حكومة بوريس جونسون المأزومة تراهن على دعم الحلفاء الخليجيين

السلطات البريطانية تراهن على توسيع نطاق التعاون مع دول الخليج لتحقيق التعافي الاقتصادي.
الثلاثاء 2021/12/21
سعي بريطاني لنقلة نوعية في العلاقة مع دول الخليج

لندن - اتفقت المملكة المتحدة ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز الروابط الأمنية والاقتصادية، وبالتالي التمهيد لحقبة من التعاون الأوثق، بما في ذلك في مجالات التجارة والأمن الإلكتروني، والاستثمار في البنية التحتية الصديقة للبيئة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

جاء ذلك عقب اجتماع رفيع المستوى عقد الاثنين في لندن بين وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ونظرائها من السعودية وقطر وعمان والبحرين والكويت، والسفيرة والمندوبة الدائمة الإماراتية لدى الأمم المتحدة، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وذلك في تشيفنينج هاوس بمقاطعة كنت البريطانية.

ويأتي الاجتماع في ظل أزمة خانقة تعيش على وقعها حكومة بوريس جونسون، ازدادت وطأتها باستقالة وزير بريكست ديفيد فروست.

ويرزح رئيس الوزراء البريطاني تحت وطأة تمرّد داخل حزبه إذ صوّت مئة نائب محافظ ضد القيود الأخيرة المفروضة لاحتواء فايروس كورونا، إضافة إلى تكبّد حزبه هزيمة نكراء في انتخابات تشريعية فرعية جرت الخميس.

وذكر بيان للحكومة البريطانية أن المجتمعين اتفقوا على العمل من أجل زيادة التجارة المتبادلة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي يبلغ حجمها 30 مليار جنيه إسترليني سنويا.

وتراهن الحكومة البريطانية على توسيع نطاق التعاون مع دول الخليج لتحقيق التعافي الاقتصادي الذي شهد هزات على خلفية خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، وتداعيات أزمة كورونا التي لا تزال تلقي بظلالها مع دخول المملكة في موجة وبائية جديدة.

بيان الحكومة البريطانية ذكر أن المجتمعين اتفقوا على العمل من أجل زيادة التجارة المتبادلة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي

وتسعى المملكة المتحدة إلى إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي والتي سوف تعزز الروابط في مجالات كالاستثمار والخدمات، ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بشأنها في السنة المقبلة.

وأبدى الزائرون الخليجيون، وفق البيان، ترحيبا بإطلاق مؤسسة الاستثمار الدولي البريطاني، والتي سوف تزيد الاستثمارات في البنية التحتية ومشاريع التقنية والطاقة النظيفة في أنحاء آسيا وأفريقيا ومنطقة الكاريبي.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت مؤسسة الاستثمار الدولي البريطانية، التي كان يُطلق عليها حينذاك اسم مؤسسة الكومنولث للتنمية، عن صفقة جديدة مع شركة موانئ دبي العالمية لتحديث ثلاثة موانئ في السنغال والصومال ومصر، في إطار برنامج أوسع نطاقا لدعم التجارة الأفريقية في أنحاء العالم.

وبحث الاجتماع أيضا الصراع في اليمن، ونشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، والأزمة في أفغانستان.

وشارك في اجتماع الاثنين كلّ من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير خارجية عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، ووزير خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف.

وكان الحجرف صرح في وقت سابق الاثنين، بأن العلاقات الخليجية - البريطانية ترتكز على علاقات تاريخية واستراتيجية تخدم المصالح المشتركة للجانبين.

وذكر أن الاجتماع الوزاري الخليجي - البريطاني هدفه بحث القضايا المشتركة من قبيل “الأمن والاستقرار والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين”.

3