تحالف فصائل عسكريّة عراقية موالية لإيران، عن تعازيه لقادة الجمهورية الإسلامية معتبرًا أن رئيسي "لطالما أعلن أن العراق وإيران شعب واحد ولا يمكن الفراق بينهما".

أما كتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل العراقية الحليفة لطهران، فقد أعربت عن تعازيها لوفاة رئيسي ورفاقه، معتبرةً أن الشعب الإيراني "يقف اليوم موحداً في مواجهة هذا المصاب الجلل، متمسكاً بالعزيمة والإيمان، مستلهمًا من تاريخه الطويل دروس الصبر والتحدي".

وكذلك اعتبرت حركة النجباء التي تشكل جزءًا من قوات الحشد الشعبي، أن الأمة الإسلامية "فجعت" بخبر وفاة رئيسي معتبرةً أنه "كان من أكبر الداعمين لخط الممانعة المجاهد، وبرحيله فقدت المقاومة الاسلامية ركنا أساسيا رصينا من أركانها، ومقاوما شجاعا طالما دافع عن الاسلام وعن قضاياه الحقة".

وفي أعقاب اندلاع الحرب في قطاع غزة، استهدفت فصائل عراقية مسلحة قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أميركية على خلفية دعم واشنطن للدولة العبرية في الحرب.

وتبنّت غالبية هذه الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل موالية للجمهورية الإسلامية.

وتراجعت الهجمات منذ إعلان كتائب حزب الله تعليق عملياتها نهاية يناير، في أعقاب مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم طال مركزا يتواجدون فيه بشمال الأردن.

وتصنّف واشنطن كتائب حزب الله - العراق منظمة "إرهابية" وسبق أن استهدفت التنظيم بغارات في العراق.