حقبة المحركات الكبيرة تقترب من خط النهاية

الشركات تُجاري معركة التحول البيئي بتقليص عدد الأسطوانات في سياراتها الحديثة.
الأربعاء 2022/12/07
متعة لا يمكن التفريط فيها
 

تراود البعض من مصنعي السيارات ذات المحركات القوية أفكار تتراوح بين سبل الحفاظ على رونق طرزهم الرياضية الخارقة مع تقليص عدد الأسطوانات بما يتماشى مع النغمة العالمية في الحفاظ على البيئة والابتعاد أكثر عن الوقود التقليدي رغم أن خبراء يشككون في اختفاء هذه الفئة من المحركات.

برلين - يشكل الاستمرار في تصميم محركات جديدة للاحتراق الداخلي وخاصة الكبيرة منها تحديا كبيرا لأغلب المصنعين من أجل جعلها تصمد أمام زحف المحركات الكهربائية.

وفي غمرة القناعة بعدم اندثارها خلال سنوات وجعلها أكثر كفاءة، يعمل المطورون على التأقلم مع الوضع القائم باستحداث أساليب لإبقائها على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.

وتشتهر شركات السيارات العالمية مثل بنتلي وبوغاتي ولامبورغيني بإطلاق موديلات تتضمن محركات بقوة كبيرة، وهو ما كان دائما الفارق في بناء فئات رياضية أكثر قدرة على التحمل في قطع المسافات الطويلة وبسرعة عالية.

ولكن اليوم عندما يتحدث مدراء هذه الشركات فإنهم يشعرون ببعض الأسى لقرب انتهاء عصر المحركات الكبيرة المكونة من 12 أو 16 أسطوانة بسبب انتشار الموديلات الكهربائية.

وبدأ العالم يبدي اهتماما تجاه السيارات النظيفة منذ ستينات القرن الماضي بسبب المشاكل البيئية وارتفاع تكاليف الوقود، لكن خلال السنوات الأخيرة اكتسبت شعبية منقطعة النظير ومن الطبيعي أن تنافس تلك التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

توماس شوستر: المحركات الأصغر أخف وزنا وتمنح ديناميكية عملية أكبر
توماس شوستر: المحركات الأصغر أخف وزنا وتمنح ديناميكية عملية أكبر

وأوضح توماس شوستر من جمعية الخبراء الألمانية كووس أن تقليص حجم المحركات من الاتجاهات الكبيرة حاليا في عالم السيارات، حيث إنه يهدف إلى خفض معدلات الاستهلاك والانبعاثات الضارة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الخبير الألماني قوله إنه "كلما كان المحرك أصغر، قل استهلاكه من الوقود بشكل أساسي، وكلما كانت الأسطوانات أقل عددا".

ويشير إلى أن ذلك يؤدي إلى فقدان احتكاك أقل، علاوة على أن المحركات الأصغر تكون أخف وزنا، وهو يساعد في خفض وزن السيارة، التي يتم دفعها.

وعادة ما يتم تعويض فقدان الأداء بسبب تقليص حجم المحركات من خلال الاعتماد على شواحن التوربو أو الكمبريسور أو الاستعانة بمحرك كهربائي مشغل.

ويرى الخبراء في القطاع أنه كلما كانت الشركة أكثر التزاما بمعايير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أصبح من الصعب عليها التمسك بطرح سيارات بمحركات كبيرة.

وتعتمد السيارات الصغيرة والمدمجة حاليا على محركات ثلاثية الأسطوانات في أغلب الأحيان، كما أن الماركات العالمية المتخصصة بالمركبات الفاخرة أصبحت تعتمد بشكل متزايد على المحركات سداسية الأسطوانات.

وليس ذلك فحسب، بل حتى أن شركات تعديل الموديلات مثل أي.أم.جي صارت تتخلى تدريجيا عن المحركات ثمانية الأسطوانات كحد أقصى.

ويقول ماتيه ريماك مدير شركة بوغاتي إنها المرة الأخيرة التي "نقوم فيها بتركيب محرك من 16 أسطوانة الفريد من نوعه في سيارة جديدة".

ويشير ريماك بذلك إلى المحرك الكبير سعة 8 لترات، والذي لا يوجد مثيل له في تاريخ السيارات القياسية الحديثة، ويولد هذا المحرك قوة 1176 كيلوواط أي قرابة 1600 حصان في سيارة بوغاتي ميسترال الرودستر.

