حفلات زفاف بتصاريح استثنائية تثير الجدل في لبنان
يبدو أن انتشار وباء كورونا أربك رجال السياسة في لبنان، فبعد إجراءات الحظر الشامل تتالت التصاريح الاستثنائية لإقامة حفلات زفاف أعقبتها تصريحات إعلامية متبادلة بين وزير الصحة ووزير الداخلية وأشعلت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بيروت – تسبب انتشار فايروس كورونا في إرباك العديد من الأشخاص والقطاعات حول العالم، فبين من يريد أن يكمل حياته بشكل طبيعي والقرارات الحكومية التي تسعى لفرض قوانين للحد من انتشار الفايروس، تأتي بعض القرارات الاستثنائية من لبنان لتثير ضجة عارمة.
وكان آخر تلك القرارات منح وزير الصحة اللبناني حمد حسن استثناءات لإقامة 7 أعراس نهاية الأسبوع رغم الحجر الصحي التام الذي فرضته الإجراءات الصحية، والذي أثار خلافا بينه وبين وزير الداخلية محمد فهمي، وذلك بعد تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفايروس كورونا في الأيام الأخيرة.
ورغم اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارا بالإقفال التام لمدة أربعة أيام، من الخميس حتى الاثنين، ومنع إقامة الحفلات، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن استثناءات منحها وزير الصحة سامحا بإقامة عدد من الأعراس ليعود وزير الصحة، ويقر أنه أعطى إذنا لتنظيم 7 أعراس شرط الالتزام بإجراءات الوقاية.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت في الإعلام وعلى وسائل التواصل خلو الحفلات من هذه الإجراءات، فيما عمدت قوى الأمن الداخلي إلى فرض غرامة على العروسين قيمتها 25 مليون ليرة لبنانية، لمخالفتهما قرار الحكومة، علما أن أحد هذه الأعراس كان لملكة جمال لبنان السابقة والممثلة اللبنانية فاليري أبوشقرا التي عقد قرانها البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر البطريركية المارونية.
وأثار هذا التضارب موجة غضب شعبية خاصة أن وزير الداخلية كان سمح بإقامة الحفلات التي كانت محددة في عطلة نهاية الأسبوع، وحال الحجر الصحي دون إقامتها إلى إعادة تنظيمها يومي الثلاثاء والأربعاء وهو ما أثار استغراب اللبنانيين وسخريتهم من هذه الإجراءات.
وانتقد وزير الصحة إقدام وزارة الداخلية على تنظيم المحضر بحق أصحاب العرس لحصولهم على إذن مسبق، ليعود بعدها وزير الداخلية ويحذر من إقامة الحفلات زمن الحجر ويعلن رفضه أي إذن من أي جهة كانت في إشارة واضحة وانتقاد لإجراء وزير الصحة.
وفي حديثه التلفزيوني، كشف وزير الصحة حمد حسن أنه أعطى استثناءات لإقامة 7 حفلات زفاف، وقال “علينا أن نتكيف ونعيش الأفراح والأحزان لكن بضوابط وإجراءات معينة”.
وأضاف “في حال تسجيل خروق للإجراءات في الاستثناءات التي أعطيناها لحفلات زفاف، سيتم التنسيق مع وزارة الداخلية لإعادة النظر بالاستثناء”.
في المقابل، قال وزير الداخلية محمد فهمي في بيانه “يحظر على الراغبين بإقامة حفلات الزفاف الاستمرار بها في الأيام الخاضعة للإقفال التام والتي يمنع فيها منعا باتا إقامة أي نوع من الحفلات والسهرات بما فيها الزفاف"، مضيفا، “بالتالي، فإن أي إذن من أي جهة أو سلطة أتى، ممنوع إطلاقا، على أن يصار إلى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين للقرار الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات حول التدابير والإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا”.
ولاقى هذا الإرتباك في الإجراءات انتقادات واسعة في لبنان، خاصة أنه تم الكشف في الأيام الأخيرة عن إصابات نتيجة التواجد في حفلات وأعراس.
وكبد تفشي الفايروس وقرار الحجر قطاع الترفيه في لبنان خسائر كبيرة تقدر بملايين الدولارات.
وكتبت الإعلامية اللبنانية لاريسا عون على تويتر، “على أي أساس يمنح وزير الصحة هذا الاستثناء؟”.
وتساءل الإعلامي بسام أبوزيد على تويتر “خلاف بين وزارتي الصحة والداخلية بخصوص تدابير الحجر لمواجهة كورونا ولاسيما حفلات الزفاف، وكأن كل وزير من حكومة ومن بلد”.
