حكم الفيديو يثير أزمة وجدلا في الدوري المغربي

الرباط – آثرت مجموعة من الأندية المغربية أن ترفع راية الاحتجاجات والانتقادات على الحكام، ذلك أن السواد الأعظم من فرق الدوري عبرت عن استيائها من طريقة إدارة المباريات.

وكان من المنتظر أن يساعد “الفار” الحكام في أداء مهمتهم دون مشاكل، لكن مجموعة من المباريات سجلت فيها الكثير من الملاحظات على أداء الحكام، وكان آخر الأندية التي احتجت، مولودية وجدة الذي راسل اللجنة المركزية للتحكيم، حول الأخطاء التي وقع ضحية لها في مباراتيه أمام الوداد ويوسفية برشيد، وطالب بفتح تحقيق في مجريات المباراتين.

وأصبح “الفار” الملاذ الوحيد للحكام في المباريات من أجل تجاوز الأخطاء واتخاذ القرارات الصائبة.

ويعيب المسؤولون عن الحكام، استنجادهم بالفار في حالات واضحة، ولا تستدعي اللجوء إلى هذه التقنية، حيث تميز استئناف الدوري بظاهرة أصبحت عنوانا بارزا في المباريات تتمثل في كثرة توقفها من طرف الحكام من أجل اللجوء إلى الفار قبل حسم أي قرار.

واعتبر الفنيون والمحللون أن كثرة التوقفات ولجوء الحكام إلى الفار أصبح يؤثر على إيقاع المباريات بل يصيب المتابع بالملل. وتعرض الحكم سمير الكزاز لانتقادات كثيرة بسبب الارتباك الذي شاب أداءه في المباريات التي أدارها، وكان من أكثر الحكام الذين لجأوا إلى الفار بعد استئناف الدوري.

قلة الثقة

وأكد جمال الكعواشي عند سؤاله عن هذه الظاهرة في تصريحات صحافية أنه على الحكام أن تكون لديهم شخصية قوية عند إدارة المباريات، وتكون أيضا قراراتهم شجاعة.

وكانت اللجنة المركزية للتحكيم قد استدعت حكاما من أجل تقريبهم من أخطائهم كما أبدت ملاحظات حول التعامل مع الفار.

سمير الكزاز تعرض لانتقادات بسبب الارتباك الذي شاب أداءه، وكان من أكثر الحكام الذين لجأوا إلى الفار

وأثار إيقاع مباريات الدوري المغربي لكرة القدم استياء المدير الفني لمنتخب “أسود الأطلس”، وحيد خاليلوزيتش، الذي كشف لمقربيه عن أن مستوى المباريات، قبل توقف المنافسات المحلية، واستئنافها بعد تفشي وباء كورونا تغيّر كثيرا، رغم برمجة كل المباريات في الفترة المسائية.

واستغرب المدرب البوسني، كيف يعاني أغلب لاعبي الأندية المغربية بدنيا، وهو الأمر الذي لم يلمسه في مردود المحترفين في أوروبا، الذين يحرص على متابعة مبارياتهم، سواء المحترفين في دوريات “القارة العجوز”، أو أولئك الذين يحضرون مع أنديتهم في منافسات الدوري الأوروبي.

وكشفت تقارير صحافية مغربية أن نادي الرجاء الرياضي قدَّم احتجاجا رسميا على لجنة التحكيم بالاتحاد المغربي لكرة القدم على خلفية الأخطاء التي ارتكبت في حقه خلال العديد من المباريات.

وأكد سعيد وهبي، الناطق الرسمي لفريق الرجاء الرياضي – منافس الزمالك في دوري أبطال أفريقيا – أن فريقه احتج بصفة رسمية بسبب الأخطاء التي ارتكبها الحكم سمير الكزاز، في مواجهة الدفاع الحسني الجديدي، خلال المباراة المؤجلة من الأسبوع الـ9 من الدوري المغربي بعدما حرم النسور الخضر من ضربة جزاء واضحة، كان بإمكانها أن تقلب نتيجة المباراة.

وقال وهبي إن فريقه قدَّم احتجاجا على الحكام بفعل الأخطاء التي ارتكبها أيضا الحكم الداكي الرداد، خلال المباراة التي جمعت الرجاء بمضيفه المغرب التطواني، ضمن مؤجلات الجولة الـ19 من الدوري الاحترافي، إذ لم يُقدم حكم اللقاء على إشهار البطاقة الحمراء في وجه توفيق الصفصافي، لاعب فريق “الماط”، الذي كانت تدخلاته قوية في حق لاعبي الفريق الأخضر، وكاد يتسبب لهم في إصابات بليغة.

وأضاف الناطق الرسمي لفريق الرجاء، أن فريقه لن يدخر جهدا في الدفاع عن مصالحه وسيدافع عنها بكل حزم حتى لا تتكرر الأخطاء التحكيمية خلال المباريات المقبلة، فضلا عن أنه يسعى من خلال احتجاجه على لجنة الحكام، لأجل ضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.

انزعاج كبير

في سياق متصل، عبّر خاليلوزيتش عن انزعاجه من عودة حكام الدوري المغربي لتقنية الفيديو المساعد “فار” كثيرا، وهو ما يضيع الكثير من الوقت، ويجعل الملل يصيب مشاهدي المباريات، التي تلعب أمام مدرجات فارغة، حيث تساهم كثرة التوقفات في تدني المستوى الفني للمواجهات.

وفي سياق آخر كشف الاتحاد المغربي لكرة القدم، حقيقة إلغاء الدوري الاحترافي لموسم (2019 – 2020)، بسبب ارتفاع عدد إصابات اللاعبين بفايروس كورونا. وقال مصدر من الاتحاد المغربي “ليست هناك نية لإلغاء الدوري الاحترافي، رغم المؤجلات التي عرفتها الجولات الأخيرة، بسبب فايروس كورونا”.

وأضاف “الاتحاد المغربي يسخر كل مجهوداته وإمكانياته من أجل استمرار الدوري، وإلغاء البطولة أمر مستبعد حاليا، والأندية بدورها لا تدخر أي جهد من أجل مواصلة المنافسة”.

وكانت عدة أخبار قد أشارت إلى إمكانية إلغاء الدوري بسبب فايروس كورونا، غير أن المنافسة متواصلة على صعيد القسم الأول والثاني. وكان الاتحاد المغربي قد اضطرّ إلى إلغاء 4 مواجهات بالدوري الجمعة الماضي، بسبب إصابات في صفوف اللاعبين، كمباراة الكلاسيكو بين الجيش والوداد، وقمة الرجاء وسريع وادي زم.