حكايات عن الحب والصمود تتنافس في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة

بيروت - بحكايات نسائية صادقة عن معاني العائلة والحب والصمود، تنافس خمسة أفلام عربية بقيادة نسائية في المسابقة الرسمية للنسخة الثامنة من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة الذي سينعقد في الفترة ما بين 27 أبريل الجاري و3 مايو المقبل والذي يعرض بشكل أساسي أفلامًا من إنتاج نساء أو تتمحور حول قضايا المرأة التي تؤثر بشكل خاص على النساء، والأفلام من توزيع شركة "ماد سولوشينز".

وتشهد هذه المشاركة العرض العربي الأول للفيلم المغربي "الجرح" للمخرجة سلوى الكوني، وهو من بطولة أميمة بريد وأمل عيوش ومنصور البدري ويحكي قصة فتاة مغربية تدعى ليلى تسعى وراء شغفها وطموحاتها، متجاوزةً القيود المجتمعية الشائكة المفروضة على المرأة تحت ستار التقاليد والثقافة السائدة، كما يركز على توضيح التأثير المنتشر للمعايير الثقافية، والإكراهات التي تواجهها المرأة في المجتمع، والتأثير العميق للاختيارات الشخصية على الأفراد والمقربين منهم.

كما تشهد الدورة الثامنة العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني القصير “معجزة الحياة” للمخرجة صابرين خوري، والذي يتابع الرحلة العاطفية والجسدية لامرأة فلسطينية حامل مقيمة في هولندا، من خلال تأملات حميمية، حيث تواجه الألم وعدم اليقين والخوف من التغيرات الجسدية وأزمة الهوية، بينما تتحدى الأعراف المجتمعية المتعلقة بالحمل والأمومة. وعلى خلفية حرب غزة، تزيد أسئلتها المستمرة من عُمق رحلتها.

ومن فلسطين أيضا يعرض فيلم “شكرًا لأنك تحلم معنا” للمخرجة ليلى عباس، وبطولة ياسمين المصري وكلارا خوري وكامل الباشا وأشرف برهوم، وهو إنتاج فلسطيني – ألماني - قطري. ويحكي الفيلم قصة مريم ونورا اللتين توفيَّ والدهما تاركًا إرثًا كبيرًا من المال، فتخطط الشقيقتان للاستحواذ على الميراث قبل أن يعلم أخوهما بوفاة الأب لأنه شرعًا وقانونًا سيرث نصف التركة، وهو ما ترى فيه الأختان ظلمًا لهما.

كما يعرض لأول مرة الفيلم السعودي "سلمى وقمر"، وهو من تأليف وإخراج عهد كامل، وبطولة رولا دخيل الله ومصطفى شحاتة ورنا علم الدين وقصي خضر. ويضم فريق عمل الفيلم أيضا المخرج السوداني أمجد أبوالعلاء، مخرج فيلم “ستموت في العشرين” ومنتج فيلمي “المرهقون” و”وداعًا جوليا”. تدور أحداث الفيلم في جدة، خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، حيث تتشكل رابطة صداقة غير معهودة بين فتاة سعودية وسائقها السوداني. وتُختبر هذه الصداقة عندما تبدأ الفتاة في تولي دفة القيادة.

ويعرض أيضا لأول مرة الفيلم التونسي “المابين”، وهو من تأليف وإخراج ندى المازني حفيظ وسيناريو مشترك مع باسكال جوس، وبطولة الممثلة التونسية النجمة أمينة بن إسماعيل ويشاركها محمد مراد وسناء بن الشيخ العربي وأيمن بن حميدة. تدور أحداث الفيلم حول شمس البالغة من العمر 23 سنة وتحيط بحياتها آلام وأسرار لا يمكن تصورها. بعد تجريد شمس من حقها في الوجود، ينبذها الحب الحقيقي وترفضها أعراف المجتمع وتوقعاته الصارمة.

وتتضمن الدورة الجديدة عرض أكثر من 100 فيلم متنوع بين الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية، فضلا عن عدد من أفلام الرسوم المتحركة والتجريبية وأفلام الرقص، من 44 دولة في العالم، إلى جانب عدد من الندوات واللقاءات الحوارية والفنية.

ويشارك في لجنة تحكيم المهرجان 29 اسما بارزا في السينما والإعلام، من بينها: نادين جابر، سمير سيرياني، رزان جمال، سارة أبي كنعان التي تقدم حفل الافتتاح، ميشال حوراني، أنجي جمال، باروين حبيب، كميل سلامة، جوليا قصار، وغيرهم. وترفع النسخة الثامنة من المهرجان شعار “نساء من أجل القيادة”، وذلك تأكيدا لدور المرأة المحوري في المجتمع وقدرتها على صنع القرار والتغيير الإيجابي، كما أوضح مدير المهرجان سام لحود.

وتشهد النسخة الجديدة من المهرجان تكريم الفنانة التونسية هند صبري التي تحضر كضيفة شرف في حفل الافتتاح، المقررة إقامته في “كازينو لبنان”، بصفتها نموذجا عن النساء القياديات في المجال السينمائي؛ فبعد تحقيقها نجاحا وشهرة في التمثيل وسعت نشاطها نحو الإنتاج لتشرف على إنتاج مشاريع سينمائية مهمة في الشرق الأوسط.

ويسلط حفل الافتتاح الضوء على أبرز المحطات في مسيرة هند الفنية ومساهماتها في السينما العربية، كما تتحدث هند عن بداياتها في عالم الفن، وصولا إلى المكانة التي حققتها كواحدة من النجمات المخضرمات في الوطن العربي.

ويتضمن حفل الافتتاح هذا العام أيضا تكريما لشخصيات نسائية رائدة في مجالات أخرى، من بينهن رئيسة “التجمع الوطني للسكري” جاكلين معلوف، ورئيسة مجموعة HOLDAL  مايسة بوعضل، تقديرا لإسهاماتهن في الحقلين الاجتماعي والاقتصادي. يُذكر أن المهرجان كان قد كرّم في دورته السابعة النجمة المصرية يسرا، بمنحها جائزة فخرية تقديرا لمسيرتها الطويلة في السينما والتلفزيون.