حكومة الدبيبة تزيد من درجة التأهب لمواجهة تأثيرات الحرب السودانية

طرابلس - أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عقد اجتماع مساء الجمعة لمناقشة تأثير النازحين السودانيين على ليبيا، ومساعدة الأسر النازحة إنسانيا، فيما شدد المجتمعون على رفع درجة التأهب لمواجهة تأثيرات الحرب في السودان.
وأجبرت الحرب التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع الملايين على ترك منازلهم والنزوح سواء داخليا أو إلى الدول المجاورة ومن بينها ليبيا.
ويتكدس النازحون السودانيون في المزارع بمدينة الكفرة الحدودية، وآخرون في مقرات الجالية السودانية بالمدن الليبية، كما يعانون من تأخر إجراءات منحهم بطاقة اللجوء من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويواجهون ظروفا إنسانية قاسية.
ويدخل هؤلاء عن طريق المثلث الحدودي بين البلدين، ومنه إلى مدينة الكفرة الواقعة على الشريط الحدودي، التي أصبحت تعاني تدفق اللاجئين السودانيين.
وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية إن الاجتماع خصص لمتابعة “التقارير الخاصة بالحرب السودانية وتأثيرها على الأراضي الليبية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا”.
كما تناول أوضاع النازحين على الحدود الليبية – السودانية وبعض المؤشرات حول تأثير الحرب القائمة على ليبيا، والتدابير والإجراءات الواجب اتخاذها تجاه الأسر النازحة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية.
ودعا المجتمعون إلى ضرورة رفع درجة التأهب والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة لمواجهة تأثيرات هذه الحرب.
وعقد الاجتماع برئاسة مدير مكتب التعاون الفني بوزارة الشؤون الاجتماعية حافظ اخليف، وحضور مدير مكتب الشؤون الإنسانية خالد أبوالأجراس، ومديرة إدارة ذوي الإعاقة ريمه الرشراش ومسؤولين آخرين من الوزارة.
وتعتبر مدينة طرابلس واحدة من أكثر المدن الليبية التي تكتظ باللاجئين السودانيين الذين يقصدونها بحلم الحصول على حق الحماية بعد التسجيل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية.
وأوضحت أرقام الأمم المتحدة تزايد أعداد اللاجئين السودانيين الواصلين إلى ليبيا إلى نحو 195 ألف لاجئ حتى أغسطس الماضي فيما قالت “لجنة الإنقاذ الدولية”، إن تدفق اللاجئين السودانيين إلى ليبيا أسهم في زيادة الاحتياجات داخل المجتمعات المحلية، مما أدى إلى إجهاد الموارد الضعيفة أساسا، والنظام الصحي الهش، إذ تفتقر المرافق الصحية الأولية إلى القدرة على تقديم المساعدة الطبية الكافية للعدد المتزايد من اللاجئين.
ورغم التسهيل الذي يجده اللاجئون السودانيون من سلطات الحدود الليبية خاصة الأسر والأقرباء الذين تسمح لهم بالدخول، إلا أن هنالك عقبات أخرى تواجه السودانيين الواصلين إلى الكفرة، منها بطء إجراءات البطاقة الصحية التي قد تستغرق أسبوعين أو يزيد بسبب كثرة أعداد اللاجئين السودانيين الواصلين الذين تتراوح أعدادهم حسب لجنة الإنقاذ الدولية ما بين 2000 و2500 لاجئي أسبوعيا.
النازحون السودانيون يعانون من تأخر إجراءات منحهم بطاقة اللجوء من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
وأظهرت بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء الماضي أن أكثر من 97 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل العام 2023، يتركز منهم 65 ألف لاجئ في مدينة الكفرة وحدها.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 وسط خلافات على كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار الانتقال إلى الحكم الديمقراطي.
وبحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة في أغسطس، فقد نزح شخص واحد تقريبا من كل خمسة أشخاص داخل السودان بواقع 10.7 مليون نازح داخليا. وفر 2.3 مليون شخص من البلاد عبر الحدود.
وتسببت الحرب في السودان في أسوأ أزمة إنسانية في العالم والتي يعاني فيها نصف سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة من نقص الغذاء.
كما أطلق الصراع موجات من العنف العرقي وخلق ظروفا شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.
وسبق أن خصصت منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة جويس مسويا 5.3 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ لدعم 195 ألف لاجئ معرضين للخطر ومجتمعاتهم المضيفة في ليبيا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا زاد بشكل كبير منذ بدء الصراع في أبريل 2023، لافتا إلى أن هذا التخصيص سيدعم المساعدات العاجلة ويعزز الاستجابة الإنسانية، في حين يتم حشد المزيد من الموارد.