حكومة كردستان تحدد موعد الانتخابات البرلمانية دون حسم للملفات الخلافية

أربيل - حدّد إقليم كردستان في شمال العراق نوفمبر المقبل موعداً لإجراء انتخاباته البرلمانية بعد تمديد دورة البرلمان لعام واحد على خلفية توتر وأزمة سياسية.
ومدّد برلمان الإقليم المكوّن من 111 مقعدا في أكتوبر الماضي مدة دورته لعام إضافي، مرجئا الانتخابات التي كان يفترض أن تحصل في الشهر نفسه، على خلفية نزاعات سياسية بين الحزبين الكبيرين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، حول كيفية تقسيم الدوائر الانتخابية، وأيضا حول سجلات الناخبين، وهي خلافات لا تزال مستمرة على الرغم من حديث عن انفراجة.
وأعلن المتحدث باسم رئاسة الإقليم دلشاد شهاب في مؤتمر صحافي الأحد في أربيل عاصمة الإقليم أنه "تم تحديد يوم 18 من شهر نوفمبر القادم موعدا لإجراء انتخابات برلمان كردستان العراق".
وأضاف شهاب أنه "تم التباحث مع جميع الأطراف السياسية (..) وجميعها أبدت استعدادها ولم يمانع أي طرف إجراء الانتخابات بهذا التوقيت". ويهيمن الحزبان الكبيران المتخاصمان على الحياة السياسية في الإقليم.
◙ التفاهم يبدو أنه صار مع جميع الأطراف السياسية وجميعها أبدى استعداده ولم يمانع أي طرف في إجراء الانتخابات بهذا التوقيت
ويسيطر الحزب الديمقراطي خصوصا في أربيل ويتولّى رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة فيه. في المقابل ومنذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في العام 2003، كان كل رؤساء جمهورية العراق من الاتحاد الوطني.
ويلعب البرلمان دورا مهما في الإقليم فهو يمنح الثقة للحكومة ورئيسها كما يقرّ القوانين المحلية في الإقليم الذي يملك أيضاً قواته الأمنية الخاصة. ويملك الحزب الديمقراطي في البرلمان الحالي الأغلبية بـ45 مقعدا، يليه الاتحاد الوطني بـ21 مقعداً.
ويقدم إقليم كردستان نفسه كملاذ للاستقرار والأمن في بلد مزقته عقود من الصراعات. لكن ناشطين ومعارضين ينددون أحياناً بالفساد والتوقيفات التعسفية وبترهيب متظاهرين.
ومدّد برلمان الإقليم أكثر من مرّة في السنوات الماضية ولايته على خلفية خصومات سياسية داخلية بلغت ذروتها في التسعينات، مع تقاتل داخلي بين عائلتي بارزاني وطالباني. ويختلف الحزبان كذلك في العديد من القضايا لاسيما تلك المتعلقة بتوزيع تخصيصات الموازنة.
وغالبا ما تختلف حكومة الإقليم مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن حصة أربيل من الموازنة وكذلك إدارة صادرات الموارد النفطية القادمة من الإقليم.
كما أن المنطقة ليست بمنأى عن تصفية حسابات إقليمية. وتشنّ تركيا المجاورة مرارا هجمات عسكرية تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال إقليم كردستان قواعد خلفية له وتصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون بأنه منظمة "إرهابية".