حفتر يدعو الليبيين إلى الثورة والانتفاضة ضد الطبقة السياسية

قائد الجيش الليبي يؤكد أن البلاد انزلقت إلى نفق مظلم على يد المتصارعين من عبدة الكراسي، مطالبا الشعب بخوض معركة بناء الدولة ضد الفساد والعبث السياسي ويتعهد بالحماية.
الثلاثاء 2022/09/20
حفتر يريد معركة شاملة لتطهير البلاد

طرابلس – دعا قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الشعب إلى الانتفاضة والثورة ضد الطبقة السياسية الحالية من أجل تغيير واقعه وحسم الأمور لصالحه، مؤكدا أن البلاد "انزلقت إلى نفق مظلم على يد السياسيين والمتصارعين من عبدة الكراسي".

وتأتي دعوة حفتر في وقت تشهد البلاد حالة انسداد سياسي، على خلفية صراع على السلطة بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والذي أدى إلى نشوب اشتباكات في طرابلس وضواحيها في أغسطس الماضي.

وقال حفتر في كلمة ألقاها مساء الاثنين خلال زيارته لمدينة غات بأقصى جنوب غرب البلاد، إنه "لم يبق من خيار إلا انتفاضة وثورة الشعب على الواقع المزري الذي تعيشه البلاد"، مشيرا إلى أن "الشعب هو مصدر السلطات، وأن الأوضاع الحالية لن تتغير بالاعتماد على السياسيين أو التدخل الأجنبي".

وحثّ حفتر الشعب على أن يمارس بنفسه حقه الطبيعي في تقرير مصيره، مشددا على أن دور الشعب قد حان للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه البلاد، مؤكدا أن لا مجال لتراخيه وإضاعته الوقت بعد اليوم في انتظار المعجزات من السياسيين، وذلك من أجل قلب الموازين لصالحه.

وتابع "ليس أمام الشعب إلا أن يتحمل مسؤولية نفسه بلا نيابة لتحقيق التغيير المنشود"، مضيفا "معركة بناء الدولة ينبغي على الشعب أن يخوضها بنفسه وفي حماية جيشه بأسلوب سلمي ضد المنافقين والفاسدين، وضد العبث السياسي الجاري".

وجدّد حفتر التأكيد على أن هذه "المعركة" يجب أن تكون "معركة تحرير شامل"، مشيرا إلى أنّ "لا مفر من خوضها للخروج من هذا النفق المظلم الذي انزلقت فيه البلاد على يد السياسيين ومتصدريها المتصارعين على السلطة".

وانتقد حفتر طريقة تعاطي الأطراف السياسية مع أزمة ليبيا، واتهمها بإدخال البلاد في نفق مظلم، مطالبا القوى المدنية بتوحيد الصفوف والتقدم لاستعادة الوطن منها.

وأكد قائد الجيش الليبي أن الاعتماد على طبقة سياسية أو تدخل أجنبي لتحقيق التغيير في البلاد سيكرّس حالة التردي والفوضى والانقسام السياسي، خاصة بعد أن "أثبتت التجارب الماضية وما صاحبها من مؤتمرات صورية ومبادرات شكلية فشلها".

ويظهر من خلال تصريحات حفتر أنه بات مستعدا للتدخل بعد المعارك الطاحنة التي شهدتها طرابلس في موفى أغسطس الماضي بين الميليشيات، دون أن يحدد الجهة التي يدعمها سواء حكومة الدبيبة أو باشاغا، أو أنه سيعمل على الحسم ضد الطرفين بعد تحميلهما مسؤولية تصاعد العنف.

وأسفرت الاشتباكات التي انتهت بفشل محاولة باشاغا للإطاحة بحكومة منافسه الدبيبة، عن مقتل 32 شخصا وإصابة 159 آخرين، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، فضلا عن إلحاق أضرار مادية وخسائر كبيرة في ممتلكات عامة وخاصة.

ورغم أن حفتر أو المسؤولين في الجيش الوطني الليبي لم يعلنوا تأييدهم لأي طرف في الصراع الحاصل، إلا أن تقارير تحدثت عن تحالف ضمني حدث بين قائد الجيش الوطني الليبي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، ما أدى إلى فتح منشآت النفط.

ومن أبرز التفاهمات صرف رواتب عناصر الجيش الوطني الليبي وتعيين فرحات بن قدارة، الشخصية المقربة من حفتر، رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط خلفا لمصطفى صنع الله، مقابل دعم قوات الجيش لحكومة الدبيبة.

وغرقت ليبيا في أزمة سياسية منذ نهاية حكم معمر القذافي، مع التنافس بين المناطق الرئيسية وصراعات على السلطة والتدخل الأجنبي.

وشكلت حكومة مؤقتة في طرابلس مطلع 2021 في إطار عملية رعتها الأمم المتحدة ومهمتها الرئيسية تنظيم انتخابات في ديسمبر الماضي، لكن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات شديدة على الأساس القانوني للانتخابات ووجود مرشحين يسببون انقساما، بينهم بالتحديد الدبيبة وباشاغا إلى جانب ابن القذافي المثير للجدل سيف الإسلام.

ونظرا إلى انتهاء مدة ولايته عيّن البرلمان في فبراير الماضي باشاغا رئيسا للوزراء، ما دفع البلد إلى أزمة سياسية خطيرة مع إصرار الدبيبة على البقاء في السلطة إلى حين إجراء انتخابات.