"حفلة" فلسطينية في فيسبوك على "شنطة العمادي"

حماس تراقب مواقع التواصل وتعتقل كل الشباب في غزة الذين يتجرأون على نشر تدوينات تنتقد حكمها.
الجمعة 2020/09/11
لا نقايض الوطن

غزة - حققت أغنية جديدة نشرها الفنان الفلسطيني حسام خلف على حسابه على فيسبوك، تسخر من الأموال القطرية التي يتم إدخالها لصالح حركة حماس في قطاع غزة لفرض التهدئة بينها وبين وإسرائيل، رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتضمن الأغنية الفلسطينية، التي ركبت على ألحان أغنية الفنانة السورية أصالة نصري “بنت أكابر”، سخرية من الأوضاع التي أوصلت إليها حركة حماس الغزاويين في القطاع.

وتضمنت الأغنية بعنوان ”المخ على صعيد التهدئة” تهكّما شديدا من “شنطة العمادي”، وهي الحقيبة التي يدخلها رئيس ما تسمّى بـ”اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة” محمد العمادي وهي محمّلة بالأموال الشهرية التي يتم صرفها في غزة؛ بذريعة تخفيف وطأة الحصار المفروض عليها.

واشتهر الفنان حسام المُلقب بـ”المخ” بانتقاده للأوضاع السياسية والاجتماعية في قطاع غزة عبر أغنيات يستلهم ألحانها من أغانٍ مصرية شهيرة، ويقوم بتغيير كلماتها لتتماشى مع الواقع الفلسطيني.

وقال ”المخ” ساخرا ”عملت فيديو كليب بمئة دولار، هاتوا مئتي دولار حتى نطور الأداء”. ويشير الفنان إلى المنحة القطرية المقدرة بمئة دولار المقدمة للعائلات الفقيرة.

يذكر أنه سبق للأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، أن اعتقلت “المخ” العام الماضي، قبل الإفراج عنه بعد تنامي الانتقادات. وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها جهاز الأمن الداخلي لحماس على اعتقال خلف.

وتعتقل حماس كل من تخوّل له نفسه انتقادها. وسبق أن اعتقلت الفنان الفلسطيني الساخر عادل المشوخي بعد نشره مقطع فيديو انتقد فيه حركة حماس التي تسيطر على غزة بسبب ما آلت إليه الأوضاع في القطاع جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وأصدر القضاء العسكري حكما على المشوخي، وهو من محافظة رفح جنوب قطاع غزة بالسجن لمدة عام ونصف.

ووجهت النيابة للمشوخي ثلاث تهم أساسية وهي “مناهضة السياسة العامة، وإهانة الشعور الديني، والسلوك المعيب”. وأفرج عنه في يناير الماضي بعد تهديده بالدخول في إضراب عن الطعام.

وأصبح المشوخي علامة فارقة في القطاع، وتثير أغانيه انقساما في الشارع الفلسطيني بين مؤيد لها وساخر منها ورغم ذلك تلقى تسجيلاته المصوّرة رواجا كبيرا بين المستخدمين الفلسطينيين في مواقع التواصل.

وتراقب حماس مواقع التواصل وتعتقل كل الشباب في غزة الذين يتجرّأون على نشر تدوينات تنتقد حكمها. كما توظف ميليشيات إلكترونية للرد على لسانها في مواقع التواصل وأخرى على أرض الواقع لترويع الأهالي ومنعهم من الاحتجاج.

واستطاعت حماس قمع احتجاجات لأهالي عزة خرجوا في مارس 2019 للتظاهر والتعبير عن إحباطهم وانتقاد حماس، التي تتولى زمام الأمور في القطاع بقبضة حديدية. وبدأت رسائل الحراك الشعبي، الذي اتخذ “بدنا نعيش” شعارا له، في الظهور على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتنتقد أصوات خجولة العمادي الذي بدا أن “مصير شعب بأكمله متعلق بزيارته لفرض التهدئة”، ويتساءل فلسطينيون عما إذا كانت قطر فعلا تعمل لصالح الفلسطينيين؟

وكانت التفاهمات التي رعتها قطر بين إسرائيل وحماس أثارت حالة غضب واسعة في الأوساط الفلسطينية، لعدم تحقيقها وعود كسر الحصار، مع غياب أي توافق فصائلي كما جرت العادة، ووصفت بـ”صفر كبير”.

وشبه معلق الأمر:

Nael Abu Rabe Assi@

مقايضة وطن.. مقابل شنطة العمادي!؟

وسخر مغرد:

ab0mustafa98@

“شنطة العمادي” أهم من العمادي نفسه.

ويسخر مغرد:

elmajdlawy@

“بقلك العمادي كان ماخذ شنطة الدولارات ورايح لنيمار ومبابي والشلة، بس طلعوا همل وانغلبوا”.

يذكر أنه قبل عامين لم تكد قدم المندوب القطري تطأ أرض قطاع غزة حتى فوجئ باستقبال بعض سكان القطاع له بالأحذية.

وتم طرد العمادي من القطاع، وسط رفض الغزاويين للمنحة القطرية. وقام سكان القطاع بتمزيق صور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وإنزال العلم القطري من أسطح الأبنية.

19