"حفلة نصر" لصحافيين وضيوفهما تحت الثلج تثير جدلا إعلاميا في سوريا

دمشق - تعرض تلفزيون “الفضائية الإخبارية” السورية لموجة سخرية وانتقادات على خلفية بثه برنامجا حواريا ضمن أجواء الثلج والبرد الشديد على الهواء مباشرة.
واستقبل مقدما البرنامج حيدر مصطفى وميشلين عازار عددا من الضيوف خارج الاستوديو في ساحة بلدة معلولا بريف دمشق تحت الثلج وفي البرد الشديد، تحت عنوان “برنامج معلولا.. أيقونة نصر لإحياء الذكرى الحادية عشرة لبدء الحرب على سوريا”.
وظهر شعر مقدم البرنامج وقد اكتسى حلة بيضاء من الثلج، فيما بدا ضيوف تلك التغطية “المباشرة” محرجين من الحضور أمام عدسة القناة، وهم يرتجفون من البرد والثلج المتساقط.
وقال مقدما الحلقة ومعدّوها إن الطقس كان مناسبا أثناء الإعداد، ولكنه تغيّر أثناء التصوير المباشر.
وأثارت الحلقة موجة غضب واستنكار، ولاسيما في صفوف الأكاديميين والإعلاميين الذين اعتبروا تصوير برنامج حواري خارج الاستوديو وتحت الثلج وبحرارة تحت الصفر “استهزاء” ولا علاقة له بالمهنية.
وتناقلت العشرات من الصفحات على موقع فيسبوك صورا من البرنامج الذي تم بثه صباح الثلاثاء، وسط تساؤلات عن جدوى وجود كادر الحلقة وضيوفها تحت الثلج وفي ظل درجات حرارة تحت الصفر.
وقالت نائب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق نهلة عيسى إنها ابتعدت عن نقد الإعلام لعدة أسباب من بينها أنه لا يوجد كهرباء لمتابعة التلفزيون، إلا أن البرنامج الحواري المصور خارج الاستوديو تحت الثلج وبدرجة حرارة تحت الصفر “بجد ما بينسكت عليه”، مضيفة “ما له علاقة بالمهنية، ولا بالابتكار، ولا بتجويد الرؤية البصرية، ولا بالإنسانية، ولا برفع المعنويات، ولا بالصمود والتحدي، ولا بخوزقة الأعداء!”.
واعتبرت أنه عرض مسيء ومهين، وليس له مبرر مهني، كما أنه يوتر المشاهدين ويصيبهم بما يسمى بإعياء المشاهدة “ويحرف اهتمامهم عن الموضوع المعروض نتيجة إحساسهم بالضيق والدهشة من حفلة التعذيب التي تجري أمام أنظارهم، والتي تنقل لهم كل معاني البؤس والقلة التي يعيشونها، ناهيك عن العنوان الساذج المثير للسخرية المرة ‘السوريون يؤدون واجباتهم رغم كل الظروف’، والذي يفترض أنه عنوان موجه للخارج بقصد إفهامه أننا صامدون، وحياة الرب مو هيك الصمود، ولا هيك المجاكرة، ولا هيك الإعلام يا حبايبنا”.
وقال الصحافي سامر ضاحي إن اللوم لا يمكن أن يقع “على الصحافيين الذين يتحملون قرارات مجحفة كقرار البث التعذيبي تحت المطر بحكم إمكانية وجود مغريات سلبية محتملة قبل البث، لكن ألوم الضيوف الذين يملكون حرية الاعتذار”.
وغرد صحافي آخر:
وعلقت صفحة على فيسبوك:
وكتب الإعلامي طارق عجيب “هكذا حركات هي استثمار أخرق لظرف طقسي طبيعي للتأكيد على ‘وطنية ومرجلة وتفاني’ السوريين والإعلام السوري وكوادره، وهي حركات استعراضية فيها تملق ومزاودة لا مبرر لهما إلا التمادي والإغراق في الخداع والنفاق.. العمل في هكذا ظروف هو عمل سهل وطبيعي وروتيني.. ومن يستحق الإشادة هم الضيوف الذين تحملوا كل هذا البرد والثلج لخدمة من قرر أن يزايد حتى على الطقس”.
وأثارت حملة الانتقادات غضب المقدم، حيث لوّح باللجوء للقضاء لمحاسبة المنتقدين، لكنه تراجع عن تهديده واعتذر عن الظهور في حلقة إذاعية للرد على المنتقدين وقال في منشور:
ويذكر أن قناة السورية الإخبارية سبق وأن أثارت الجدل عدة مرات، خصوصا حين سلطت الضوء على فساد ممرضة وسائق تاكسي.