ويمثل معيار وقود الأوكتان 98 أحد العوامل، حيث أن القدرة على تصميم محرك لتشغيل ضغط معين يتماشى مع هذا النوع من الوقود ويحسن بشكل كبير من كفاءته الديناميكية الحرارية وكثافة الطاقة، ما يسمح بمزيد من تقليص حجمه.

ويتم ضبط حجم المحركات لسيناريوهات أسوأ الحالات مثل تسارع في مسافة قصيرة أو سحب مقصورات في المرتفعات وغيرها.

ويعمل إلغاء تنشيط الأسطوانات على تحسين الكفاءة أثناء حالات القيادة الأقل خطورة عن طريق جعل بعض الأسطوانات تعمل بقوة ديفيس دام بينما لا تفعل الأسطوانات الأخرى شيئا.

ويمكن للإدارة الديناميكية للوقود إغلاق أي أو كل الأسطوانات في محركات جنرال موتورز ثمانية الأسطوانات سعة 5.3 لتر و6.2 لتر لتعزيز الاقتصاد في استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 12 في المئة تقريبا.

وأوضح أدريان هالمارك مدير شركة بنتلي أن الشركة البريطانية لن تطلق سيارات جديدة تعتمد على محرك كبير مكون من 12 أسطوانة وبسعة 6 لترات بعد سيارتها باتور القوية، والتي تنطلق بقوة 544 كيلوواط/740 حصانا.

كما أن شتيفان فينكلمان مدير شركة لامبورغيني أكد أن أفينتادور أل.بي 780-4 ستودع محرك السحب ذي الاثنتي عشرة أسطوانة، وستحمل السيارة السوبر رياضية الاسم الإضافي أولتيم.

ماتيه ريماك: سيارات بوغاتي ستزود بآخر محرك من فئة 16 أسطوانة
ماتيه ريماك: سيارات بوغاتي ستزود بآخر محرك من فئة 16 أسطوانة

ولقد تخلت شركة بي.أم.بليو الألمانية بالفعل عن المحركات المكونة من 12 أسطوانة، والتي تتوافر فقط لدى شركة مرسيدس في نسخة مايباخ من سيارة الفئة أس.

ومع ذلك، لا تزال هناك ماركات سيارات تطلق موديلاتها المزودة بمحرك 12 أسطوانة، حيث لا تزال هناك شركات مثل فيراري وأستون مارتن ورولز رويس ومايباخ تعتمد عليه، كما أن شركة باغاني الإيطالية تعتمد على محركات أي.أم.جي المهملة.

ونظرا إلى قلة أعداد هذه الفئة من الطرز فإن تأثيرها على المناخ العالمي سيكون محدودا. وأوضح باولو تومينيلي أستاذ تصميم السيارات الألماني أن حقبة المحركات الكبيرة شارفت على الانتهاء. وأضاف “لقد أصبحت المحركات الكهربائية أخف وزنا وأكثر قوة".

ومع ذلك، يرى فرانك فيلكه مدير شركة مراقبة الأسواق كلاسيك أناليستس أن غالبية المحركات الكبيرة ستستمر لفترة أطول في قطاع السيارات القديمة والكلاسيكية.

وقال إن "الصوت المميز للمحركات الكبيرة يخلق سحرا كلاسيكيا لا يُضاهى، وتجسد مفاهيم المحركات الكبيرة أجواء الفخامة والأداء التفرد".

ولن يكون لاختفاء المحركات الكبيرة في السيارات الجديدة أي تأثير ملموس على أسعار الطرز الكلاسيكية، نظرا إلى وفرة المعروض من هذه المحركات باستثناء المحركات المكونة من 16 أسطوانة.

وبطبيعة الحال فإن تكاليف التشغيل لا تهم أي شخص يقوم بشراء مثل هذه النوعية من المركبات، وهو ما ينطبق أيضا على أسعار الوقود، التي ليس لها أي تأثير على أسعار السيارات الكلاسيكية.

ومع ذلك لن يضطر عشاق المحركات ذات السعة الحجمية الكبيرة التجول بين السيارات المستعملة أو الموديلات الكلاسيكية.

ويبدو السبب في ذلك أن الشركات ستتحول إلى الموديلات الهجينة، حتى أن مدير لامبورغيني أكد أن الموديل الجديد من أفينتادور سيتم تجهيزه بمحرك من 12 أسطوانة.

فيراري وأستون مارتن ورولز رويس ومايباخ باغاني الإيطالية ستتواصل في إطلاق طرز بمحركات تتكون من 12 أسطوانة
◙ فيراري وأستون مارتن ورولز رويس ومايباخ باغاني الإيطالية ستتواصل في إطلاق طرز بمحركات تتكون من 12 أسطوانة

 

15